بامتداد أنحاء مصر تخرج يوميا حملات تأديبية من افراد مسلحين للانتقام والتأديب لجميع العاملين بالمستشفيات الحكومية والتعليمية الجامعية من الاطباء إلى طواقم التمريض لاسباب متنوعة!، ولا يقتصر الامر على ضرب العاملين من البشر، بل ويتعدى الامر هؤلاء، فتتوجه حملات التأديب بالانتقام والثأر من الذين يتداوون من جراحهم بالمستشفيات بعد مشاجرات ومعارك تنشب بين أهالى مختلف النواحى بالاقاليم!، وبعض اصحاب السجلات الاجرامية ما أن يرقد واحد منهم للعلاج حتى يبادر هؤلاء للسعى بالقوة إلى اخراج رجلهم المصاب بالقوة من المستشفى حتى لو كانت حالته لا تسمح بذلك!، ويرافق ملحمة التأديب للعاملين بالمستشفيات عدوان همجى على اجهزة المستشفيات وسرقتها!، ثم تكسير الموجودات من أثاث ومكاتب!، وتمر الشهور علينا فنقرأ كل يوم عجيبة من عجائب هذه النزعة العدوانية الهجومية على المستشفيات، لكنها أصبحت تمر علينا كغيرها من الجرائم العادية التى اصبحت من ورودها تكراراً ومراراً لا تلفت نظر أحد بالاعتياد!، حتى استغاثات الاطباء وغيرهم من العاملين بالمستشفيات لم تجد لها صدى فى اركان الدولة!، نسمع فقط عن أن هناك بحوثاً ودراسات لتأمين المستشفيات، ولكن ما نقرأه لا يعدو أن يكون شبه محاولة للتغطية على وقائع العدوان الهمجى اليومى على المستشفيات!، ولم يعد خبرا جديداً أن يتوقف الاطباء وطواقم التمريض عن العمل احتجاجاً على ذعرهم اليومى وحياتهم التى اصبحت فى خطر!، حيث لا جدوى من اجتماعات دائمة لبحث الامر!، وحيث لا أمن ولا أمان لاحد فى أى مستشفي!، حتى ولا المرضي!.. وفيما سمعت، فإن بعضا من الذين يدرسون ويبحثون فى المخاطر على المستشفيات قد اتجهوا إلى فكرة تسليح كل طبيب بسلاح مرخص!، ولست ادرى كيف يمكن لطبيب يناظر المرضى وجرحى الحالات الطارئة والمتوفين يمكن له أى يمارس عمله الانسانى ويده على مسدسه!، هذا إذا افترضنا أن هذا الطبيب قد تدرب تدريباً جيداً على اطلاق النار عند الدفاع عن نفسه فقط!، وكيف يمكن لطبيب وهو يحمل سلاحه الشخصى أن يواجه هجوماً من بلطجية يحملون اسلحة آلية حديثة مسروقة أو مرخصة حتي!، ولست فى حاجة إلى استعراض متاعب مستقبلية واخطاء فادحة ستقع نتيجة الاعمال بفكرة تسليح الاطباء!، ولكننى أذكر هنا فقط أن الهجوم على المستشفيات والعبث بكل ما فيها من اجهزة والعدوان الهمجى على الاطباء والطواقم هى حوادث تخص حتى الآن فقط المستشفيات المدنية، بينما لا يقع حادث من هذا القبيل فى أى مستشفى عسكرى تابع للقوات المسلحة!، وليس من سبب لهذا إلا أن المستشفيات العسكرية مؤمنة تأميناً جيداً!، وهو التأمين الذى ارجو أن يتوافر للمستشفيات المدنية!، وهذا لن يتحقق إلا باستجابة المجلس العسكرى لاغاثة المستشفيات!، حتى يمكن ذلك لاجهزة وزارة الداخلية!، التى لا تستطيع القيام بهذه المهمة حتى الآن!. هل مات عمر سليمان مقتولاً ومن كان يسعى لذلك ولماذا؟! اسئلة عديدة تبحث عن اجابات بعد أن جرت تسريبات تؤكد أن المستشفى الامريكى الذى كان يعالج به رئيس جهاز المخابرات السابق اخفى عينات أخذت من جسده رغم أن القانون الامريكى ينص على مرور عدة اعوام قبل اتخاذ هذا الاجراء. لدينا شهود أكدوا أن سليمان كان قد تعرض لمحاولة اغتيال باطلاق الرصاص عليه وبعضهم اتهم جمال مبارك بالوقوف وراء ذلك. العديد من المحامين قدموا بلاغات للنائب العام لفتح باب التحقيق إلا أنه حتى الآن لم يتخذ أى اجراء رغم أن حملة دعم عمر سلميان رئيساً مازالت تراقب الموقف واعلن رئيسها محمد عنتر لنا أن الحملة ستتقدم ببلاغ للنائب العام ايضاً بعد شهادة الكاتب الكبير جهاد الخازن التى نشرها فى جريدة الحياة اللندنية وبعد أن جرى تسريب معلومات خطيرة بشأن القضية وحسب ما نشرته جريدة الاهرام المعروفة بقربها من المصادر الحكومية فإن مصادر امنية رفيعة المستوى أكدت لأول مرة أن السيارة التى قطعت طريق موكب عمر سليمان فى شارع الخليفة المأمون هى سيارة ميكروباص بها 4 اشخاص مسلحين كان هدفهم تصفيته، حيث فتحوا النيران باتجاه سيارة الحراسة ظناً منهم أنه بداخلها إلا أن حراسة سليمان تعاملت مع الموقف وراح ضحية الحادث حارس من طاقم حراسة نائب الرئيس السابق واصيب السائق وجميع المعتدين فى موقع الحادث ولم يكن معهم أى اوراق تثبت هويتهم وأن محاولة الاغتيال استغرقت اقل من 10 دقائق الكلام مازال للاهرام والتى ارجعت ذلك إلى تدخل وحدة تأمين تابعة للحرس الجمهورى كانت على مقربة من موكب سليمان ورغم ان هذه الوحدة لم تطلق رصاصة واحده إلا أن ظهورها فى هذا التوقيت اربك المهاجمين وتمت محاصرتهم من قبل حراسة سليمان والتخلص منهم. المصدر مازال يفجر المفاجآت حيث يقول إنه تم فتح باب التحقيق فى محاولة الاغتيال لكن اغلق الملف بسبب الظروف الامنية، مشيراً إلى أن سليمان كان يعرف الشخصية التى تقف وراء محاولة اغتياله لكنه تجاهل الامر نظراً للظروف الامنية التى كانت تمر بها البلاد، اخطر ما جرى تسريبه من معلومات أن مشادة كلامية وقعت بين عمر سليمان وجمال مبارك قبل محاولة اغتيال سليمان والذى قال لجمال«انت اللى بهدلت الراجل ده» فى اشارة إلى مبارك ولحظتها انفعل جمال إلا أن سليمان تمالك اعصابه. الشاهد الأول فى هذه القضية هو الكاتب الكبير جهاد الخازن الذى كان قد اجرى حواراً صحفياً مع اللواء عمر سليمان قبل رحيله واثناء هذا الحوار تحدث سليمان للخازن عن امور طلب منه وقتها أن تكون سرية وغير قابلة للنشر وبالفعل عقب رحيل سليمان كتب الخازن فى مقاله «عيون واذان» بجريدة الحياة اللندنية قائلا:ً كنت قد سمعت منه اسم من يتهم بالوقوف وراء الحادث ولم اذكره، واقول اليوم انه رجح أن يكون جمال مبارك وراء المحاولة حيث قال سليمان للخازن إن جمال يعتقد أننى بوظت عليه فكرة أى يأتى رئيساً لمصر. الخازن يدافع عن سليمان ويصفه بانه ابن مصر المناضل الحقيقى الذى ظلم حياً وميتاً والسبب الاول الجهل، فهو كان رئيس استخبارات يعمل فى الظل ولا اتصال مباشر له مع المواطن العادي، والسبب الثانى خلافه مع جماعة الإخوان المسلمين أو حربه عليها مع ما لها من شعبية كبيرة حسب قول سليمان الذى نقله عنه الخازن فى مقاله. ما نقله الخازن عن سليمان ايضاً أن الاخير قال له فى الجلسة الاخيرة التى جمعتهما سوياً إنه يخشى من سيطرة الإخوان المسلمين على الحكم فى مصر وبعدها يفرضون حكماً دينياً يؤدى إلى صراع مجتمعى سواء كان الفائز منهم مرسى أو العوا أو أبوالفتوح. الشاهد الثانى فى القضية هو أحمد أبوالغيط وزير الخارجية الاسبق والذى صرح وقت محاولة اغتيال سليمان أنه رأى بالصدفة هذه الجريمة ورأى تعرض موكب سليمان لاطلاق النيران حيث كان أبوالغيط فى طريقه إلى مقر رئاسة مجلس الوزراء. الشاهد الثالث فى القضية هو محمد عنتر رئيس حملة دعم عمر سليمان رئيساً والذى قال لنا إن الحملة ستتقدم ببلاغ للنائب العام بعد كلام جهاد الخازن للمطالبة بالتحقيق فى القضية خاصة أن لديه معلومات تؤكد أن الرئيس السابق مبارك امر بالتحقيق فى ملابسات محاولة اغتيال اللواء الراحل عمر سليمان إلا أنه عندما علم بتورط جمال ابنه أمر باغلاق هذا الملف. الشاهد الرابع فى القضية هو الكاتب الصحفى والنائب السابق مصطفى بكرى الذى لديه معلومات تقول إن لقاء جمع مبارك وسليمان فى مقر مركز عمليات القوات المسلحة يوم 30 يناير 2011 وعقب هذا اللقاء قال سليمان لمبارك انه سيذهب إلى مبنى المخابرات ليجمع اوراقه حيث كان قد عين فى منصب نائب الرئيس وفى نفس اليوم تلقى سليمان اتصالاً هاتفياً من جمال عبدالعزيز مدير مكتب مبارك يطلب منه الحضور مساء لمقابلة الاخير وانه لولا الصدفة وحدها لكان سليمان فى عداد الاموات، حيث إنه انتوى تسليم السيارة المصفحة إلى جهاز المخابرات لتكون تحت تصرف رئيسها الجديد إلا أنه نسى ذلك فى غمرة الاحداث لذلك استقل السيارة المصفحة لا سيارة الحرس كما سبق وابلغ حراسه بذلك وعند مستشفى كوبرى القبة جرت محاولة الاغتيال حيث تم اطلاق النيران على سيارة الحرس ظناً أن سليمان بداخلها ليموت الحارس وينجو عمر سليمان. نشر بالعدد 608 بتاريخ 6/8/2012