أكد العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، اليوم الاثنين، أنه لن يسمح بالمساس بحقوق أو كرامة أي مواطن في الأردن، منوها بضرورة تحمل الأردنيين مسئولية مواجهة التحديات والتداعيات التي تواجهها المملكة، بمنتهى العزم والإرادة والتصميم، بوحدة الصف الأردني وتضامن أسرته الواحدة. وقال العاهل الأردني - في خطاب العرش الذي افتتح به الدورة العادية الأولى لمجلس الأمة (النواب والأعيان) الثامن عشر اليوم الأثنين: "الحمدلله الذي بعونه وتوفيقه، وبوعي الأردنيين والأردنيات، وبشجاعة قواتنا المسلحة الأردنية - الجيش العربي والأجهزة الأمنية، التي نحرص على دعمها وتعزيز قدراتها، نجحنا طيلة السنوات الماضية في صون مجتمعنا ووحدتنا الوطنية من قوى الظلام وخوارج العصر والإرهاب". وشدد على أنه "بالرغم من كل هذه التحديات والتداعيات، سنستمر في دورنا التاريخي في الدفاع عن قضايا أمتنا العربية والإسلامية، والقيام بواجبنا في حماية الأماكن المقدسة الإسلامية والمسيحية في القدس الشريف".. مضيفا أن "التحديات والتداعيات لا تزال ماثلة أمامنا، وعلينا جميعا مسؤولية مواجهتها بمنتهى العزم والإرادة والتصميم، بوحدة صفنا وتضامن أسرتنا الواحدة، ولن نسمح بالمساس بحقوق أو كرامة أي مواطن في أردننا العزيز". وأكد الملك عبد الله الثاني، عزمه المضي قدمًا في رفع سوية الاقتصاد الأردني، من خلال سياسات اقتصادية وبرامج تهدف إلى تحقيق النمو المستدام، وبما يخدم مصالح الأردن أولًا وآخرًا، وترسيخ المشاركة من خلال قانون اللامركزية، ووضع الخطط الضرورية لتطوير القضاء وتعزيز سيادة القانون، بالإضافة إلى العمل على تطوير موارد الأردن البشرية لتواكب متطلبات العصر وتمكّن شبابه من تحقيق طموحاتهم. وقال "نحن مستمرون في الإصلاح الشامل، الذي يستجيب للمتغيرات والمستجدات وضرورة التحديث والتطوير، لنؤسس لمستقبل زاهر لأبناء هذا الوطن.. وأثق فى أن مجلسكم – الأمة – والحكومة سيتعاونان على استكمال التشريعات الضرورية وتعديل القائم منها، بما يتناسب مع الأهداف المرجوة دون تأخير". وأضاف الملك عبد الله الثاني "لذا، فقد وجهت حكومتي، التي آمل أن تستمر طيلة فترة مجلس الأمة الثامن عشر وطالما تحظى بثقة مجلس النواب الموقر، أن تحرص على توخي الموضوعية والواقعية في بيانها الوزاري، الذي ستقدمه إلى مجلس النواب لنيل الثقة على أساسه، واضعة في قمة أولوياتها التعاون مع مجلسكم الكريم بروح المسؤولية والتشاركية والتكاملية، وعلى الأساس الدستوري في الفصل بين السلطات، وعلى أساس خدمة الصالح العام". وتوجه العاهل الأردني ب"التهنئة والمباركة للإخوة والأخوات النواب، الذين فازوا بثقة أبناء وبنات دوائرهم الانتخابية، ليكونوا ممثلين لهم في مجلس الأمة، ومن خلال انتخابات تجسد التزامنا بتفعيل المشاركة الشعبية في الحياة السياسية وصنع القرار، وترسيخ مسيرتنا الديموقراطية، التي نعتز بها ونحرص على حمايتها وتعزيزها". يشار إلى أنه بعد استماع مجلس الأمة لخطاب العرش وانتهاء مراسم افتتاح الدورة البرلمانية يعقد مجلس الأعيان جلسة قصيرة تتلى فيها الإرادة الملكية السامية بدعوة مجلس الأمة للانعقاد ويتم فيها تسمية لجنة الرد على خطبة العرش، كما يعقد بعدها مجلس النواب جلسة لانتخاب رئيس المجلس وأعضاء المكتب الدائم (النائب الأول والثاني والمساعدان) وتشكيل لجنة الرد على خطاب العرش. وتعتبر خطابات العرش، خطابات رسمية يفوض الملك بإلقائها بموجب الدستور في افتتاح الدورات العادية لمجلس الأمة، وفيها يستعرض السياسات الوطنية ومرتكزات القضايا الحيوية المهمة في المنطقة كما تتطرق إلى خطط التنمية والسياسات المحلية داعية إلى التعاون بين جميع الأجهزة والسلطات الحكومية لتحقيق أهداف وطنية محددة بما في ذلك على سبيل المثال المشاركة السياسية الموسعة. ويرتدي الملك زي العرش في مناسبتين فقط: الأولى هي يوم الجلوس على العرش والثانية هي مناسبة إلقاء خطاب العرش.. ويتميز لباس العرش بالبساطة والجمال ويعبران عن الفخامة والهيبة.