يمكن للمرء أن يتفهم قدرة أي موديل علي المنافسة بتعدد مزاياه وإمكاناته. ولكن عندما تكون السيارة دون مزايا تذكر فقدرتها علي المنافسة في تلك الحالة ستكون شبه معدومة. وحينما تكون الميزة الوحيدة في موديل ما هي السعر المنخفض نسبيا، فإن اقتناء مثل تلك السيارة يعد استثماراً محفوف بالمخاطر لأن السيارة الرديئة تفقد قيمتها بسرعة الصاروخ لتصبح بعد سنوات قليلة - وربما أشهر - صفقة خاسرة. وبالنظر إلي موديل ايديا الذي تطرحه هويدي موتورز في السوق المحلي وهي السيارة المعروفة في السوق الصيني بإسم "أيديال" والذي قام مسئولو هويدي موتورز بتغييره ربما حتي لا يلتبس الأمر علي البعض ويخلط بينها وبين ماركة الثلاجات المعروفة، سنجد أن السيارة أبعد ما تكون عن الدخول في منافسة جادة مع أي من الماركات المطروحة في نفس الفئة لأسباب عدة منها تدني جودة الخامات المستخدمة في الموديل وهو أمر إن دل علي شئ فإنما يدل علي أن السيارة صممت بشكل لا يمكنها من الاستمرار طويلا علي قيد الحياة. فالجودة تعمي المزيد من التكاليف لسيارة تدوم طويلاً، ولكن في حالة أيديا لا يتوافر هذا العنصرلسبب بسيط وهي رغبة الشركة المنتجة والوكيل معا لتحقيق أكبر ربح وبأقل تكاليف ممكنة. العنصر الثاني الذي يمكن من خلاله تحديد جودة السيارة هو متوسط استهلاكها للوقود وهو أمر يبدو غريبا في أيديا التي تستهلك الكثير من الوقود بالنظر إلي السعة اللترية لمحركها الأمر الذي يشير إلي نوعية المحرك القديمة وجودة صناعته وهو أيضا مؤشر إلي أن مثل هذا المحرك لا يتوافق مع المواصفات الحديثة بل مجرد جيل قديم من المحركات انتهي العمل به منذ سنين. أما العيب الرابع في أيديا فيرتبط أيضا بجودة الصناعة ويبدو واضحا في كبر الفجوات بين أجزاء الهيكل ووضع الأبواب الذي يحتاج إلي إعادة ضبط بين الحين والأخر الأمر الذي يشير إلي أن الصناعة رديئة وغير متقنة فضلا عن عدم القدرة علي تحمل الاستخدامات اليومية لفترة طويلة. ومن العيوب القاتلة في أي سيارة نظام التعليق المتاح لها وهو الأمر المسئول عن توفير قدر معقول من الراحة للركاب وهو أمر لا يتوافر علي الإطلاق في أيديا التي تم تجهيزها بنظام تعليق منخفض الكفاءة يجعل المرء يشعر بالإجهاد خلال الرحلات القصيرة فما بالنا بالرحلات الطويلة، وبالتالي يكون الجلوس في مقصورة تلك السيارة حتي في حالة الإستخدامات اليومية العادية عذابا لا يطاق. وفي ظل الجو المصري الحار، صار تكييف الهواء ضرورة في فصل الصيف، ولكن في حالة سيارة هويدي يعد تكييف الهواء شكلا جماليا لا أكثر ولا أقل. فعلي الرغم من حجم المقصورة الصغير غير أن التكييف يعيبه ضعف الكفاءة وبالتالي لا يعد فعالا في أيام الصيف الحارة. وحتي ناقل السرعات، شكا البعض من أنه يصدر أصواتا مزعجة لا تتلائم مع ما يدعيه مسئولو هويدي موتورز من جودة المكونات أضف إلي ذلك ضعف خدمات الصيانة التي تكاد تكون معدومةز وربما بعد تلك المساوئ العديدة يبدو الشكل القبيح للسيارة أمر ثانويا - هذا إن جاز أن نطلق علي أيديا لقب سيارة.