بدأت الأحزاب والقوى السياسية الاستعداد لانتخابات المجالس المحلية، بعد أن وافقت الحكومة على مشروع قانون يقضى بإجراء انتخابات المجالس المحلية بنظام 75٪ للقوائم و25٪ للفردى، ما أثار جدلًا واسعًا بين الأحزاب، ففى الوقت الذى وافق فيه على المقترح كل من حزبى الوفد ومستقبل وطن، رفضه حزب المصريين الأحرار، الذى طالب بقائمة مغلقة مطلقة. ويبدو أن حزب الوفد يمثل أهم الأحزاب السياسية المقرر لها أن تخوض انتخابات المحليات، بعد أن حصد المركز الثالث داخل البرلمان، تاليًا لحزبى مستقبل وطن والمصريين الأحرار، من حيث عدد المقاعد، فى الوقت الذى حصل فيه نائب الوفد أحمد السجينى على رئاسة لجنة الإدارة المحلية، وحصل محمد فؤاد على منصب وكيل اللجنة، وقدم الحزب مشروع قانون الإدارة المحلية الذى يناقشه المجلس فى الوقت الحالى. من جانبه، أكد حسام الخولى، نائب رئيس حزب الوفد، أن الحزب شكل لجنة لمتابعة التجهيزات لخوض انتخابات المحليات برئاسته، مضيفًا أن الحزب بدأ فى تلقى ترشيحات المحليات من خلال اللجان العامة فى المحافظات، التى سترفعها لاحقًا للجنة المركزية لفحصها، منوهًا بأن احتمالات خوض الحزب لانتخابات المحليات ضمن ائتلاف أو تحالف واسع، أمر وارد. وأضاف الخولى ل«البوابة» أن الحزب لم يقرر حتى الآن، إذا ما كان سيخوض الانتخابات المحلية من خلال تحالف سياسى أم لا، موضحًا أن الحزب ينتظر صدور قانون الانتخابات المحلية حتى يتخذ قراره النهائى. وأشار رئيس لجنة متابعة الانتخابات المحلية إلى أن الحزب بدأ فى إعداد زيارات مكثفة إلى المحافظات المختلفة، لتلقى طلبات الترشيح لانتخابات المجالس المحلية وللتعريف بالمرشحين. أما حزب مستقبل وطن، فهو أحد الأحزاب المرشحة، بقوة، للسيطرة على عدد كبير من المقاعد، خاصة فى ظل ظهوره الدائم، وتصدر الأحزاب فى الحصول على مقاعد البرلمان، حيث يعد ثانى أكبر الأحزاب، تحت قبة البرلمان، ب53 نائبًا، بعد حزب المصريين الأحرار، الحاصل على 65 مقعدًا. وبدأ مستقبل وطن، استعداداته مبكرًا، لتجهيز كوادره الشبابية، التى سيدفع بها للمنافسة على مقاعد المحليات، وأعلن أحمد سامى، المتحدث باسم الحزب، أن هناك برنامجًا لخوض انتخابات المحليات، يقوم على 3 محاور. وأضاف «سامى»، ل«البوابة»، أن مدة كل محور فى البرنامج شهران، وينتهى البرنامج مع نهاية العام الحالى، مشيرًا إلى أن المحور الأول هدفه تأهيل شباب الحزب لخوض انتخابات المجالس المحلية، فيما يتمثل المحور الثانى فى تدريب الشباب على الاستعداد للانتخابات، من خلال دورات مكثفة لمدة شهرين فى كل أنحاء الجمهورية، والمحور الثالث مبنى على انتقاء أفضل العناصر المدربة ليتعاملوا مع المواطنين، وبالتالى يكون هناك أشخاص مدربون نظريًا وعمليًا على انتخابات المحليات ومؤهلون للعمل فى هذا المجال. فيما أكد أحمد صبرى، أمين التنظيم بحزب مستقبل وطن، أن الحزب بدأ فى تلقى طلبات الترشح منذ فترة، منوهًا بأن الحزب سيدفع ب32 ألف مرشح لخوض الانتخابات، مشددًا على أن تلك الانتخابات هى فرصة لتمكين الشباب. وأضاف صبرى، ل«البوابة»، أنه تم تشكيل لجنة مركزية لإدارة الانتخابات المحلية من 12 من أعضاء الأمانة المركزية، و11 من أعضاء الهيئة العليا للحزب، على أن تقوم اللجنة بمتابعة وفحص الاستمارات الواردة من المحافظات، وأن تبدأ الدورات التدريبية للمرشحين، خلال الفترة القليلة المقبلة. وأوضح أن الحزب ينسق مع ائتلاف دعم مصر فى الفترة المقبلة، وأن هناك محاولات تتم حاليًا لتدشين القائمة الوطنية للمحليات، مشيرًا إلى أن نسبة الحزب ستصل إلى 25٪، من مرشحى القائمة، وأن الحزب يسعى للتواصل مع عدد من الأحزاب للتنسيق فى الانتخابات. على صعيد متصل، يقوم نواب حزب مستقبل وطن، بدور الوسيط بين مرشحى مستقبل وطن، وبين أهالى الدوائر المختلفة، لتسهيل مهمة الدعاية والاختيار، ودعم مرشحيهم، فضلًا عن تجهيز مجموعة من الشباب تابعة لكل نائب، تقوم بالدعاية اللازمة للمرشحين، وتكوين حملات انتخابية لهم. أما حزب المصريين الأحرار، فقد بدأ فى إعداد العدة لخوض انتخابات المحليات، إلا أن الحزب رفض مشروع القانون، الذى وافقت عليه الحكومة، والذى يقضى بإجراء الانتخابات المحلية بنظام 75٪ للقوائم و25٪ للفردى، وأعلن شهاب وجيه، المتحدث الرسمى باسم الحزب أن المصريين الأحرار يطالب بتخصيص 100٪ من المقاعد للقوائم المغلقة، لضمان تمثيل عادل للمرأة والفئات المهمشة. وقال «وجيه» إن حزبه ينتظر صدور قانون المحليات، حتى يتم وضع الخطة المناسبة للاستعداد للانتخابات. وأضاف وجيه، ل«البوابة»، أن الحزب يدعم الانتخابات بنظام القائمة المغلقة المطلقة، لأنها الأنسب فى المحليات، وأن الحزب يرى أن هذا النظام هو الأفضل من أجل تحقيق الاستحقاقات الدستورية المتعلقة بنسب المرأة والشباب والفلاحين فى المحليات، مشيرًا إلى أن الحزب أجرى عددًا من الدراسات حول القانون وتوصل إلى أنه من الصعب أن يتوافق أى نظام انتخابى آخر مع الدستور. وأوضح «وجيه» أن الحزب بدأ خطة عمل مركزية لتدريب الكوادر الشابة المحتمل ترشحها فى المحليات لتستطيع المنافسة على أكبر عدد من المقاعد، مشيرًا إلى أنه لا يستبعد الدخول فى تحالفات انتخابية لأن المحليات مختلفة كثيرًا عن انتخابات النواب، التى خاضها الحزب منفردا وحقق فيها أعلى نسبة مقاعد تحت القبة. ورفض «وجيه» تحديد العدد الذى ينوى الحزب الدفع به فى الانتخابات، فى حين أكدت مصادر بالحزب، أن الخطة الموضوعة ستكون لتدريب ما يقرب من 30 ألف مرشح محتمل، لضمان الفوز بما لا يقل عن 10 آلاف مقعد فى المحليات.