الكداب بيروح، واللي بيكدب بيدخل جهنم»، هكذا تخيف الأمهات أولادهن الصغار من الكذب وقول غير الحقيقة لأن مصيره نار جهنم، النار كذلك هي احدي وسائل الأمهات لإبعاد الاطفال عن الكذب، فكلهن تقريباً يهددن ابناءهن بالكي أو اللسع بالنار لو كذب. يظل شبح اللسع بالنار يرافق الطفل بعد ذلك طوال حياته فيبعده عن التورط في الكذب، ويجعله موقناً أن الصدق دائماً «منجي»، لكن يبدو أن بعضهم ينسي دروس الطفولة فيتورط في الكذب ومع كثرة الاكاذيب يدمن الكذب فلا يعرف لسانه الصدق مطلقاً، والكذب بالطبع مذموم في القرآن الكريم والسنة وفي كل دين وملة، ففي القرآن الكريم الكثير من الآيات التي تنهي عن الكذب وتوضح عقوبته منها وقوله تعالي في سورة آل عمران «فمن افتري علي الله الكذب من بعد ذلك فأولئك هم الظالمون» وقوله في سورة النساء «انظر كيف يفترون علي الله الكذب وكفي به إثماً مبيناً» وقوله في سورة يونس «قل إن الذين يفترون علي الله الكذب لا يفلحون» أما الاحاديث النبوية فكثيرة ومنها قول النبي «إن الرجل يتفوه بالكلمة لا يلقي لها بالاً تهوي به في النار سبعين خريفاً» وقوله «إياكم والكذب فإن الكذب يهدي إلي الفجور وإن الفجور يهدي إلي النار وإن الرجل ليكذب ويتحري الكذب حتي يكتب عند الله كذاباً» وقوله «احذر الكذب فالكذب يؤدي إلي الضلال والضلال يؤدي إلي النار» وسئل رسول الله «أيكون المؤمن جباناً؟ قال: نعم، أيكون بخيلاً؟ قال: نعم، أيكون كذاباً؟ قال: لا». ورغم كل هذه الآيات والاحاديث فإنها لم تمنع نائباً سلفياً مثل «البلكيمي» من الكذب في واقعة الأنف وادعائه تعرضه للسرقة لنكتشف بعد ذلك أنه اجري عملية تجميل لأنفه، ثم مؤخراً ورد من الشيخ حازم أبوإسماعيل مرشح الرئاسة الذي كان علي الادعاء بجنسية والدته الأمريكية نفي الأمر تماماً وزاد بسخرية أنه لا يستبعد أن يعود لمنزله فيجد زوجته فرنسية مثلاً، لكن الايام التالية لرده كشفت عكس ذلك وأن والدته بالفعل تحمل جواز سفر أمريكيا ونشرت المواقع والصحف رقمه. وفي التعليقات علي «فيس بوك» علي قضية جنسية والدة الشيخ قال أحدهم: أبوإسماعيل.. طير أنت.. وسمعني سلام بودعك، ووضع احدهم صورة لحازم أبوإسماعيل وهو يضع يده علي وجهه مكتوبا عليها تعليق «اه يا بوستراتي.. ياما»، وعلق آخر قائلاً:«دلوقتي بقيتو تكتبو كومنت من تسع سطور؟.. بعدما ما كان ردكم موتوا بغيظكم، وحازم رئيسنا رغم انف الحاقدين؟.. وكتب آخر«ايه.. الانسان ضعيف»، وكتب آخر«اهو ده بقي كان خازوق هيدن.. بالعربي مخفي»، وعندما كتب احد الشباب المؤيدين لأبوإسماعيل «كيف تكون السيدة نوال امريكية واسمها نوال..زي أمة ضحكت من جهلها الأمم» رد عليه آخر قائلاً: «ده ايه الجهل الرسمي ده.. هي لما اخدت الجنسية مثلا هيغيرو اسمها وتبقي أنيتا مثلاً؟، وقال آخر «اهتمامي بجنسية أم أبوإسماعيل اصبح يعادل اهتمامي بمكان الفلوس اللي لمها الشيخ حسان» وآخر«دا أنا ابو اسماعيل..اللي كان فاضلة يومين وصورتة تنزل ع الجنية». نشر بالعدد 591 بتاريخ 9 ابريل 2012