لا هو تحليل ولا هو خبر!، هذا الذي أفاد به د.مصطفي الفقي محاوره زميلنا «محمود مسلم» في حديث أدلي به د.الفقي منذ أسابيع إلي الزميل ونشرته جريدة «المصري اليوم»، وفي الحوار ذهب د.الفقي إلي أن انتخابات الرئاسة القادمة في مصر ستسفر عن انتخاب رئيس يحظي بتوافق أمريكي إسرائيلي عليه، وهذا التوافق أو الرضا ذكر د.مصطفي الفقي بعد ذلك أنه مجرد «تحليل سياسي» و«اجتهاد» ولا يمكن اعتباره خبراً بأي حال من الأحوال!، لكن الكاتب الكبير محمد حسنين هيكل تلقف ما ذكره د.الفقي وجعل من مصدره «شاهد ملك» علي اعتباره ما ذكره الفقي خبراً فيما يختص بأمريكا وإسرائيل وانتخابات الرئاسة المصرية! وقد رأي الاستاذ هيكل أن يسجل ملاحظته علي كلام الفقي وما اعتبره خبراً مصدره صاحب الكلام في خطاب أرسله إلي جريدة «المصري اليوم» التي نشرته في صفحتها الأولي بتاريخ 13 يناير الحاي، مما حدا بالدكتور مصطفي الفقي إلي ارسال تعقيب علي خطاب الاستاذ هيكل للجريدة نفي فيه أن يكون كلامه خبراً، بل هو مجرد تحليل سياسي لايستند إلي معلومات تجعل منه هذا «الخبر» الذي لابد أنه ناشئ عن معلومات لدي د.مصطفي الفقي! الذي عندما نفي ما رأه هيكل ذهب إلي حد أنه بعيد كل البعد عن المعلومات ومصادرها، خاصة المعلومات في هذا الشأن! وقد بدأ في نفيه مندهشاً من عدم التفرقة بين الخبر والتحليل! وقد رأيت من جانبي كصحفي مخضرم طال عهده بالمهنة الصحفية أن د.الفقي لم يكن في حاجة أصلاً إلي الإدلاء بتحليله هذا فيما يختص بموقف متابعة الولاياتالمتحدة وإسرائيل لعملية الانتخابات الرئاسية في مصر وما تنتهي إليه! وأي قارئ في مصر اليوم لا أظن أنه بحاجة لمن يشرح له أن لأمريكا وإسرائيل الاهتمام الحذر والمراقب لعملية انتخاب الرئيس القادم لمصر! فهذا أمر مفروغ منه وليس في حاجة إلي تحليل أو اجتهاد من د.الفقي! كما أنا ما ذكره عني اعتبار الاستاذ هيكل الكلام من جنس الأخبار الصحفية صحيح، وما كان أغني د.الفقي عن الإدلاء بكلام لا هو بالمعلومة الجديدة! ولا هو مما يجهله القراء! فأمريكا وإسرائيل مهتمتان بكل ما يخص الشأن المصري وما يجري في مصر حتي علي صعيد الأحداث اليومية! ولم يكن الأمر عندي غير فرقعة صحفية ساهم في احداثها كلام د.الفقي الذي لالزوم له! وتعليق الاستاذ هيكل الذي جعل من كلام لا لزوم له ورطة لصاحبه! بل كان مما بدا لي بهذه المناسبة أن د.مصطفي الفقي متعه الله بالصحة والعافية نادر الاعتذار عن الإدلاء بالأحاديث الصحفية والفضائية هذا غير مسئولياته في الكتابة بانتظام للصحف! فظني أن مثل هذه «الغزارة» في الكلام المكتوب والمقروء والمسموع عبر الصحف والشاشات للدكتور الفقي ربما يكون وراء تحميل بعض كلام بغير ما يقصد أو يهدف!، وإذا كان كلامه عن مراقبة أمريكا وإسرائيل للشأن المصري الرئاسي من قبيل مالا لزوم له كما رأينا! فإنني أتذكر تصريحا للدكتور الفقي في البرنامج التليفزيوني «في الصميم» نشرته الصحف في الأربعاء 16 سبتمبر من العام الماضي، وفي هذا التصريح قال د.الفقي نصا: «مباركة المؤسسة العسكرية شرط لقبول الرئيس المنتخب القادم»! وعندما قرأت التصريح الذي كان يمكن اعتباره خبراً، خاصة أنه يعلن من مصدر في وزن د.الفقي الذي اتصل بكثير من «المعلومات والمصادر» بحكم عمله السابق في مؤسسة الرئاسة.. عندما قرأت التصريح ظننت أنه سيثير تعليقات وتساؤلات أجدر بكثير مما أثاره كلامه الأحدث عن أمريكا وإسرائيل والانتخابات الرئاسية المصرية، ولكن التصريح مر مرور الكرام! ولم يعلق عليه أحد من قريب أو بعيد!، تري.. هل كان كلام د.الفقي مؤخراً له لزوم؟!