· ألم يكن هناك مصري واحد من بين ال13 ألف مصري ممن سافروا إلي السودان ليروي لنا كيف واجه الجزائريين بشجاعة ودافع عن نفسه وعن كرامته؟! · أكثر من ثلاثة ملايين مصري مازالوا يسكنون المقابر وغيرهم يسكنون العشش والخيام أليس هذا انتهاكاً لحقوق المصريين..؟! شكراً لقنواتنا الحكومية والفضائية الذين أمتعونا طوال الأسبوع الماضي ببكاء وشحتفة رجال مصر علي الهواء مباشرة وهم يروون كيف أن البلطجية وخريجي السجون الجزائرية طاردوهم في شوارع الخرطوم بالطوب والسكاكين!! وشكراً لكبار رياضيينا وإعلاميينا العظام الذين تصدوا لبلطجية الجزائر بوصلات من الردح والشرشحة والسخرية، والحقيقة تقال إن هؤلاء الرياضيين والإعلاميين كانوا يتبارون في الشتائم بل ويتسابقون في الردح ليثبت كل منهم أنه أكثر عشقا لمصر!! وشكراً لمسئولينا الكبار الذين كانوا يعلمون علم اليقين أن الجزائر أرسلت إلي السودان البلطجية وحملة السكاكين والسواطير، و3 آلاف رجل عسكري يرتدون الملابس المدنية، ولم تتخذ حكومتنا أو أجهزتنا أي إجراءات وقائية لحماية شبابنا ورجالنا وبناتنا ونسائنا الذين خدعوا وسافروا إلي السودان لمناصرة المنتخب الوطني!! لقد تنافست قنواتنا الحكومية والفضائية علي نقل روايات لرجال مصر وهم يروون كيف أخفوا علم مصر حتي لايراهم بلطجية الجزائر فلا يضربونهم.. وروايات عن مصريين التحفوا بالعلم الجزائري لخداع المجرمين الجزائريين الذين كانوا يطوفون شوارع الخرطوم بحثا عن مصريين ليلقنوهم علقة ساخنة!! يا للعار.. ألم يكن هناك مصري واحد من بين ال13 ألف مصري ممن سافروا إلي السودان ليروي لنا كيف واجه الجزائريين بشجاعة ودافع عن نفسه وعن كرامته ووطنه وعلم بلده.. هل كل هؤلاء المصريين إما أنهم ضربوا أو فروا هاربين أو اختبأوا في البيوت والفنادق والمطاعم والأحراش؟!.. يانهار أسود. إذا كان الأمر كذلك.. فلماذا نبكي.. ولماذا نولول مثل «الولايا»؟!.. أما آن الأوان لهذه الأصوات أن تخرس.. ألا يكفي هذه الأصوات الفضيحة التي لحقت بمصر وشعبها.. وهو ما استغله الإعلام الجزائري بقوله: «إنهم جعلوا رجال مصر يبكون مثل النساء»!! إن رجال مصر وشبابها بالطبع ليسوا كذلك.. ونساء مصر وفناناتها لسن كما وصفهن الإعلام الجزائري الهابط وغير المسئول والمأجور.. نحن نثق في أنفسنا ولسنا في حاجة أن نردد «أننا مصريون».. أو أن نذيع أغاني وطنية، لنؤكد لأنفسنا أننا نحب مصر!! المشكلة ليست في الشعب المصري.. المشكلة في مسئولينا وقادتنا وإعلامنا.. وهذه هي نكبة مصر وشعبها.. لقد ناشد المصريون الرئيس مبارك اتخاذ إجراءات رادعة ضد الجزائر لرد الاعتبار للشعب المصري.. وجاءرد الفعل الرسمي مخيباً للآمال. وهنا اتساءل منذ متي وساستنا يدافعون عن كرامة المصريين في الخارج؟!.. إن كرامة المصري في وطنه مهدرة.. المصري لا وزن ولا قيمة له في بلده، إن إرادة الأمة تزور وتزيف عيني عينك.. أليس هذا انتهاكاً لكرامة المصريين؟! الفساد تفشي بصورة مخيفة وأصبح لدينا حكومة غنية وشعب فقير لايجد قوت يومه، أليس هذا انتهاكاً لحقوق المصريين؟! ملايين المصريين مصابون بأمراض الكبد والكلي والسرطان بسبب المبيدات المسرطنة واختلاط مياه الشرب بمياه الصرف الصحي، أليس هذا انتهاكاً لكرامة المصريين؟! الملايين من شباب مصر عاطلون بعضهم يفضل الموت في عرض البحر هرباً من الفقر بينما هناك رجال أعمال يمتلكون مليارات الجنيهات امتصوها من دماء الشعب، أليس هذا انتهاكا لحقوق المصريين؟! النظام الحاكم احتكر السلطة والثروة وقتل الحياة السياسية في مصر.. أليس هذا انتهاكاً لحقوق المصريين؟! أكثر من ثلاثة ملايين مصري مازالوا يسكنون المقابر وغيرهم يسكنون العشش والخيام أليس هذا انتهاكاً لحقوق المصريين..؟! مليارات الجنيهات ضاعت في مشاريع وهمية ورغم ذلك لم يحاسب مسئول واحد.. أليس هذا انتهاكاً لحقوق الشعب المصري؟! كيف يستقيم مجتمع سقطت فيه موازين الثواب والعقاب.. وهل نضمن لمصر مستقبلا إذا كان لصوص المال العام والهليبة والهبيشة يرتعون في النعيم.. والشعب المطحون يئن في الجحيم.. لقد ارتكبت ضد هذا الشعب جرائم وآثام يعجز القلم عن وصفها.. ومع أن هذه الجرائم مازالت ماثلة أمامنا، إلا أن اللصوص والمجرمين مازالوا يرتعون في أرض مصر فساداً. إذن نحن نعيش عهدا اختلت فيه الموازين وأهدرت فيه كرامة المصري في الداخل.. فكيف نطالب دول العالم الأخري أن تحافظ علي كرامة المصريين علي أراضيها؟! إن المواطن المصري علاء مبارك خرج عن صمته وانضم إلي صفوف المعارضة، وانتقد نظام الحكم في مصر.. خرج «علاء» عن صمته بعد أن تعرض هو نفسه للإهانة في السودان.. وانتقد الأداء الرسمي والحكومي في التعامل مع الأزمة، وقال: الجزائر أشطر مننا في تجهيز الورق والشكوي، ورغم أنهم غلطانين، لكن احنا بنقعد نجتمع ونعمل لجان وحاجات روتينية. ونحن نقول لعلاء مبارك.. هذا هو حال مصر في كل شيء.. الأداء الرسمي والحكومي في أي أزمة حاجة تفضح وما حدث ويحدث لمصر يرجع إلي أن نظام الحكم شاخ، وأن المنافقين والأفاقين يحيطون بالرئيس مبارك يخفون عنه الحقائق، ويرفعون شعار «كله تمام».. ثم عندما تقع الفأس في الرأس مثلما حدث في السودان نكتشف الفضيحة وأنه لا كله تمام ولايحزنون. وأنا من هنا.. من «صوت الأمة» أدعو المواطن علاء مبارك بما أنه انضم إلي صفوف المعارضة المصرية أن ينزل إلي الشارع وأن يكتشف بنفسه معاناة المصريين، وفساد الأداء الحكومي وأن يكتب مقالات يرسلها إلينا، ونحن نعده بنشرها.. نريدك كما فاجأتنا أن تكون صوت أولاد البلد، والغلابة والمساكين والمطحونين في مصر. من حقنا أن نسأل الرئيس مبارك.. ومن حقنا أن نستفسر عن التساؤلات التي يطرحها الرأي العام.. ومن حقنا عليه أن يجيب عن الأسئلة والتساؤلات بعد أن أقسم اليمين علي أن يحكم بين المواطنين بالعدل، وأن يحترم القانون والدستور.. لماذا يهان المصريون في الداخل وتنتهك كرامتهم؟! ولماذا يعامل المصريون أسوأ معاملة في البلدان العربية؟! لماذا لاتكون المعاملة بالمثل.. وماذا تفعل سفاراتنا في الخارج؟! ولماذا ننفق عليهم مليارات الدولارات طالما أنهم لايؤدون واجبهم؟! هل تعلم ياسيادة الرئيس أن المصريين المقيمين في الخارج يتهربون من الذهاب إلي سفاراتهم! وهل تعلم كم عدد المصريين في سجون الدول العربية.. أو الأوروبية.. أو الأمريكية؟!.. وهل تعلم أن المصريين يتلقون الصفعات علي وجوههم وتنتهك أعراضهم في الخارج دون أي حماية من سفاراتنا في الخارج؟! هل تعلم ياسيادة الرئيس أن المواطن الأمريكي إذا ارتكب جريمة في مصر لايمكن محاسبته.. وأن هناك تعليمات لمديريات الأمن وأقسام الشرطة بعدم احتجاز أي شخص يحمل الجنسية الأمريكية حتي لو كان من أصل مصري في أقسام الشرطة دقيقة واحدة حتي لو كان مجرما.. وهل تعلم أن العديد من الجنسيات الأوروبية والعربية يحصلون علي هذه الامتيازات ويعاملون بنفس الطريقة علي الأراضي المصرية؟! وهنا أتذكر واقعة خطيرة رواها الموسيقار الكبير عمار الشريعي.. يقول: إن أول صفعة أخذها علي وجهه ووجه مصر، عندما شارك في مسابقة الغناء العربي في البحرين وهناك حدث تآمر ضد مصر من بعض البلدان العربية المشاركة.. ولم يمنحوا مصر أي جائزة رغم تفوقها.. وبعد عودة الموسيقار الكبير عمار الشريعي من البحرين استضافه برنامج «صباح الخير يامصر» وحكي بمرارة المؤامرة التي تعرض لها هناك وروي كيف أهينت مصر وفنها.. وكان الرئيس مبارك بالمصادفة يشاهد البرنامج، فاتصل بصفوت الشريف وكان وقتها وزيراً للإعلام وسأله: ياصفوت هو عمار الشريعي زعلان ليه؟!.. فروي للرئيس ما حدث لعمار الشريعي.. وفي اليوم التالي، أصدر صفوت الشريف تصريحا ناريا قال فيه: «إن مصر ستضرب بيد من حديد كل من يهدد الفن المصري».. يقول عمار الشريعي: بعدها لم يحدث شيء!!