تستعد القوى السياسية خلال هذه المرحلة لانتخابات مجلسي النواب والشيوخ، والتي من المفترض أن تجري خلال شهري نوفمبر وديسمبر المقبلين. يحاول كل حزب الحصول على نصيب الأسد في القوائم التي يتم الاستعداد لها حاليا، والمقسمة إلى أربعة، يمر من خلالها 284 نائب، قائمتان تضم كل منهما 100 مقعد، وقائمتين في كل منهما 42 مقعد، حسبما نص مشروع قانون مجلس النواب المقدم من ائتلاف دعم مصر والذي سيتم مناقشته غدا الاحد في الجلسة العامة لمجلس النواب بعد موافقة اللجنة التشريعية عليه.
قبل هذه اللحظة بثلاثة أشهر، كان حزب مستقل وطن يغرد على الساحة السياسية منفرداً، وخلفه بمسافات كبيرة مجموعة من الأحزاب التي تكالب عليها الدهر كحزب الوفد والتجمع والمصريين الأحرار، حتى ظهر على الساحة مجدداً حزب الشعب الجمهوري، بعد ضمه مجموعة من الكوادر السياسية ورجال الأعمال بدأت بأحمد أبو هشيمة مؤسس مجموعة حديد المصريين واسمنت المصريين، لينحصر السباق على القمة في الانتخابات المقبلة بين مستقبل وطن والشعب الجمهوري، ويبقى السعد الانتخابي لمن يجاورهما.
ما يخرج من تسريبات من داخل عدد من مطابخ الأحزاب، يقول إنه حتى هذه اللحظة لدينا 3 قوائم في طور التشكيل، القائمة الأولى لن تختلف كثيراً عن قائمة دعم مصر التي اكتسحت انتخابات الدورة البرلمانية الماضية، وكل المؤشرات تؤكد أنها ستضم فرسي الرهان الرابحين كممثلين لأغلبية القائمة وبجوارهما عدد من الأحزاب بنسب تمثيل أقل كالمصريين الأحرار والحرية والوفد والمؤتمر.
نسب التمثيل داخل هذه القائمة سيتم العدول فيها عن نسب التمثيل البرلماني، وسيتم الاستناد إلى قوة كل حزب في الشارع وانتشاره في المحافظات، وقدرته على الحشد، ليستمر حزب مستقبل وطن على القمة ويأتي خلفه مباشرة حزب الشعب الجمهوري الذي يعتمد خريطة انتشار واسعة خلال الأشهر المقبلة، ويليهما حزبي الوفد والمصريين الأحرار، على أن يشارك كل حزب في تمويل القائمة وفقاً لنسبة تمثيله بداخلها.
فيما يحاول حزب حماة الوطن تشكيل قائمة بالتعاون مع عدد من الأحزاب، بعد خروجة من حسابات القائمة المجمعة خلال الفترة الماضية، وحال تعسر تشكيله لقائمة يقودها هو، سيكتفي بالمنافسة على عدد من المقاعد الفردية، لتبقى قائمة واحدة يحاول تشكيلها تكتل 25/30، والذي يقوده مجموعة من شباب البرلمان الدائر حولهم العديد من علامات الاستهفام، والمثيرين دائما للجدل تحت قبة البرلمان.
يقول لنائب صلاح حسب الله المتحدث باسم مجلس النواب ورئيس حزب الحرية إن حزبه مستعد للانتخابات في أي وقت، مشيراً إلى أنهم يملكون أكثر من 500 مقراً على مستوى الجمهورية ويضم نحو 100 ألف عضوا، وهذا الرقم يساعد في توفير كوادر شبابية وسياسية في الانتخابات المقبلة.
وأكد حسب الله أن التمييز الإيجابي في القانون الخاص بنسب محددة للشباب والمرأة وذوي الاحتياجات الخاصة والمصريين في الخارج ليس عقبة أمام حزب الحرية حيث يمتلك هذه الشروط مشيرا إلى أن تحديد أسبقية انتخابات البرلمان أو مجلس الشيوخ من صلاحيات الهيئة الوطنية للانتخابات.
وعن انتخابات القوائم قال المتحدث باسم مجلس النواب إن الحزب سيخوض المنافسة على المقاعد الفردية والقائمة، ولكن القوائم يميل الحزب إلى أن تكون ضمن ائتلاف وطني بالتنسيق مع القوى السياسية كما حدث في الانتخابات البرلمانية السابقة مشيرا إلى انه مازال الوقت مبكرا للاعلان عن التحالف الانتخابي الذي سيخوض ضمنه الحزب خاصة أن القانون لم يصدر.
في نفس السياق قال المستشار بهاء أبو شقة رئيس اللجنة التشريعية بمجلس النواب ورئيس حزب الوفد إن الحزب فتح باب تلقي طلبات الترشح للأعضاء حيث يوجد لجنة مشكلة لدراسة مؤهلات الأعضاء الراغبين في الترشح ومدى مطابقتها مع الشروط التي وضعها الحزب والتي من بينها الخبرة السياسية وأن تتماشى أفكاره ومبادئه السياسية مع مبادئ حزب الوفد مشيرا إلى أن الحزب يناقش الاستعداد للانتخابات في كل محافظة ويتابع اختيار الكوادر والقيادات .
وأضاف أبوشقة في تصريحات خاصة لصوت الامة إن الحزب سيخوض المنافسة في جميع الاستحقاقات الانتخابية سواء مجلس النواب أو مجلس الشيوخ، أو حتى المجالس المحلية ومن المؤكد أنه سيدخل في تحالفات سياسية ولكن مازال الوقت كافي لدراسة وتحديد الدوائر الانتخابية التي سيخوض فيها الانتخابات وما هي التحالفات والائتلافات التي سيشارك فيها مشيرا إلى أن الحزب سيعلن كافة استعداداته خلال الفترة المقبلة بعد الانتهاء من تلقي طلبات الترشح.
وقال المهندس حسام الخولي نائب رئيس حزب مستقبل وطن إن الحزب كان يدعم مقترح إجراء الانتخابات بنسبة 75% لنظام القوائم على ان تكون نسبة المقاعد الفردي 25% فقط ولكن بعد سلسلة من المفاوضات والمناقشات سواء داخل ائتلاف دعم مصر أو في الحزب تم الاتفاق على أن يكون نسب الفردي هي نفس نسب القوائم بحيث تكون 50% لكل منهما مشيرا إلى أن هذا النظام يعطي فرصة متساوية للجميع سواء للأحزاب أو المواطن الذي يريد أن يخوض الانتخابات بالنظام الفردي.