أثار حديث «د. مصطفي الفقي» علي صفحات «المصري اليوم» للزميل «محمود مسلم» الكثير من الظلال السياسية عندما ذكر أن الرئيس المصري ينبغي أن يحظي بموافقة أمريكية وبعدم اعتراض إسرائيلي طرح الأستاذ «هيكل» تساؤلات ولم يستطع «د. الفقي» أن يشفي غليل أحد في تعقيبه كنت أري بالحوار عبارة أخري أراها أشد خطورة عندما سئل عن احتمال ترشيح «د. عمرو موسي» للرئاسة في ظل ترشيح الرئيس «حسني مبارك» أجاب «العين ما تعلاش ع الحاجب»، وكان قد سبق لعمرو موسي في أول تلميح ولا أقول تصريحاً ذكر أيضاً أنه من الممكن أن يفكر في ذلك في حالة ألا يرشح الرئيس نفسه؛ أي أنه أيضاً يكرر «العين ما تعلاش ع الحاجب»! إنها تبدو مثل درجة وظيفية «عمرو موسي» كان وزيراً للخارجية بينما «حسني مبارك» هو الرئيس والعلاقة بينهما طبقاً للتقييم السابق هي مثل الحاجب بالعين وكأنه قدر لا يمكن الفكاك منه طالما الحاجب موجود فلا طموح للعين.. لا أتصور أن هذا المبدأ من الممكن أن ينتقل من الأمثال الشعبية إلي دنيا السياسة.. الحياة مدينة في تطورها إلي أن كثيرًا من العيون كان تتطلع بين الحين والآخر للتمرد.. كل ثورات التحرير وراءها أن العيون تمردت.. حتي الثورات داخل الثورات «جمال عبد الناصر» تمرد علي اللواء «محمد نجيب» فصار هو رئيس الجمهورية و «هواري بومدين» علي «بن بيللا» .. بعيداً عن التمرد والعنف هناك آلية أخري للتغيير وهي الانتخابات التي ترفض الأبدية بل إنها بطبعها تميل للتغيير وإتاحة الفرصة لا يعني أن الرئيس لم يقم بواجبه كاملاً، «تشرشل» مثلاً بعد أن خرج منتصراً في الحرب العالمية الثانية وقدم أروع مثال في بعث الروح الوطنية ولكن عندما رشح نفسه بعد الحرب كان التغيير هو صاحب الصوت الأعلي.. إن ترشيح أحد ضد الرئيس أو المطالبة حتي بالتغيير لا تعني انتقاصاً من دور الرئيس واتهاماً سياسياً له بقدر ما هو تعبير عن رغبة طبيعية ينبغي أن تعيشها كل الدول.. ولو انتقلنا إلي دنيا الفن - لا تنسي أن هذا الرأي ينشر في صفحة فنية - سنجد أن كل النجوم بدأوا في أدوار صغيرة في أعمال فنية يحكمها نجوم كبار كانوا هم الأسبق والمسيطرون.. «عادل إمام» انطلق من مسرحية «أنا وهو وهي» بطولة «فؤاد المهندس» من خلال جملة واحدة «بلد بتاعة شهادات» ثم صار بعد 25 عاماً هو النجم الأول بل شاركه «فؤاد المهندس» في أكثر من فيلم وجاء اسم «فؤاد» في المركز الرابع.. «محمود ياسين»، «أحمد زكي»، «محمد هنيدي»، «أحمد السقا» الكل بدأ في أدوار صغيرة ثم صاروا هم النجوم والحواجب وتفوقوا علي العيون.. فلماذا فقط في السياسة تظل وإلي الأبد الحواجب تعلو علي العيون؟!