ليست هذه هي المرة الأولي التي يختلف فيها مع ذاته، وينقسم علي نفسه، فقد اعتاد ذلك منذ سنواته الأخيرة بعد أن توفي والده الذي كان يطلق عليه الباشا، فهو باشا ثري رجل أعمال من أصل باشوات، من هول الصدمة كانت الدموع تسعفه دائما تواسيه وتعينه علي اجتياز الأزمة ويهرب إلي أمه التي أحبها بكل عمق فهو وحيد والديه ولديه كل ما يحلم به من أموال وعقارات مدلل بكل صور الحب والرعاية يسمع لأمه وكأنه طفل صغير برغم أنه تعدي الخامسة والعشرين وخريج هندسة الجامعة الأمريكية خطبت له فتاة هي الأخري مدللة وصغيرة في العشرين من عمرها ومازالت طالبة في الجامعة الأمريكية وتزوجا ولكن بعد شهور شعر بالوحدة وأن عروسه قليلة الحيلة لم تتعلم شيئا غير السهرات والحفلات كان يقول لأمه انها طفلة لاتصلح أن تكون زوجة حتي الانجاب اعترضت عليه وطلبت تأجيله، فهي مازالت طالبة رفض الاستمرار فهو يريد زوجة تحتويه وتحبه وتدلله كأمه فلم يجدها وفي البداية لم يخطر بباله أن المسألة يمكن أن تصل إلي الفشل فالأمر كله لايعد أن يكون زواجاً غير ناجح ومضيعة للوقت.. وكانت النهاية الطلاق. التجمع الخامس منطقة هادئة معظمها فيللات تحيط بها الحدائق في تلك الليلة كان دخان ينبعث من إحدي الفيللات الانيقة أبلغ البوليس وكانت المفاجأة شاب نحيل صغير السن في غيبوبة في حجرة النوم وعلي أحد المقاعد لفافة بيضاء مخدر وبجواره حقنة أخري مجهزة للحقن، حجرة أخري بها قعدة مزاج والنار مشتعلة فيها.. نقل إلي المستشفي وتم اسعافه أفاق وانخرط في البكاء ثم بدأ يسرد قصته بعد أن ذكر أن أمه سافرت إلي الحج وشعر بالوحدة وأنه مدلل وحفيد أحد هؤلاء الباشوات وأن والده توفي ولم يكن له سوي أمه وزوجة مدللة طلقت منذ شهور.. فجأة سافرت أمه للحج وتركت الفراغ الكبير في حياته وأصبحت خاوية مع ثروة طائلة فقد ورث من والده الملايين شعرأنه أصبح عجوز طال به العمر أغرق نفسه في السهر وحول ليله إلي نهار ظهر في حياته الكثير من الطامعين في أمواله ورغم أنه صغير السن لم يتعد الثامنة والعشرين من عمره إلا أنه فقد القدرة علي الحب وتكملة حياته وضاع في الليل وضاع معه كثير من الأموال، ذات ليلة شعر أن رأسه تكاد تنفجر من الصداع وسأل أحد الساهرين حوله ممن يقتربون من أمواله ويتلفون حوله، اختفي لحظات ثم عاد ومعه شيء قال إن الصداع سوف يختفي ومع أول شمة تغير كل شيء واختفي الصداع وتحولت الآلام إلي سعادة غريبة لكنها قاتلة، وجد ملاذا آمنا من همومه ومشاكله وابتلعه الشم.. وعرضوا عليه توزيع الصنف فهو شاب ابن ذوات وشيك وسيارة أحدث موديل وهذا لايلفت إليه الأنظار وافق فهي مغامرة جديدة عليه عندما تركوا له ما يقوم بتوزيعه شعر بعد خروجهم من الحجرة من جلسة كانت كلها فوضي من بعثرة وشيشة وأشياء لزوم المزاج شعر بحاجة إلي هذا الصنف فحقن نفسه وترك حجرة المزاج والنار في الشيشة واتجه إلي غرفة نومه وسقط فاقداً الوعي ولم يشعر بشيء.. وجهت له تهم التعاطي والاتجار في المخدرات وأمرت النيابة بحسبه 45 يوما علي ذمة التحقيق