"نظرية المؤامرة" سلاح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، لتمرير الانتخابات المبكرة التي يعتزم إجرائها شهر يونيو المقبل، وذلك قبل نحو عام ونصف العام من موعدها الأصلي. وللرئيس التركي أردوغان باع طويل في ابتداع وحبك سيناريوهات المؤامرات المزعومة الوهمية التي لا أساس لها من الوجود، إلا أن قدرته التمثيلية وتمكنه من الحبكة الدرامية يفلح في خداع نسبة لا يستهان بها من المواطنين الأتراك يسارعون إلى منحه أصواتهم فيحقق بها ما يريد من مكاسب شخصية وفق مخططات وضعها هو سلفًا لإحكام قبضته على الحكم وزمام الأمور في تركيا لسنوات وعقود كما يخطط. وفي أحدث فصول آلاعيبه فإن أردوغان لن يجد أفضل من "نظرية المؤامرة" لتمرير تبكير الانتخابات عن موعدها بحوالي عام ونصف، وكذلك ليضمن حصد المكسب في هذه الانتخابات المبكرة، تمامًا كما فعلها في الانتخابات المبكرة الأخيرة التي لجأ إليها لتعويض التراجع الذي سجله حزبه العدالة والتنمية في الانتخابات قبل الأخيرة، والنجاح الكبير الذي حققه حزب الشعوب الديمقراطي ذي الأغلبية الكردية، ومكنته من أن يدخل البرلمان ويحتل المرتبة الثالثة في ترتيب الأحزاب بتركيا، ليقود من خلالها المعارضة، إلا أن أردوغان عمد إلى عرقلة عملية تشكيل الحكومة لتفوت المدة المقررة قانونًا لتشكيلها ليسارع بعدها إلى الدعوة لانتخابات مبكرة تمكن بها من تعويض بعض خسارته ومن إحكام سيطرته وحزبه على العملية السياسية وعلى البرلمان التركي. أما نظرية المؤامرة هذه المرة فتم الترويج لها على الفور على لسان رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم، الذي قال إن التطورات الداخلية والخارجية دفعت بلاده لاتخاذ قرار اجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية مبكرة في 24 يونيو المقبل، بدلا من موعدها المقرر في 3 نوفمبر 2019. وأوضح يلدريم، في مؤتمر صحفي بأنقرة، أن بلاده اتخذت القرار المذكور، ل "تطلعات المواطنين لدخول بعض بنود التعديلات الدستورية التحول إلى النظام الرئاسي حيز التنفيذ بأسرع وقت ممكن، والقضايا الأمنية والتطورات الجيوسياسية التي تواجه البلاد". وتلاه متحدث الحكومة التركية بكر بوزداغ اليوم الخميس، بقوله إنّ تقديم موعد الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في البلاد، أفسد المؤامرات التي تُحاك ضدها. وأنّ"السيناريوهات في تركيا ستُكتب بقلم الشعب، وليس بأقلام الآخرين". وأضاف أنّ الإعلان عن موعد الانتخابات المبكرة، أنهى الغموض المتعلق بالمستقبل كاملًا، وأفشل جميع المؤامرات والمكائد والسيناريوهات التي تُحاك ضد تركيا.