رونالدو: أمى « السبب الحقيقي » وراء تعلقي بكرة القدم

أعلن النجم البرتغالى كريستيانو رونالدو، مهاجم فريق ريال مدريد الإسبانى، عن الكثير من الجوانب الشخصية فى حياته، خاصة عندما كان صغيرا، قبل أن يقتحم عالم الشهرة والنجومية، ويصبح أفضل لاعب كرة قدم فى العالم، مؤكداً أن والدته كانت سبباً رئيسياً فى وصوله لذلك.

رونالدو كتب قصة حياته فى مدونة "The Players Tribune"، وكشف خلالها عن الكثير من الأشياء التى لم يتحدث عنها من قبل، ونشر أيضا صورته وهو ابن عامين فقط، وهو ما نسرده لكم فى السطور التالية.

والدتى كانت هى السبب الرئيسى فى تفكيرى فى أن أكون أفضل لاعب فى العالم.

كثيراً ما كنت أحاول إقناعها أنا ووالدى بأن تأتى هى وشقيقَتَىَّ للملعب لمشاهدتى لأنهن كن غير مهتمات بكرة القدم، وكنا نفعل ذلك كل ليلة على العشاء.
والدى كان بمثابة أول وكيل أعمال لى، فقد كان يحضر كل مبارياتى من خارج الخطوط، وكان يحاول إقناع والدتى دائماً بالحضور لمشاهدتى وأنا ألعب.
عندما كنت أعود مع والدى إلى المنزل كل ليلة كان يقول لهم "كريستيانو سجل هدفاً"، فكانوا يردون "أوووه هذا رائع" ولكن من دون شغف أو اهتمام.
فى أحد الأيام كنت أجرى الإحماء قبل المباراة وفجأة رأيت أمى وشقيقَتَىَّ فى المدرجات، فتملكنى شعور جيد للغاية وكان هذا يعنى الكثير لى، وأحسست أن هناك شيئاً يتحول بداخلى، وقررت من وقتها أن أكون أفضل لاعب فى العالم.
كرة القدم منحتنى كل شيء ولكنها أخذت منى الكثير أيضاً، فقد أبعدتنى عن بيتى فى بداية مسيرتى عندما رحلت عن ماديرا وذهبت للعب فى سبورتنج لشبونة وعمرى 11 عاماً، وكانت هذه أصعب لحظة فى حياتى.

كلما أفكر فى ذلك أشعر أنه كان شيئاً من الجنون، ابنى كريستيانو جونيور عمره 7 سنوات الآن، ولكن لا أستطيع أن أفكر كيف سأحزم له حقائبه بعد 4 سنوات وأرسله إلى لندن أو باريس لكى ينضم لأحد الأندية، سيكون أمراً مستحيلاً، وأعلم أنه كان مستحيلاً لوالدى أيضاً.
كان لدى الكثير من المواهب وأنا صغير وكنت أعلم أنى سأتفوق على كل زملائى فى الأكاديمية.

سمعت أحد الأطفال ذات مرة يقول لطفل آخر: "هل رأيت ما فعله.. هذا الرجل وحش"، وكنت أسمع عبارات مشابهة دائماً من كل المدربين.

ولكن فى وسط كل ذلك سمعت أحدهم يقول: "ولكن يا للعار إنه صغير جداً".

بالفعل كنت نحيفاً جداً عندما كان عمرى 11 عاماً ولم يكن هناك أى عضلات فى جسمى.

منذ هذا الوقت قررت أن أجتهد فى بناء جسدى وأن أعمل بجهد أكبر من الجميع.

كنت أتسلل من المنزل ليلاً للذهاب إلى التدريبات ولكن جسدى تطور بسرعة كبيرة.

من كانوا يهمسون قبل ذلك بأنى نحيف جداً سوف ينظرون لى الآن كما لو كنت نهاية العالم.

أتذكر عندما كان عمرى 15 عاماً كنت أجلس مع زملائى وقلت لهم يوماً ما سأكون أفضل لاعب فى العالم.. لقد أصيبوا جميعاً بنوبة من الضحك.

وقتها لم أكن حتى لعبت للفريق الأول فى سبورتنج لشبونة ولكنى كنت واثقاً من تحقيق ذلك.
عندما بلغت 17 عاماً كانت أمى تأتى لمشاهدتى فى المباريات، ولكنها كانت تنفعل كثيراً ونصحها الأطباء بأن تتناول المهدئات أثناء مبارياتى فقط.

كنت أمازحها دائماً وأقول لها: "هل تتذكرين عندما كنت غير مهتمة بالكرة؟".

بدأ حلمى يكبر وكنت أتمنى اللعب للمنتخب الوطنى.. كنت أرغب أيضاً فى اللعب لمانشستر يونايتد لأنى كنت أعشق البريميرليج وأشاهد مبارياته على التليفزيون، وكنت معجبا جداً بالأجواء فى ملاعب الإنجليزية.

أتذكر أنى عندما أصبحت لاعباً فى يونايتد كنت فخوراً جداً بنفسى، ولكن كنت أعلم أن عائلتى كانت أكثر فخراً بما فعلته.

لن أنسى عندما فزت بدوري أبطال أوروبا والكرة الذهبية أول مرة فى 2008.. لقد كانت لحظات رائعة ولكن حلمى لم يتوقف عند ذلك وقررت أن أحقق المزيد.

كنت أحلم باللعب لريال مدريد وأن أحقق معه الكثير من البطولات وأحطم الأرقام القياسية وأن أصبح أسطورة للنادى.

على مدار ال 8 سنوات الماضية حققت أشياء لا تُصدق فى مدريد، ولكن الأجمل من ذلك هو عندما كنت أفوز بأى بطولة مع الفريق، فإذا لم تفز بشيء مع مدرير سيقول عنك الناس أنك فاشل.

بعد أن أصبحت أباً شعرت أنه شيء مختلف جداً وشعور لا يمكن وصفه.

أروع لحظة كانت عندما فزنا بدوري الأبطال فى كارديف هذا العام، وبعد صافرة النهاية كنت أشعر أننى صنعت التاريخ فى تلك الليلة، ولكن بعد ذلك جاء ابنى ليحتفل معى باللقب وكانت مفاجأة كبيرة لى وتغيرت مشاعرى بأكملها.

بعد عودتنا لسانتياجو برنابيو واحتفالنا بالبطولة كان ابنى يلعب مع مارسيليتو ابن مارسيلو داخل الملعب، وشعرت وقتها أن المشهد مختلف عما كنت ألعب فى الشارع وأنا صغير، ولكنى تمنيت أن يكون لدى جونيور نفس شعورى وأن يسعى ليكون لاعباً كبيراً.
بعد أن خضت 44 مباراة مع ريال مدريد ما زال لدى شعور بالرغبة فى الفوز بكل مباراة، أعتقد أنى ولدت بهذه العقلية.

اللحظة التى سأحكى عنها لأحفادى عندما أبلغ 95 عاماً هى عندما كنت أسير فى الملعب كبطل ويدى فى يد ابنى جونيور.. أتمنى أن تتكرر مرة أخرى.