جميلة.. موهوبة.. مثقفة.. وذكية.. سمات استطاعت أن تستحوذ عليها تحية كاريوكا، فهي ليست راقصة عادية ترتدي بذلة الرقص، وتصعد على المسرح لترقص 15 دقيقة، ويُصفق لها الجميع وينتهي دورها عند هذا الحد، كاريوكا كانت امرأة ذكية، صاحبة مبادئ، تعشق وطنها، وفوق كل هذا لم تتخل عن أيدلوجيتها الشيوعية التي ظلّت مؤمنة بها حتى وفاتها. وفي الذكرى ال98 لميلاد الراقصة تحية كاريوكا، تستعرض «صوت الأمة» مواقفها السياسية وحكاياتها مع الرؤساء. «كاريوكا والملك فاروق» في كازينو «الأبراج» الشهير، شاهدت تحية كاريوكا الملك فاروق، حيث كانت ترقص هناك، وعندما انتهت من رقصتها اقتربت منه دون أن ترحب به وقالت له «المكان ده ميلقش بملك، الملك الحقيقي مكانه القصر»، لكن سبق هذه المرة رقصها على أغنية «غنيلي شوية شوية» له في قصر عابدين. «كاريوكا وجمال عبد الناصر» «ذهب فاروق وجاء فواريق».. بهذه الكلمات انتقدت تحية الضباط الأحرار، معتبرة أنهم لا يختلفون كثيرًا عن بعضهم البعض، ما جعل الرئيس الراحل جمال عبد الناصر يغضب منها، ويعتقلها وأفراد آخرين من الحزب الشيوعي، لم يقف دور تحية السياسي عند هذا الحد، فهي التي حمت صلاح حافظ، الصحفي اليساري من الاعتقال في منزلها. «تدريبها على السلاح في 1956» تدربت كاريوكا على السلاح في أيام العدوان الثلاثي عام 1956، وفي أيام النكسة أيضًا، كما جمعت التبرعات لأطفال الحجارة آنذاك، قادت إضراب نقابات المهن الفنية، بسبب قانون اعتبرته ظالمًا للفنانين، وامتنعت حينها عن الطعام رغم تدهور صحتها. «حبسها 100 يوم» في عام 1952 اقتحمت قوات الأمن منزل تحية كاريوكا وزوجها مصطفى كمال صدقي، باحثة عن منشورات ضد الحكومة وبالفعل وجدوا منشورات، إلا أن كايوكا لم تتردد في الذهاب معهم إلى القسم هي وزوجها، وبافعل تم حبسها 100 يوم داخل السجن، الذي قادت داخله حركة تمرد واسعة، ورفعت صوتها احتجاجًا على الظروف غير الإنسانية. «انضمامها إلى حركة شيوعية» كان لتحية دور مهم في تمويل الفدائيين بالأسلحة والذخيرة والأموال، كما أنها كانت عضوًا في عدد من الحركات التنظيمية الشيوعية السرية، ومن أبرزها حركة «حدتو» الحركة الديمقراطية للتحرر الوطني في خمسينيات القرن الماضي. «رفضها الرقص أمام اتاتورك» رفضت تحية كاريوكا الرقص في بيروت أمام مؤسس تركيا الحديثة كمال أتاتورك؛ لإهانته السفير المصري أمامها، كما ضربت الممثلة سوزان هيوارد بالحذاء في مهرجان كان السينمائي لأنها أهانت العرب، كما ضربت أحد أمراء الأسرة الحاكمة في مصر، عندما ناداها قائلًا: «أنت يا بت».