على مدار ساعات ماضية تناقلت مواقع التواصل الاجتماعي أطراف الأحاديث حول واقعة مثيرة وغريبة، ومن الواضح أنها ستسبب عاصفة داخل المجتمع إذا ما اتضح صحتها. فجأة ودون سابق إنذار، قررت فتيات في جروب على موقع التواصل الاجتماعي انستجرام، في سرد ما وصفنه بالكارثة مستخدمات أدلة تكشف عن وقائع تحرش واغتصاب تعرضن لها ومتفقة جميعا في روايتها على اسم شاب بإحدى الجامعات الكبرى كمتهم وراء هذه الوقائع.
وفقا لما روته الفتيات داخل الجروب وتسربت تفاصيله على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي فإن، نحو 50 فتاة نشرت "صورا مأذخوذة من محادثات" مع وقائع وأدلة تؤكد أنهن جميعا تعرضن للتحرش والاغتصاب من الشاب (أ . ب . ز). ساعات على تداول الروايات، حتى أعلنت الفتيات جمع الألة التي بحوزتهم عن الشاب المذكور لتقديمها إلى الجهات القضائية لبدء عملية الملاحقات القانونية.
خلال ذلك انفجرت مواقع التواصل الاجتماعي بهاشتاجات حملت اسم الشاب الذي أعلنت عنه الفتيات، تطالب بالقبض عليه ومحاكمته أمام وسائل الإعلام وعلى مرأي ومسمع من المجتمع حتى يكون عبرة. تدخل رسمي
حتى ذلك الوقت لم يكن هناك تحركا رسميا من أي جهة، غير ما أصدره المجلس القومي للمرأة برئاسة الدكتورة مايا مرسى من بيان أعلن فيه تدخله بالقضية، ومطالبته للجهات المعنية بسرعة التحقيق في الأمر، والتأكد من الأدلة التي تسوقها الفتيات عن عمليات تحرش واغتصاب من الشاب المذكور.
وقال المجلس في بيانه إنه يتابع عن كثب وباهتمام شديد الموضوع المثار حالياً على موقع التواصل الاجتماعي "انستغرام"، حيث قامت مجموعة من الفتيات منذ بضعة أيام بإنشاء جروب لتجميع أدلة اتهام ضد شاب، يتضمن سرد شهادات الفتيات على وقائع اغتصاب عديدة قام بها.
وتضمنت الشهادات -وفق بيان المجلس - وقائع تحرش جنسي بالفتيات، فضلاً عن رسائل نصية وصوتية خادشة للحياء قام الشاب بإرسالها إلى العديد منهن، مؤكدا أن الجروب حقق متابعة من عدد كبير من الفتيات منذ إنشائه حتى وصل إلى الآلاف من المتابعين.
وأكد المجلس القومي للمرأة متابعته لهذا الموضوع، مناشدا الجهات المعنية للنظر والتحقيق في هذا الموضوع واتخاذ الإجراءات اللازمة.
وطالب المجلس جميع الفتيات بالتقدم ببلاغ رسمي ضد الشاب حتى ينال عقابه طبقا للقانون، ويكون عبرة لكل من تسول له نفسه المساس بالفتيات والتحرش بهن، وأكد المجلس أنه سيظل يتابع الموضوع، وسيصدر بيانات أخرى لمتابعته. الجامعة الأمريكية تبرئ اسمها خلال تبادل أحاديث وقائع الفتيات التي راحت تسقن الدليل تلو الآخر، ورد اسم الجامعة الأمريكية في القاهرة بالقضية، على اعتبار أن الشاب المتهم كان طالبا بها. لم يمر وقت كثير حتى تدخلت الجامعة الأمريكية هي الأخرى ببيان يبرئ اسمها من القضية تماما، وقالت إن الطالب المتهم بالتحرش (أ. ب.ز) ليس طالبًا حاليًا بالجامعة ولم يتخرج فيها.
وأوضحت رحاب سعد المتحدث الرسمى باسم الجامعة في تصريح صحفى: أن الطالب التحق بالجامعة وغادرها عام 2018 أي سحب أوراقه منها ومن ثم فهو ليس طالبًا ولا خريجًا ولا ينتمي للمجتمع الجامعي.
وأكدت رحاب أن الجامعة الأمريكيةبالقاهرة لا تتسامح مع التحرش إطلاقا وتلتزم بتوفير بيئة آمنة لجميع أفراد المجتمع الجامعي وفقًا لسياسة معلنة لمناهضة التحرش منشورة على موقع الجامعة الرسمي وملزمة لجميع أعضاء المجتمع الجامعي.
وقائع قديمة قبل واقعة الشاب المتحرش بفترة كبيرة خرجت إحدى الفتيات على وسائل الإعلام تلوح بأن ابنتها نتيجة علاقة مع شاب رفض الاعتراف بها، وأنها ليست الحالة الأولى بل إن هناك فتيات أخرى غرر بهن هذا الشاب. الغريب في الواقعة التي سردتها الفتاة وتداولتها وسائل الإعلام والصحف وقتها أن اسم الشاب الذي ذكرته والمتهم في حالتها يتطابق مع الاسم المتهم في الوقائع الحالية، لكن ليس هناك دليل ملموس على أن الشاب (أ. ب. ز) هو المتورط فعليا في كل تلك الوقائع. لا دخان بدون نار مع تصاعد رائحة وقائع التحرش والاغتصاب التي جاءت مجتمعة على اسم شاب واحد، ومع سرد الضحايا أدلة وتأكيدهن على وجود وقائع تثبت صحة أقوالهن، لابد ستكون هناك إجابات في القريب العاجل عن أسئلة خرج على الساحة بخصوص تلك القضية المتعلقة بمستقبل فتيات وأسر بل وتأثيرها كبير على المجتمع.