لا خلاف علي أن الطموح والأمال من الأشياء المشروعة لكل شركة ولكن يتعين علي المنتج نفسه أن يكون علي سمتوي الأمال والطموحات وإلا كان الأمر مجرد ضحك علي الذقون ووسيلة لخداع المستهلك. وعندما نسمع من مدير شركة تعمل كوكيل لمنتجات صينية عديمة القيمة وذات جودة رديئة أنها تسعي لمنافسة الكبار فالأمر يستحق منا وقفة لنري مدي تطابق ما يدعيه الوكيل مع الحقيقة. يحدث ذلك في حالة هويدي موتورز حيث أعلنت الشركة أن موديل أيديا الصغير مجهول الهوية ينافس بل يتفوق علي أسماء معروفة في السوق المحلي وسبب تلك التصريحات الغريبة هو توهم الشركة أن المستهلك المصري يبحث عن الأرخص دون أي أعتبار للجودة. وتناسي القائمون علي هويدي موتورز أن الموديل الذي يتحدثون عنه ملئ بالعيوب أولها أن تصميمه مسروق من موديلات فيات وشيفروليه وسبب إدعاء الشركة بأن أيديا تتفوق علي شيفروليه سبارك الصغيرة هو التشابه بين الموديلين وهو أمر مفهوم نتيجة سرقة منتجو أيديا لكثير من ملامح تصميم سيارة شيفروليه، ولا مانع من إضفاء بعض اللمسات المسروقة من موديل فيات بونتو علي أيديا كي تبدو مختلفة عن سبارك. ويذكرنا ذلك بالأدوات الكهربية المقلدة والتي كانت تتحايل علي الماركات المعروفة بكتابة الإسم مع تغيير حرف أو أكثر بحيث يبدو الأمر أمام الجميع وكأن تلك السلع المزيفة عبارة عن أدوات كهربية أصلية. تتوهم قيادات هويدي موتورز أن التشابه في الشكل كفيل بجعل موديل ضعيف ينافس أمام الكبار ويتفوق عليهم أيضا، أما السلامة الهيكلية ومقاومة جسم السيارة للصدمات وتوفير سبل الحماية للسائق والركاب فهي أمور ثانوية لا تشغل بال هذا الوكيل الذي أختار موديلي أيديا ولاندروك من بين مئات الشركات الصينية المتخصصة في صناعة السيارات ليس لشئ سوي أن هذين الموديلين هما الأرخص وتسويقهما في مصر بأي شكل من الأشكال يحقق ربحا كبيرا للوكيل أما المستهلك وسلامته فلا أعتبار لهما في قاموس هويدي موتورز. وتسوق الشركة للسيارة بأنها الأرخص في السوق المحلي ولكنها ليست كذلك حيث يقل سعر موديل ماروتي عنها. ورغم أن موديل ماروتي يبدو أقدم من حيث التصميم الخارجي غير أنه أكثر جودة ومصداقية خاصة وأنه يعتمد علي مكونات سوزوكي اليابانية. أما المقارنة بين سبارك وأيديا فهي بالتأكيد لا تستقيم لسبب وهو أننا نعلم الجهة المنتجة لسبارك ولكننا بكل تأكيد لا نعلم شيئا عن الشركة التي تتولي إنتاج أيديا مجهولة النسب. المقارنة من حيث الإمكانات والتجهيزات الفنية لن تكون في صالح أيديا وسنقدم فيما بعد مقارنة عملية بين أيديا ومنافسيها حتي لا ينخدع المستهلك وللحديث بقية.