في مكاتب بدور واحد.. مساحته محدودة.. لا نوافذ له.. كانت الانطلاقة. أربع صفحات فقط، تكتب وتصدر على إضاءة الشموع وليست تكنولوجيا العصر الحديثة، في مانهاتن بنيويورك، تأسست بها الصحيفة الأوسع انتشارا عالميا وعلى مستوى الولاياتالمتحدة "نيويورك تايمز".. المدرسة التي صدر لها العدد الأول في مثل هذا اليوم عام 1851، حتى قادت صحافة اليوم ورسخت اسمها في مقدمتهم جميعا. الصحيفة التي أسسها سولسبيرج الابن وهنري جارفيس ريموند وجورج جونز، هي ملك لشركة "نيويروك تايمز" التي تنشر 15 صحيفة أخرى، منها "الهيرالد تريبيون" "إنترناشيونالِ" و"بوسطن جلوب"، إلا أنها استطاعت أن تثبت تفوقها على جميعها، وأصبحت أكبر صحف الولاياتالمتحدة مصداقية وشهرة. كنائب لمحافظ ولاية نيويورك عمل هنري ريموند، أما جورج جونز فكان في بداية حياته فراشا لمالك جريدة "نورثن سبيكتاتور"، ثم تعرف على مؤسس جريدة "نيويورك تريبيون" هوراس جريلي وعمل معه لفترة قصيرة، حتى قرر مع صديقه جونز تأسيس جريدة تحت اسم "نيويورك تايمز". تميزت "نيويورك تايمز" عن غيرها من الصحف، فعلى مدار 164 عاما من إنشائها وصدورها، استطاعت أن تصنف في أغلب الأحيان ب"الصحيفة الوطنية"، التي يعتمد عليها معظم الوقت كإشارة رسمية وموثوق بها في الأحداث، حتى أصبحت رائدة الصحافة الأمريكية وأوسعها انتشارا، ففي عام 2007 وصل حجم مطبوعاتها إلى نحو مليون و120 ألف نسخة يوميا، وهو من أعلى المعدلات في أمريكا، فاستحقت أن تحصد 95 جائزة "بوليتزر للصحافة". وما جعلها رائدة في الصحافة العالمية هو كونها سعت كثيرا في مجال حرية الصحافة، فكانت سببا في إصدار قانون قضائي يحمي وسائل الإعلام من الدعاوى المطالبة بالتعويض في قضايا القذف، بعد تبرئتها عام 1964 من الاتهام بقذف أحد مسؤولي ولاية ألاباما، ونشرت "نيويورك تايمز" في أشهر قضاياها أجزاء من الأوراق السياسية السرية، التي أصدرتها وزارة الدفاع الأمريكية، والتي تضمنت العلاقات بين الولاياتالمتحدةالأمريكية وفيتنام بين عام 1945-1967.