انتبه أيها المواطن المقهور، دائماً هناك خطة إعلامية محكمة ومدبرة ومقصودة لإفساد عقولنا بهذا الكم الهائل المتخم من المسلسلات والبرامج التليفزيونية التافهة والتي تفرض علينا في شهر رمضان الكريم وكأنه عقاب لنا واستفزاز لأعصابنا المشدودة من غلاء الأسعار وضغوط الحياة الصعبة المتعثرة والأمراض المتفشية والتي تغزو البلد التي تمليء شوارعها بالقاذورات وتذكرت قول الشاعر حين قال أكاد من شدة القهر أظن القهر هو وطني. وأسأل السيد وزير الإعلام أنس الفقي: كيف وافق علي عرض كل هذه المسلسلات والبرامج المكررة التي لا تخلو من التفاهة التي تستخف بعقولنا فتخرج لنا الفنانة يسرا وكأنها ملاك تعطي النصائح وتقاوم الصدمات وهي الحكيمة المثالية وهذا الدور أصبح يتكرر علينا كل سنة بشكل آخر وتأتي الفنانة إلهام شاهين والتي تزن حوالي طنا والكل يتغزل في جمالها، وتأتي الفنانة وفاء عامر في أكثر من عمل هي وأختها في أدوار مقنعة وغير مقنعة وكذلك غادة عبدالرازق في أكثر من دور والواسطة تبدو فاقعة ومستفزة والقصص متشابهة وتبعد عن الواقع.. وبين المسلسلات تأتينا البرامج لتستضيف هؤلاء الممثلات والممثلين بطريقة مزيفة ومكررة لا يختلف فيها إلا ألوان الملابس والمكياج والشعور اللامعة وأتذكر قول الشاعر حين قال يا ملمعين يا محنتفين ده جيفارا مات آخر نبأ في الراديوهات. ويأتي دور الإعلامية لميس الحديدي وطبعاً واسطتها كبيرة قوي تحل محل هالة سرحان باستفزازها المزيف المستخف ويأتي طوني اللبناني فيكرر الأسئلة لنفس الضيوف في برنامج آخر ولكن حتي أكون صادقة هناك تغير مع المذيعة التي تأتي بالضيوف إلي سجن أبوغريب وتستجوبهم وحولها كلاب الحراسة وتحكم عليهم.. هذا قمة الاستهزاء بعقول المشاهدين ويفرض علينا الوسيم حسين فهمي وزوجتة المصون.. وتتحفنا الفنانة نبيلة عبيد التي سمعت أن واسطتها كبيرة لكي يعرض مسلسلها في رمضان فتطل علينا بوجهها المشدود الخالي من أي تعبير وأتساءل! كيف لنا أن نتحمل كل هذه المآسي من خلال شاشة التلفاز في هذا الشهر المفترج؟.. أين البرامج الهادفة التي تنير العقل وتفرح القلب؟.. فوالله لو سألنا أحد الفنانين أو الفنانات الذين يستضيفهم التليفزيون ليقولوا لنا عاصمة أحد البلاد فلا أحد فيهم يستطيع الإجابة. أين البرامج الثقافية التي كانت تأتي بشكل مسابقات، والفوازير الراقية، وألف ليلة وليلة والأساطير الخرافية الممتعة والتي تشير إلي هدف؟.. أين المسلسلات التاريخية واللغة العربية الفصحي العظيمة ولا أدري ماذا أقول بعد.. ولكني أدري أننا في أسوأ الأزمان.. زمن يختلط فيه الحابل بالنابل وتنحدر فيه القيم ويغيب فيه الضمير.