أكدت الصين اليوم الاثنين أنها لن تسمح لنفسها أبدا بأن تستقوى على الدول الأصغر، ولن تقبل أن تتطاول تلك الدول عليها وتسوق الحجج للإضرار بمصالحها. جاء ذلك في تعليق للمتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية لو كانج، بشأن ما يقال من البعض حول أن الصين دولة كبيرة وذات سلطان نافذ وسلطة قوية ولهذا فإن الفلبين اضطرت للجوء للتحكيم الدولي بسبب قناعتها بتضاؤل فرصها لحل نزاع الدولتين بشأن ترسيم الحدود البرية والبحرية من خلال المفاوضات الثنائية. وقال كانج: "إن تلك الأقوال لا تستند إلى الحقائق وتقوم بتحويل الأبيض إلى أسود، واصفا من وراءها بالتربص بالصين والسعي للنيل منها والإساءة إليها لخدمة دوافعهم الخفية، مستغلين ففي هذا الفكر السائد لدى الكثيرين والذي يوصم الدول الكبرى بأنها تسعى دائما للهيمنة على الآخرين". وأكد كانج أن الصين ملتزمة بسبيل التنمية السلمية وبسياستها العسكرية ذات الطبيعة الدفاعية وباستراتيجية دبلوماسية تقوم على معاملة دول الجوار كأصدقاء وشركاء. وقال "إن الصين كانت وستظل على الدوام تعتمد طريق الحوار والتفاوض لتسوية أي نزاعات بينها وبين الآخرين سلميا لأن الشعب الصيني بتركيبته وموروثاته شعب محب للسلام"، مستدلا بأن "الصين الجديدة" - منذ إقامتها - قامت بمسح وترسيم أكثر من 20 ألف كم من الخطوط الحدودية مع 12 من 14 دولة من دول الجوار، وهى مساحة تغطى أكثر من 90 في المائة من إجمالي الحدود البرية للصين. وأوضح أن ترسيم تلك الحدود تم بناء على الحقائق التاريخية والقواعد الأساسية للقانون الدولي ومن خلال التشاور والتفاوض الثنائي، ودلل قائلا: "الصين وفيتنام قامتا بترسيم حدودهما في منطقة خليج "بيبو" عبر المشاورات والمحادثات، لأن الصين كدولة كبرى تدرك أهمية الحفاظ على الاستقرار والسلام الإقليمي وتحترم المسؤولية الملقاة على عاتقها لخدمة هذا الهدف". وأكد المتحدث أن الصين تتعامل دائما مع قضية بحر الصين الجنوب بطريقة بناءة ومسؤولة، وأن أبواب المفاوضات والمشاورات دائما مفتوحة، منتقدا مانيلا (يقصد حكومة الفلبين) لتراجعها عن الاتفاقيات الثنائية، ولم تظهر أي صدق نية نحو تسوية القضية مع بكين من خلال التفاوض والتشاور، متابعا: "الفلبين تحب أن تمثل دور الضحية في حين أنها تقوم بالتصرف بشكل استفزازي وإثارة المتاعب والعمل على تفاقم التوترات وتقويض السلام والاستقرار في المنطقة". ومن جانب آخر، انتقد كانج تصريحات أدلى بها وزير الدفاع الأمريكي السابق، حذر فيها من خطورة عدم التزام الصين أو الفلبين بحكم محكمة التحكيم الدولي بشأن قضية بحر الصين الجنوب، مؤكدا أن موقف الصين لم ولن يتغير حيث أنها لن تقبل بالتحكيم وبأي حكم ناتج عنه. وأتهم كانغ، الولاياتالمتحدة بأنها تحاول فرض نفسها كحامي حمى سيادة القانون البحري في الوقت الذي تتملص فيه من التصديق علي اتفاقية الأممالمتحدة لقانون البحار منذ أن تم التوصل إليه منذ نحو 34 عاما وحتى الآن، وأبدى تعجبه من المواقف الأمريكية المتناقضة فواشنطن - حسب قوله - تحث الدول الأخرى على اتباع القانون الدولي، لكنها تقوم بانتهاكه وتغمض عينيها عندما تقوم الدول التي تعتبرهم حلفاء لها بانتهاكه أيضا. وأتهمها صراحة بأنها تتغاضى عن قيام الفلبين باحتلال بعض المناطق في جزر "نانشا" الصينية، محذرا من استمرار واشنطن على هذا المنوال فيما يخص تطبيق القانون الدولي واستخدامه فقط لخدمة أغراضها والتنصل منه كلما تعارضت بنوده مع مصلحتها بما يقوض بشدة من سلطته وحرمته وفعاليته، مشيرا إلى أن هذا هو مكمن الخطر الحقيقي الذي يجب أن يتنبه إليه المجتمع الدولي ويقف ضده.