كان حديث علاء مبارك بمثابة الشرارة الأولي للثورة الشعبية، التي اجتاحت مصر كلها، حيث أطلق رصاصة البداية فانطلق الجميع كالخيول الجامحة يطالبون بالحفاظ علي كرامة المواطن المصري، المهان من زمان، حتي أصبح القفا المصري مطلوبا بشدة في الخارج لطوله المميز وقدرته الفائقة علي تحمل الأكف العربية المناضلة وخرجت الجماهير تطالب باستعادة كرامة المصري كريم العنصرين والتي كانت زمان مثل عود الكبريت ولا أحد- باستثناء المخبرين - يعترض علي ضرورة حماية القفا المصري الذي أصبح مثل أرصفة شوارع القاهرة لكنني كنت أتمني.. يطول العمر وأعيش حواليك.. وأشوف سيادتك بتعترض ولو مرة واحدة علي إهانة المصريين وانتهاك آدميتهم في شوارع المحروسة، فعلي حد علمي لم تعترض سيادتك - بصفتك مواطنا مصريا - علي انتهاك آدمية المواطنين بوحشية بالغة، أمام نقابة الصحفيين وميدان التحرير ولم تصرخ بكل هذا الغضب عندما تحرش الأمن المركزي بتاع والد سيادتك بالبنات ومزقوا ملابسهن ولم تطالب باسترداد كرامتنا المهدرة عندما تم انتهاك عرض مواطن مصري في كمين الزعفرانة ولا مصريتنا، وطنيتنا حماها الله، من الغريب وبس إنما القفا المصري موصوف بالذات ومتوصي عليه في تذكرة داود لأيد المخبرين عشان فيه الشفا! وبيمنع القشف والجرب. والغريب.. أن سيادتك تطالبنا باسترداد كرامتنا التايهة يا أولاد الحلال، وكأننا نحن المذلين المهانين قد أضعناها بمزاجنا، لأنها ضمن مسوغات التعيين ، حيث ينص القانون علي حصول الموظف علي شهادة من اتنين مخبرين أنه مهان ومختوم علي قفاه ومبسوط، كان من المفروض أن تطالب السيد الرئيس الوالد وحكومته، الذين صمتوا طويلا أمام إهانات المصريين في الداخل والخارج، حتي تحولنا إلي قطعة من الجلد يتمرن فيها الملاكمون العرب، ولعلك تذكر أيها المواطن علاء مبارك النعوش الطائرة القادمة من العراق الشقيق بجثث العمال المصريين الغلابة وخرج يومها سيادة الرئيس الوالد، وأعلن أن الإخوات بيتخانقوا ، ولعلك تذكر أيضا ضرب وزير خارجية مصر بالأحذية في غزة وجلد مواطن مصري في السعودية الشقيقة بعد الاعتداء الجنسي علي ابنه، وجلد الطبيب المصري الذي كان يعالج أميرة سعودية. مع أننا لم نسمع في يوم من الأيام أنهم جلدوا مواطنا أمريكيا أو حتي فلبينيا. يا سيدي.. لقد أهنتونا في بلادنا.. فأهاننا الأخوة العرب في بلادهم.. ولا عزاء لكرامة المصريين أهمه.. حيوية وعزم وهمة. محمد الرفاعي