مع بداية الحديث عن استدعاء السيارات، تفتحت أعين نسبة كبيرة من المستهلكين في السوق المحلي علي حقوق مهدرة تتمثل في التزام الشركات أو الوكلاء الممثلين لها في السوق المحلي بإصلاح عيوب الإنتاج التي لا ذنب للمستهلك فيها علي أن يكون ذلك علي نفقة الشركة ودون أي أعباء إضافية علي العميل. قد يسهم ذلك في منح المستهلك حقوقاً جديدة كان يجهلها في الماضي، ولكن ما يحدث الآن سيلقي الضوء علي شركات أخري أثبتت فشلها في السوق المحلي بعد ان اعتمدت لفترة طويلة علي الضحك علي الذقون بوعود زائفة لم تتمكن من تحقيقها. المثال الواضح علي ذلك نجده في شركة هويدي موتورز التي تطرح في السوق المحلي أسوأ موديلين علي الإطلاق. فرغم كثرة الشكاوي من هذين الموديلين، لم تحرك الشركة ساكناً وتجاهلت تماما تلك الشكاوي، بل أنها لم تلتزم بتعهداتها لضمان السبع سنوات والذي تبين لكثير من مالكي سيارات الشركة المخدوعين أنه مجرد كلام في الهواء. لم تلتزم الشركة أيضاً بوعودها التي سمعناها عند إطلاق لاندروك في السوق بتوفير خدمة صيانة متميزة، ليتبين للجميع الضعف التام لمستوي تلك المراكز حتي أن أحد المستهلكين حصل علي تعويض بعد أن أفسد مركز الخدمة سيارته. أما الحديث عن قطع الغيار بأسعار تنافسية فبدا الأمر وكأنه كذبة أبريل التي لم ولن تتحقق. الغريب أن الشركة لا تكترث بشكاوي عملائها وكأن الأمر لا يعنيها من قريب أو بعيد رغم علمها بسوء صناعة تلك السيارات. فلاندروك علي سبيل المثال أثبتت أنها ذات جودة متدنية وتصميم ردي مسروق من موديلي أودي Q7 وكيا سورينتو وهو الأمر الواضح في معظم ملامح الشكل الخارجي للسيارة حتي أن النتيجة النهائية كانت كارثية بكل معاني الكلمة لأن السيارة لم تحمل من معالم هاتين السيارتين سوي الشكل الخارجي الذي أضيف إليه شاسيه مركبة بيك أب ونظام تعليق خشن للغاية ومكونات رديئة في المقصورة ومحرك علي درجة متدنية من الكفاءة كما أن نظرة سريعة علي مستوي تقفيل السيارة تبين للمرء الصناعة البدائية التي لم تكترث بكثير من التفاصيل. وقد لا يؤثر الشكل الخارجي للسيارة علي مستويات الأمان التي تتمتع بها أي سيارة ولكن الأمر يختلف بالنسبة لتجهيزات السلامة ، ففي حالة لاندروك تدعي الشركة أن الموديل مزود بأحدث تجهيزات السلامة وهذا صحيح، ولكن تلك التجهيزات هي من نوعية سيئي تعمل بكفاءة متدنية تهدد سلامة السائق والراكب ومنها الفرامل ومانع إغلاقها وكلاهما ظهرت به عيوب ويتكرر نفس الأمر مع موديل أيديا الذي فشل في مناطق مختلفة من العالم وكانت تقييماته سلبية للغاية كما أن جودته بدت ضعيفة وهو أمر متوقع من سيارة تنتجها شركة لا يعلم أحداً عنها شيئاً. ومع تردد الحديث عن بدء تحديد مواصفات قياسية للسيارات التي تدخل السوق المحلي، لا نتوقع أن يتم السماح بطرح موديلات أيديا ولاندروك في مصر لسبب بسيط وهو أن السيارة لم يظهر بها مجرد عيب أو اثنين يمكن استدعاء السيارات لإصلاحها، بل عشرات العيوب التي تجعل من أيديا ولاندروك كوارث متحركة علي أربع عجلات.