رغم التصريحات العديدة التي تطلقها مرسيدس-بنز مصر من حين لأخر بأن مبيعاتها في ازدياد رغم الأزمة الاقتصادية العالمية والتأكيد علي أن شعبيتها في مصر لم تتأثر، جاء جناح الشركة متواضعاً للغاية ليعكس الحالة التي وصلت إليها الشركة حيث جاء خالياً من أي عنصر من عناصر الإبهار. فكثير من عشاق السيارات الألمانية توقعوا أن تقوم الشركة بعرض موديل SLS AMG الجديد ولو علي سبيل الإبهار فقط ولجذب رواد المعرض للجناح، ولكن لم تجد الشركة لديها سوي موديلات الفئتين C وE وكلاهما ليس بجديد علي الإطلاق علاوة علي موديل GLK رباعي الدفع الذي تم عرضه في قاعة مركبات الدفع الرباعي. موديلات العام الجديد لم تطرأ عليها تغييرات تذكر ولهذا انصرف أغلب رواد المعرض عن جناح مرسيدس-بنز مصر سعياً لعدم إضاعة الوقت في مشاهدة موديلات شاهدوها مراراً وتكراراً لمتابعة كثير من الموديلات الجديدة في المعرض. بدا أيضاً من خلال مقارنة جناح مرسيدس-بنز مصر بجناح بي إم دابليو الفرق الكبير في المساحة والمعروضات والذي كان لصالح الأخيرة الأمر الذي يعكس تفوق الصانع البافاري الملحوظ في السوق المحلي علي مدار العامين الماضيين. يأتي ذلك بعد أن تدنت مستويات الجودة في موديلات مرسيدس-بنز مصر بشكل غير مسبوق فضلاً عن معاناة مالكي السيارات من التكاليف الباهظة لصيانة السيارة وشراء قطع الغيار علاوة علي إصرار الشركة علي عدم استدعاء سياراتها لإصلاح ما بها من عيوب تكررت كثيراً في موديلات الشركة خلال الفترة الأخيرة. العجيب أنه رغم المنافسة الشرسة التي تواجهها مرسيدس-بنز مصر في تلك الأيام رفضت خفض أسعار موديلاتها الجديدة رغم خفض الجمارك علي سياراتها المستوردة بنسبة 10%. مرسديدس-بنز مصر تصر حتي اليوم علي إتباع سياسة قديمة عفا عليها الزمن دون وضع مصلحة المستهلك في الاعتبار. فهي لم تقم يوما ما باستدعاء سيارة لإصلاح ما بها من عيوب علي نفقتها الخاصة بموجب شروط الضمان، والغريب أنه في الوقت الذي تخرج إلينا نشرات السيارات بأخبار عن عيوب جديدة تكلف الشركات عشرات الملايين من الدولارات، لم تقم مرسيدس-بنز مصر التي تفخر بأنها جزءا هاما من الشركة الأم بأي خطوة مماثلة رغم أن عملاء الشركة ليسوا مئات الآلاف كما هو الحال في أوروبا أو أمريكا بل بضعة آلاف يسهل الاتصال بهم وإبلاغهم بالعيوب التي تم اكتشافها وتوجيههم لأقرب مركز خدمة لإصلاحها. الذي تقوم به مرسيدس-بنز هو التزام الصمت حتي يكتشف العميل الخلل في سيارته، وفي تلك الحالة يتوجه لمركز الخدمة لإصلاح هذا العيب، ولكن تلك المرة يتم الإصلاح علي حساب العميل وليس علي حساب الشركة. قد يعجب البعض عن سبب لجوء الكثير من الباحثين عن سيارة فارهة لماركات أخري منافسة بعضها لم يتواجد في السوق المحلي بقوة سوي منذ سنوات قليلة، ولكن إن عرف السبب بطل العجب، فتلك الشركات الألمانية المنافسة تحرص اليوم علي تقديم خدمات متميزة في مرحلة ما بعد البيع فضلا عن المنتج الأفضل سواء تم تجميعه محليا في حالة ماركة ألمانية منافسة أو القادمة من ألمانيا في حالة ماركة أخري بدأت تنطلق في الأشهر الأخيرة بشكل جيد بشكل سبب ضيقا لمسئولي مرسيدس-بنز. والواقع أننا لو نظرنا لسيارات مرسيدس-بنز وقمنا بمقارنتها بسيارات المنافسين لوجدنا أنها سيارة تلائم كبار السن أكثر من اي فئة أخري، رغم الطبيعة الفخمة لسيارات الشركة، غير أنه يتوافر لمنافسيها تصميمات أفضل وإمكانيات أكبر وسعر تنافسي وربما الأهم منتج علي درجة عالية من الجودة أغري الكثير بالتحول إلي تلك الماركات بعيدا عن سيارات مرسيدس-بنز وأعطالها التي لا تنتهي.