يمثل الطريق إلي كرسي "مبارك" حقلا ملغوما..جسرا مليئا بالمتفجرات..لا يقطعه عن آخره إلا من ارتضاه العسكر ورضي به الإخوان بديلا للشاطر. فلم تكد تغلق اللجنة العليا للانتخابات الرئاسية باب تقديم الطعون في مرشحي الرئاسة ، حتي كان ما تجمع لديها من طعون علي كافة المرشحين، يكفي لغلق الباب في وجوههم جميعا ، إلا من شاء له هوي العسكري ان يدخل قصر الرئاسة في مصر الجديدة، ليبقي علي نظام مبارك ومكتسباته، ما شاء له الله البقاء. مئات الملفات والأوراق والبلاغات التي حوتها الطعون، وقدمها طاعنون بعضهم معروف، وبعضهم مجهول، بدافع وطني حينا ، وبدافع حزبي حينا، وبدوافع انتقامية ضمن مؤامرة أحيانا كثيرة. فهذا جنسيته أجنبية، وهذا جنسية امه أجنبية، وهذا جنسية أبيه وجده..في حين تعددت أوجه الطعن علي آخرين بعيدا عن شرط الجنسية الذي شدد فيه الإعلان الدستوري"العسكري" في مادته 28، التي دعا لها السلفيون كما يدعون الناس للدخول في الإسلام، أو أشد، ووقع مرشحون كثيرون هدفا لاتهامات وصلت بحق مرشح بارز مثل الدكتور عبد المنعم ابو الفتوح إلي الطعن في أحقيته للترشيح بدعوي أنه سبق الحكم عليه في قضية خيانة أمانة ، لم يسترد اعتباره بعدها حتي الآن. المستشار حاتم بجاتو - الأمين العام للجنة العليا للانتخابات الرئاسية - أكد أن اللجنة تلقت في اليوم الأخير من فتح باب تقديم الطعون والاعتراضات علي المرشحين ثلاثة اعتراضات.. حيث تقدم أحمد محمد عوض علي المرشح عن حزب مصر القومي، المتنازع علي رئاسته - الأربعاء - باعتراض علي ترشح المستشار مرتضي أحمد محمد منصور مرشح ذات الحزب، طالباً عدم الاعتداد باعتماد لجنة شئون الأحزاب لنموذج 2 ج الخاص بترشيح مرتضي منصور عن الحزب؛ لكونه صادراً بناء علي قرار غير قانوني. كما تقدم السيد أبو العز حسن علي الحريري المرشح عن حزب التحالف الشعبي الاشتراكي باعتراض علي ترشيح محمد خيرت سعد عبد اللطيف الشاطر، مشدداً اعتراضه علي ترشح الأخير كونه لم يرد إليه اعتباره ومحروماً من مباشرة حقوقه السياسية.وفي سياق متصل، تقدم أحمد حسام كمال حامد خير الله المرشح للرئاسة عن حزب السلام الديمقراطي بالاعتراض علي ترشح كل من: أشرف زكي حسن بارومة مرشح حزب مصر الكنانة ومحمد عبد الفتاح محمد فوزي علي عيسي مرشح حزب الجيل وأبو العز حسن علي الحريري مرشح حزب التحالف الاشتراكي وهشام محمد عثمان البسطويسي مرشح حزب التجمع الوطني التقدمي الوحدوي و عبد الله حسن علي الأشعل مرشح عن حزب الأصالة ومحمد ممدوح حلمي قطب مرشح حزب الحضارةوأحمد حسام الدين خيرت مصطفي مرشح حزب مصر العربي الاشتراكي وأيمن عبد العزيز نور مرشح حزب غد الثورة المصري الجديد. واستندخيرالله في طعنه علي أن الأحزاب التي رشحت هؤلاء لم تخض الانتخابات كأحزاب مستقلة، بل خاضتها ضمن ائتلاف من عدة أحزاب، ومن ثم فلا يحق لهذه الأحزاب منفردة، ترشيح مرشحين لرئاسة الجمهورية. هذا وقد تقدم العديد من المواطنين بشكاوي ضد بعض المرشحين، والمعلوم أن المادة 14 من قانون تنظيم الانتخابات الرئاسية الصادر بالقانون رقم 174 لسنة 2005 يقصر حق الاعتراض علي المرشحين دون غيرهم..فيما أكدبجاتو أن اللجنة ستعكف علي دراسة هذه الاعتراضات وفحص سائر ملفات المتقدمين للترشح. وبعيدا عن طعون اليوم الأخير، نطالع أوراق الطعون التي تقدم بها جادون وهازلون ضد مرشحي الرئاسة الأبرز، ومن بين هذه الأوراق نقلب في أوراق طعن علي أحقية المرشح الدكتور محمد سليم العوا،بسبب جنسية عائلته السورية، والذي تقدم به رجل الأعمال البارز ونائب رئيس حزب الإصلاح والتنمية رامي ريمون لكح، وجاء في الطعن أن محمد سليم العوا ترشح لرئاسة الجمهورية ، وهو من جد سوري الجنسية عاش في العاصمة السورية دمشق ، بمنطقة اسمها الغوطة، وعلي هذا الأساس فقد ولد والده وهو سوري الجنسية بالتبعية للأب، ولا ينال من ذلك اكتسابه الجنسية المصرية فيما بعد حيث يعتبر سوري الجنسية لأن الجنسية السورية تورث للأبناء منذ الحمل والولادة تلقائيا ، ولا تسقط إلا بقرار أو حكم قضائي. ومضي لكح في طعنه قائلا: لذلك ألتمس من سيادتكم استبعاد الدكتور محمد سليم العوا من الترشح للرئاسة، لفقده أحد شروط الترشح التي أوجبها الإعلان الدستوري وقانون الانتخابات لكون والده سوري الجنسية. وأرفق لكح مع طعنه سي دي مسجل عليه حوار العوا مع الإعلامي أحمد المسلماني في برنامج الطبعة الأولي ، والذي اعترف فيه بأنه ولد لجد سوري وجدة مغربية، مؤكدا أن العوا لا يمتلك ما يفيد أن هذا الجد حصل علي الجنسية المصرية في حياته، لدي إدارة الجوازات والهجرة، ما يفقده شرط الجنسية طبقا لقانون 1914. من أخطر الطعون التي تلقتها اللجنة العليا لانتخابات الرئاسة علي المرشحين، طعن تقدم به مصطفي جابر العضو بحزب الوفد علي ترشيح الدكتور عبد المنعم ابوالفتوح القيادي السابق بجماعة الإخوان المسلمين قبل استقالته أو انشقاقه عنها، والذي جاء به" اتقدم بالطعن علي ترشيح الدكتور عبد المنعم ابو الفتوح حيث سبق اتهامه والحكم عليه في عدة قضايا منها جرائم خيانة أمانة ، لم يرد إليه اعتباره فيها، فضلا عن حمله للجنسية القطرية، وعدم ادائه الخدمة العسكرية". الدكتور عبد الله الأشعل المرشح للرئاسة والذي تراجع عن انسحابه لحساب خيرت الشاطر مرشح الاخوان، كان له نصيب من الطعون، احدها استند إلي ان حزب الأصالة الذي ترشح باسمه الأشعل لم يكن مدرجا في القوائم الحزبية المشاركة في الانتخابات البرلمانية الأخيرة، وان جميع مرشحي القائمة كانوا عن حزب النور السلفي، ما حرم الحزب من تأسيس هيئة برلمانية في مجلس الشعب. المستشار هشام البسطويسي وقع في فخ آخر للطعون، حيث أنه ترشح عن حزب التجمع بالمخالفة للوائح الحزب التي تشترط مرور ستة اشهر علي عضوية من يتم ترشيحه باسم الحزب في اي انتخابات عامة ومن بينها انتخابات الرئاسة،فضلا عن انه غير مقيد بجداول الناخبين اصلا. ولم يكن أكثر جدلا من مفاجأة الطعن علي المرشح عمرو موسي وزير خارجية مبارك السابق وامين عام الجامعة العربية ، لأنه زور في اوراق رسمية للتهرب من التجنيد، حيث تقدم بشهادة تفيد بأنه العائل الوحيد للأسرة، فيما ان له اخا غير شقيق من ام يهودية عرفت باسم راقية ابراهيم، ويدعي بيير ابو زيد موسي ويحمل الجنسية الفرنسية..! وطالب الطاعن بسرعة مخاطبة الجهات الرسمية الفرنسية للتأكد من المعلومات التي ساقها في الطعن..اسوة بالمرشح السلفي حازم ابو اسماعيل الذي جري استبعاده بعد ورود مخاطبات من الخارجية الامريكية للجنة العليا للانتخابات تفيد بأن والدته حصلت علي الجنسية الأمريكية فعلا في سنوات حياتها الأخيرة. ومن أطرف الطعون، الطعن الذي تلقته اللجنة ضد محمد فوزي عيسي مرشح حزب الجيل، وجاء باسباب الطعن، أن حزب الجيل لم يمثل في البرلمان بأي نائب،كما أن رئيسه ناجي الشهابي نفسه ترشح لعضوية مجلس الشوري عن حزب آخر علي قوائم حزب الحرية والعدالة، ولا يجوز له أن يمثل في مجلس الشوري الا باسم الحزب الذي خاض الانتخابات علي قوائمه، فضلا عن عدم سماح لائحة الحزب بترشيح فوزي لمشاكل في طبيعة عضويته بالحزب. مشاكل اللوائح الداخلية للأحزاب كانت قاسما مشتركا للطعن علي عدد من المرشحين البارزين وخاصة رجال المخابرات العامة السابقين، من امثال اللواء حسام خير الله المرشح عن حزب السلام الديمقراطي، واللواء ممدوح قطب المرشح عن حزب الحضارة، واحمد الصعيدي المرشح عن حزب مصر القومي، والذي اتهمه الطعن بالتهرب من اداء الخدمة العسكرية. أطرف الطعون علي الإطلاق ضد مرشحي الرئاسة تقدم به عمرو حلمي رئيس حزب الحضارة ضد المرشح باسم الحزب، حيث ذهب بنفسه إلي مقر اللجنة القضائية العليا المشرفة علي الانتخابات الرئاسية عصر اليوم الثاني من فتح باب قبول الطعون ضد مرشحي الرئاسة، وقدم للجنة القضائية طعنا ضد مرشحه للرئاسة اللواء ممدوح قطب, مؤكداً انه ليس ممثلاً عن الحزب, وأن الهيئة العليا للحزب لن توافق علي ترشحه للرئاسة نيابة عن الحزب. كما اتهم حلمي قطب بتزوير موافقة الحزب علي الترشح للرئاسة, والذي قدمها إلي لجنة شئون الأحزاب والتي اعتمدته مرشحاً رئاسياً عن حزب الحضارة. وقال حلمي في طعنه إن الكتورمحمد الصاوي والدكتور محمد عزام ممثلي الحزب في البرلمان قد قدما استقالتيهما من البرلمان وبذلك يعد ترشحه للرئاسة مصابا بالعوار لأن الحزب ليس له ممثل بالبرلمان وبذلك يسقط ترشحه للرئاسة عن الحزب, لأنه مخالف للقانون المنظم للانتخابات الرئاسية, والذي مفاده انه يجب أن يكون للحزب الذي يدفع بمرشح رئاسي أعضاء في البرلمان.رئيس حزب الحضارة يطعن علي مرشحه ممدوح قطب ويتهمه بتزوير موافقته علي الترشيح للرئاسة والذي قدمها الي لجنة شئون الاحزاب والتي اعتمدتة مرشحا رئاسيا عن حزب الحضارة. وقال حلمي في طعنه ان الدكتور محمد الصاوي والدكتور محمد عزام ممثلي الحزب في البرلمان قد قدما استقالتيهما من البرلمان وبذلك يعد ترشحة للرئاسه مصابا بالعوار لان الحزب ليس له ممثل في البرلمان وبذلك يسقط ترشحه عن الحزب,لانه مخالف للقانون المنظم للانتخابات الرئاسية والذي مفاده انه يجب ان يكون للحزب الذي يدفع بمرشح رئاسي اعضاء في البرلمان. نشر بالعدد 590 بتاريخ 16 إبريل 2012