أثار مقالي في عدد "صوت الأمة" السابق عن استطلاعات تضليل الرأي العام بمركز الدراسات السياسية والاستراتيجية بالأهرام حول مرشح الرئاسة ردود فعل متعددة.لكن أغربها جاء بخروج الزميل الأستاذ ضياء رشوان في برنامج "مانشيت" علي قناة " أون . تي.في" ليهاجم بلا موضوعية الجريدة وكاتب المقال، ويتوعدهما ويهددهما بإجراءات تتخذها مؤسسة "الأهرام"، دون أن يكلف نفسه عناء مناقشة ما جاء بالمقال من نقاط محددة تتصل بمصداقية هذا الاستطلاع والقائمين عليه وبالتناقضات بين نتائجه ذاتها وبينها وبين استطلاع الرأي المنشور علي الموقع الإلكتروني لصحيفة "الأهرام ". وإذ نؤكد أن هذه التهديدات أمر لا تخشاه الجريدة وكاتب المقال فإنهما يرحبان بأي ردود أو تعليقات من الزميل الأستاذ ضياء رشوان أو غيره طالما ابتعدت عن التجريح الشخصي والتزمت قوانين النشر .فالمقال الذي أغضب الزميل الأستاذ رشوان و غيره من أعضاء لجنة سياسات الحزب الوطني المنحل المشرفين علي الاستطلاع تناول مصداقية استطلاعات رأي يشرف عليها رجال لجنة سياسات جمال مبارك، وهم باعتراف عضو اللجنة مدير المركز الاسبق الدكتور عبد المنعم سعيدطالما قاموا قبل ثورة 25 يناير باستطلاعات رأي سرية لحساب الحزب الوطني ولجنة سياساته ومع تأكيدنا أن المقال المنشور في العدد السابق لا يستهدف أي تجريح شخصي أو ينطوي علي سب وقذف، تود "صوت الأمة" أن تشير وتعتذر عن خطأ غير مقصود ورد في العنوان الرئيسي الذي اختارته الصحيفة علي نحو أفاد بأن استطلاع مركز الدراسات السياسية والاستراتيجية في الأهرام منح المرشح اللواء "عمر سليمان " نسبة أكبر من المرشح الأستاذ "حازم أبو إسماعيل ".وهو ما لا يتسق مع متن المقال وعلما بأن العنوان الأصلي كان هو :" أيها الإستراتيجيون جدا : قليلا من الحياء .. محنة إستطلاعات تضليل الرأي العام في الأهرام ".لكن مقتضيات الاخراج الصحفي أدت الي تغيير العنوان الذي ركزالزميل الأستاذ رشوان كل هجومه وجهده علي نصفه غير الدقيق وترك متن المقال بما فيه من استنتاجات موضوعية وعلمية و ترك أيضا نصف العنوان الدقيق "منحوا مرشحي نظام مبارك أكثر من 50 في المائة" بما في ذلك إدعاء الإستطلاع تفوق " سليمان " علي " عبد المنعم أبو الفتوح".وقد أكدت نتائج إستطلاع الرأي الجديد الذي نشرته الأهرام الإثنين الماضي 9 ابريل 2012 بإشراف الباحثين أنفسهم من لجنة سياسات جمال مبارك ما ذهبإليه المقال المنشور في عدد "صوت الأمة " السابق من منح نسب عالية ومبالغ فيها لمرشحي الفلول .وكان لا فتا أن نشر النتائج المكتوبة هذه المرة تعمد إخفاء النسب الممنوحة لكل مرشح، وهي التي بلغ مجموعها 45 في المائة لمرشحي نظام مبارك وفق رسم بياني صغير الحجم يصعب تبين محتوياته. كما حاولت نتائج الاستطلاع الأخير تصحيح ما أشار اليه المقال المنشور في العدد السابق من "صوت الأمة" بشأن لا معقولية أن يحصل المرشح الدكتور عبد المنعم أبوالفتوح علي نسبة أقل من اللواء عمر سليمان .وهكذا في الاستطلاع الأخير حل أبو الفتوح ثالثا بعد عمرو موسي (الأول)وحازم أبوإسماعيل (الثاني) . ويتضح التلاعب في استطلاع مركز الدراسات بالأهرام في تفاصيل الرسم البياني التي منحت نسبا شديدة التقارب بين عمر سليمان 8.2 في المائة و أبو الفتوح 8.4 في المائة . وبجمع النسب التي حصل عليها مرشحو الفلول في هذا الرسم البياني يتضح أنها تتجاوز 45 في المائة . وكانت من مفارقات الإستطلاع الأخير غير المنطقية أيضا منح مرشح الإخوان الأصلي خيرت الشاطر 1.7 في المائة فقط فيما حصل أحمد شفيق علي 7.5 في المائة،وفي حين تعمد المشرفون علي الإستطلاع الأخير إخفاء النسبة الممنوحة لكل مرشح من النص المكتوب فإنهم أبرزوا في العناوين ما زعموه بأن مؤيدي عمرسليمانمن جميع الفئات فيما لا يؤيد أبو الفتوح إلا أهل الحضر. والمؤسف أن المشرفين الإستراتيجيين علي هذا الإستطلاع من أعضاء لجنة السياسات أخطأوا في نسبة سكان الحضر الي الريف . فمنحوا الريف علي غير الحقيقة والمعلوم نسبة عالية هي 75 في المائة من إجمالي السكان بهدف تعظيم وتضخيم شعبية عمر سليمان.وعلما بأن نسبة سكان الريف لا تزيد الان علي نحو 56 في المائة نشر بالعدد 592 بتاريخ 16 ابريل 2012