وفقًا للعديد من تقارير الصحف الأجنبية، فإنه سيتم الاستغناء عن طريقة الكتابة باليد في المدارس الفنلندية، اعتبارًا من العام المقبل، فبدلا من تعلم مهارة الكتابة بالقلم للأطفال، فسيتيح للمعلم التعليم علي لوحة المفاتيح من خلال أجهزة الكمبيوتر. وقالت وزارة التعليم الفنلندية إن هذا التغيير سوف يعكس أهمية الكتابة على لوحة المفاتيح، أكثر من الكتابة بالقلم، في حين يتوقع خبراء كثيرون أن هذا التصرف سوف يؤثر بالسلب على الأطفال، وسيوقف مراحل تطورهم، لأن هذه التغييرات لم تدخل حيز التنفيذ حتى موعد الدراسة في خريف العام المقبل. وأوضح مينا هارمنين، من المجلس الوطني للتعليم الفنلندي، أن مهارات الكتابة بطلاقة، تعتبر واجب وطني هام يجب الاعتناء به وتنميته. واعتبارًا من العام الماضي، اعتمدت 43 دولة هذا المعيار، فقامت ولاية ماريلاند بتأييد ذلك، ورفضت ولاية إنديانا، وولايتي أوكلاهوما، وساوث كارولينا، ألغوا هذا القرار ، ولم تعتمد بقية الولايات والأعضاء ذلك، بالإضافة إلى أن ولاية كارولينا الشمالية، قامت بالعودة إلى أساسيات مشروع قانون لإعادة الكتابة اليدوية في الفصول الدراسية، مما أدى إلى عدد من الشكاوى. "ميستي أدونيو"، المحاضرة البارزة في اللغة والقراءة والكتابة بجامعة كانبيرا، أكدت أن معظم الناس يتفقون على أن الاشخاص يجب أن يكونوا لهم القدرة على الكتابة بالقلم الرصاص، وتوصيل رسالة لشخص أخر عن طريق الكتابة بخط اليد. وتابعت أن هناك أبحاث ربطت بين الكتابة اليدوية بطلاقة، مع التراكيب الخطية، مما يؤدي لكتابه أفضل، ولكن لوحة المفاتيح ليست بنفس الجودة، وليست بنفس شكل أو نمط الكتابة اليدوية، وإنما التلقائية تأتي من خط اليد. وقالت إن الكتابة التلقائية تعد أسهل على لوحة المفاتيح، وإنها أكثر إفادة وكفاءة، عند تعليمها للطفل. وطبقا لتقارير، وجد أنه بحلول سن الثامنة، يمكن للأطفال الكتابة على لوحة المفاتيح أسرع مما يمكنهم الكتابة بخط اليد. وتشير الأبحاث إلى أن تعلم الكتابة في مخطوطة أخرى، يحسن المهارات الحركية، والمهارات البصرية، والعين إلى ناحية التنسيق والوعي المكاني واليد والإصبع، وأيضًا الوظيفة المعرفية، وتطور الدماغ بالنسبة للطلاب. و أجرى باحثون من جامعة إنديانا، مسح الدماغ على الذين تتراوح أعمارهم بين خمس سنوات، قبل وبعد تلقي مختلف مهام التعلم الإلكتروني، واستنتجوا أن الأطفال الذين مارسوا كتابة رسائل باليد، كان النشاط العصبي أكثر تعزيز، و"مثل الكبار"، مما كان عليه أولئك الذين نظروا ببساطة على الحروف في لوحة المفاتيح. وأشاروا إلى أن هناك ما يُعرف في التفكير باسم " دائرة القراءة"، وأنها تم تفعيلها عند الكتابة بخط اليد، مما أدى إلى تنشيط العقل. وقالت في وقت سابق من هذا العام، مصممة التعلم، الدكتورة جودي شيرمان إيفوس، إن المدارس يوجد بها بالفعل الأقلام والورق للمنضدة وليس للطلاب. وتابعت :"هناك تركيز على المهارات التي تتجاوز المناهج الدراسية الأساسية بما في ذلك مهارات مثل التعاون، والمثابرة، والموسيقى والإبداع، ومهارات حل المشاكل ، واوضحت انه يمكن للتكنولوجيا تشجيع ودعم نمو الطفل والعديد من الأهداف التعليمية، مثل النشاط البدني والصحة".