"وول ستريت جورنال": داعش يلجأ لحرب العصابات بعد فقدانه الفلوجة

سلطت صحيفة (وول ستريت جورنال) الأمريكية الصادرة اليوم الثلاثاء الضوء على تفجيرات "الكرادة" الإرهابية في وسط بغداد، وأوضحت:"أنها تمثل أول وأكبر تفجير لتنظيم داعش الإرهابي داخل العاصمة العراقية بغداد منذ أن فقد مدينة الفلوجة لصالح القوات العراقية في نهاية الشهر الماضي".
وقالت الصحيفة – في تقرير لها بثته على موقعها الإلكتروني- إن حصيلة القتلى من جراء هذا التفجير الذي وقع في قلب واحدة من أكثر المناطق ازدحاما في بغداد ارتفعت إلى 151 قتيلا على الأقل /حسبما أفاد مسئولون محليون/ فيما أصيب ما لا يقل عن 195 شخصا.
وأشارت الصحيفة إلى أن سلسلة الهزائم الأخيرة التي تكبدها التنظيم في سوريا والعراق منذ الخريف الماضي دفعت مسلحي التنظيم للعودة إلى أساليب على غرار حرب العصابات مثل الهجمات الانتحارية ضد المدنيين في المناطق الحضرية.
وأوضحت الصحيفة أن تفجير "الكرادة" أشعل، من ناحية أخرى، غضب العراقيين تجاه تدهور الوضع الأمني في العاصمة.
وفي محاولة لتهدئة غضب العراقيين، لفتت الصحيفة إلى أن العبادي أصدر بيانا أكد فيه تشديد الإجراءات الأمنية والجهود الاستخباراتية في العاصمة، كما أعلن توقف استخدام أجهزة الكشف عن المتفجرات التي لاقت استهجانا واسع النطاق على المستوى المحلي.
وأبرزت الصحيفة أنه عقب دقائق من تفجيرات الكرادة، انفجرت عبوة ناسفة في حي الشباب بشرق بغداد، مما أسفر عن مقتل أربعة أشخاص وإصابة 16 آخرين، حسبما أعلنت وزارة الداخلية العراقية، وقد استهدف هذا التفجير مجموعة من الشباب كانوا يتسوقون لشراء ملتزمات عيد الفطر المبارك، فيما لم تعلن أي جهة مسئوليتها حتى الآن عن هذا التفجير.
كما أشارت الصحيفة الأمريكية إلى أن رئيس الوزراء حيدر العبادي توسط المشهد السياسي المضطرب في العراق خلال الآونة الأخيرة، والذي يعود جزئيا إلى تكرار الهجمات الإرهابية ضد بغداد وغيرها من المدن، مما تسبب في أضرار جسيمة بالبنية التحتية في البلاد.
فمن جانبه، قال رئيس الوزراء العراقي الأسبق أياد علاوي:"إنه بالرغم من تكرار الوعود من جانب قوات الأمن، تستمر عملية ذبح الشعب العراقي بشكل يومي من جانب الإرهابيين"، بينما قال المتحدث باسم وزارة الداخلية سعد معن إن ثمة إجراءات قانونية قد تُتخذ ضد الجهات الأمنية المسئولة عن المنطقة التي وقع فيها التفجير.
واختتمت (وول ستريت جورنال) بالقول "إن قدرة تنظيم داعش على شن هجمات كبيرة في مناطق من بغداد من المفترض أنها مؤمنة جيدا يؤكد في حقيقة الأمر صمود هذا التنظيم وفشل الحكومة العراقية في اقتلاع جذوره من ناحية أخرى".