نحن مقبلون علي فترة عصيبة.. واحتمالات انتشار مرض أنفلونزا الخنازير بين تلاميذ المدارس في فصلي الخريف والشتاء كبيرة، هذا ما حذرت منه في مقال الاسبوع الماضي.. وطلبت من وزارتي التربية والتعليم والصحة اتخاذ الخطوات والتدابير اللازمة لمواجهة الخطر القادم! وأشرت إلي حجرات الدراسة التي تتكدس فيها التلاميذ وقذارة دورات مياه المدارس مما يؤدي إلي زيادة انتشار الامراض.. بعد النشر قرأت تصريحات لمعالي الدكتور يسري الجمل وزير التربية والتعليم مفادها بأنه أمر بتشكيل لجان للمرور علي المدارس والتأكد من نظافة دورات المياه! ومادام الأمر انتهي إلي تشكيل اللجان.. فالنتيجة معروفة مقدما وعرفتها من الكنترول! وهي أن دورات المياه فل الفل وتضاهي دورات مياه فنادق الخمس نجوم! لجان إيه وتقارير إيه! هل من يريد أن لايعمل أو يتحمل مسئولية يقرر تشكيل لجنة! كنت ومازلت أتمني أن تكون الاخطار المتوقعة دافعا لدراسة أحوال مدارسنا ككل.. مبانيها المتهالكة.. فصولها الدراسية التي تشبه علب السردين.. دورات مياهها القذرة! وليسمح لي معالي الوزير أن أسأله هل زار بعضا من هذه المدارس مثلا عندما ذهب إلي مدينة الاقصر دخل إلي واحدة من مدارسها وفوجئ التلاميذ وإدارة المدرسة بمعالي الوزير موجوداً بينهم! لو كان معاليه قام بالزيارة لعرف أن بعض مدارس الاقصر ليس فيها دورات مياه قذرة لسبب بسيط جداً هو أنه لاتوجد دورة مياه من الاساس! تخيلوا مدرسة بدون دورة مياه أو مدرسة أخري لايوجد بها فصول والتلاميذ يتلقون دروسهم في «حوش» المدرسة! وربما كان هذا الواقع المرير الدافع وراء تبني السيدة الفاضلة سوزان مبارك لملف مدارس الاقصر، وبدأت السيدة الجليلة علي الفور إعادة تأهيل وتجديد 107 مدارس بالمدينة التاريخية تكلفت حوالي 25 مليون جنيه دبرتها من خارج الموازنة العامة للدولة.. وكان من بين هذه المدارس عشر مدارس تم هدمها بالكامل وإعادة بنائها من جديد.. وتولت القوات المسلحة العملية بالكامل وسوف تفتح هذه المدارس أبوابها مع العام الدراسي الجديد.. ولولا السيدة الفاضلة حرم السيد الرئيس ما لحق التطوير والتحديث مدارس الاقصر ولاعرف تلاميذ دورات المياه النظيفة ولا حجرات الدراسة الواسعة جيدة التهوية! لذا فإنني أطمع أن تتولي السيدة الفاضلة ملف المدارس المهملة وتوليها رعايتها.. ولتكن تجربة مدينة الاقصر نقطة الانطلاق لتعميم التجربة في باقي محافظات الجمهورية.. وسأذكر للسيدة الفاضلة بعض الامثلة لحال بعض المدارس وسأبدأ بمسقط رأسي وهي قرية اسمها بني مجدول تابعة لمركز كرداسة بمحافظة أكتوبر.. هذه القرية ياسيدتي أنعم الله عليها بمدرسة إعدادية ولكن للأسف لم تدم هذه النعمة بسبب الغش في مواد بناء المدرسة التي تهدمت بعد سنين معدودة! وبالتالي اصبحت القرية بلا مدرسة وألحق تلاميذها بمدرسة قرية مجاورة ليتكدس كل 70 تلميذاً وتلميذة في فصل واحد! هل تعرفين منذ متي تهدمت المدرسة وتحولت إلي انقاض حوالي 10 سنوات مرت ولا حس ولا خبر عن بناء مدرسة جديدة! والحقيقية أن الاستاذ الدكتور فتحي سعد محافظ الإقليم بذل جهداً مشكوراً لإعادة بناء المدرسة ولكن هيئة الابنية التعليمية لها رأي آخر! فمع كل محاولة يقولون لنا إنها أدرجت في الخطة وكان آخر خبر سمعناه من السادة المسئولين أن المدرسة مدرجة في خطة 20062007 ومضت 2006 2007 2008 وها هي 2009 تلفظ أنفاسها ولم يتم عمل أي شئ! إنني ياسيدتي أنقل إليك صورة من أرض الواقع لحال مدارسنا! وربما كانت هناك مئات الحالات مشابهة لحال قريتنا منفي قري ونجوع تابعة لمحافظات أخري! وأتمني أن أكون قد وفقت في نقل هذه الصورة لمعالي وزير التربية والتعليم لت تم دراسة أحوال هذه المدارس! وتخيلي ياسيدتي وتخيل معالي الوزير أن مدرسة القرية المجاورة التي ألحق بها تلاميذ قريتنا كيف سيكون حالها مع العام الدراسي الجديد الذي سيبدأ وسط مخاوف ومخاطر انتشار مرض أنفلونزا الخنازير بين التلاميذ المحشورين في فصول بنيت لتستوعب اعداداً محددة! فإذا بها تتحمل فوق طاقتها وكيف ستعالج الوزارة هذا الوضع الخطير! إنني أتمني ياسيدتي أن تمتد أياديك البيضاء إلي هذه المدارس التي تندب حظها! فالوضع خطير خطير ولاتتم معالجته بالبيانات واللجان والتقارير إياها! ولكن تتم معالجته بالطريقة التي تمت في الاقصر وكل سنة وسعادتك بخير ومعالي الوزير في انتظار التقارير! نجاح الصاوي