يصر مسئولو شركة هويدي علي أحقية موديل أيديا في الحصول علي مكانة متميزة في السوق المحلي، وهو إصرار لا نجد له أي من مبرر بالنسبة لسيارة يشكو منها القاصي والداني. فالسيارة أيديا سيئة السمعة بدايةً من مشارق الأرض في أسيا وحتي مغاربها في البرازيل أثبتت فشلها الذريع في مصر، والدليل علي ذلك مبيعاتها الهزيلة وعشرات السيارات منها كانت حتي وقت قريب ملقاة في العراء أمام مقر الشركة لا تجد من يقترب منها ولو للاستفسار عنها، وهو أمر مبرر، ففي السوق المصري الذي يتم فيه اليوم طرح عشرات الموديلات الصغيرة، لا يبدو من المنطقي بمكان التوجه لشراء موديل مجهول الهوية وبمواصفات أقل ما توصف به هي أنها هزيلة من حيث الأداء والتجهيزات التي قال لنا بعض مالكي السيارة أنهم عانوا من كثرة أعطالها. تلك هي التجهيزات التي تتفاخر بها شركة هويدي للتأكيد علي أن قيمة الموديل الفعلية تزيد عن سعره الحقيقي. قال لنا البعض أنهم صدقوا الدعايات الخاصة بالموديل خاصةً السعر الذي زاد بضعة آلاف عما أعلنته الشركة وصدقوا أيضاً ما قالته الشركة عن السيارة من حيث المعدات التي تعطل بعضها بعد أسابيع قليلة من امتلاك السيارة، تماما كالولاعات الصينية التي لا تدوم سوي لبضعة أيام. والمثير للغرابة في الأمر أن الوكيل لم يسع للحصول علي منتج أفضل من خلال الضغط علي الشركة بل أنه من الواضح أنه طلب سيارات مزودة بأرخص المعدات دون وضع العميل في الاعتبار. أما خدمات ما بعد البيع من حيث الصيانة وقطع الغيار، فحدث ولا حرج. فهويدي موتورز لم تدرك حتي يومنا هذا أهمية تلك الخدمات إيماناً منها بأن دورها ينتهي بمجرد بيع السيارة ولا مانع من استدراج البسطاء بأكذوبة أطول فترة ضمان في مصر. وكان من الأحري بالشركة أن تحمد الله علي أن عميلاً ما تقدم إليها في لحظة طيش لامتلاك موديل أيديا الذي يبدو أقرب إلي التوك توك منه إلي السيارات الحقيقية، بل يفرط الوكيل في التضليل بالتأكيد علي توافر قطع غيار السيارة رغم أن البعض أكد لنا أنهم تعرضوا لمماطلة من الوكيل متعللين بعد توافر قطع غيار وأنها في الطريق من الصين ويبدو أنها كانت مشحونة براً لأن الأمر استغرق أسابيع طويلة يأس العميل بعدها. أما مسألة السلامة في الموديل فهو أمر لا يجدي فيه توفير معدات إلكترونية نفعاً لسبب بسيط وهو أن التصميم لم يراع توافر أي مقومات للسلامة، فالسقف طويل للغاية في الوقت الذي لا يتناسب فيه العرض مع ارتفاع السقف الأمر الذي يؤثر علي ثبات السيارة عند تجاوز المنحنيات. أما الأداء الهزيل للمحرك وصوته المزعج فهو كفيل بردع كل من يفكر للحظة واحدة في شراء تلك السيارة التي يبدو أدائها مشابها لأداء التوك توك. والأمر لا غبار عليه لو قامت الشركة بتسويق الموديل كوسيلة انتقال بديلة للتوك توك. أما القول بأن الموديل يمثل منافساً لأسماء عريقة تعد سياراتها أفضل من حيث الشكل والمضمون فهو أمر لا يهدف لشئ سوي الضحك علي البسطاء. ونعتقد أن من لديه القدرة علي دفع أكثر من أربعين ألف جنيه ستكون لديه القدرة علي دفع بضعة آلاف إضافية والحصول علي سيارة تدوم بدلاً من اقتناء سيارة مخصصة للاستخدام لبضع مرات، تماماً كالمناديل الورقية.