هذا أول حوار مع أحد ضباط 8 أبريل المحبوسين في السجن الحربي بتهمة الانضمام للمتظاهرين في جمعة "المحاكمة والتطهير" الحوار المسجل مع الملازم أول «محمد طارق الوديع» حافل بالاسرار والمفاجآت والمعلومات الفجيعة.. ومنها أن زوجة أحد أعضاء المجلس العسكري تمتلك مصنعا للرخام والسيراميك، وان هذا المصنع يستخدم لتجديد حمامات الكلية الحربية كل ثلاثة أشهر! ومنها أن نجل أحد اللواءات أعضاء المجلس يمتلك سيارة ثمنها 450 ألف جنيه مع أن راتب ابيه لايتجاوز 4200 جنيه. الملازم أول محمد طارق الوديع قال إن المجلس العسكري يخدع الشعب ويضربه علي قفاه! وأن أحد قادة المجلس العسكري قال للضباط هو شوية العيال اللي في التحرير فاكرين أنهم عملوا ثورة.. هنوريهم هنعمل فيهم إيه! كنا فاكرين أننا بنحمي ثورة طلعنا بنحمي شوية بنات فاقدات العذرية وشوية عيال (......)! إليكم ما قاله الضابط محمد طارق الوديع في حواره المسجل مع «صوت الأمة» من داخل السجن الحربي والذي أصر علي أن كلامه يمثل رأي كل ضباط 8 أبريل المحبوسين يقول الملازم أول محمد طارق الوديع إنه عندما نزل الضباط يوم 8 أبريل 2011 الي الميدان للتضامن مع المتظاهرين تم القبض علي مجموعة منهم وفي الميدان طلب من بعض المتظاهرين خلع الملابس الميري والاختفاء من الميدان وذلك اثناء محاولة الشرطة العسكرية تطويق ميدان التحرير وهؤلاء المتظاهرون بكوا وهم يشدون «أفرولات» الضباط ويقولون لن نترككم تموتون ولكن الضباط أصروا علي التواجد في الميدان مرتدين الملابس الميري فطلبوا من الناس إخلاء الميدان وتركهم يواجهون مصيرهم وخوفا من أن يلقي بعض المتظاهرين مصرعهم إلا أنهم احاطوا الضباط بدائرة من الدروع البشرية وحاولنا إقناعهم بأننا نزلنا الي ميدان التحرير ونحن نعرف أننا نواجه الموت والحكم بالاعدام ولا نقبل أن يؤذي أحد بسببنا وفي نفس الوقت اتهمنا البعض أننا خونة وأننا نريد أن نعمل انشقاق في الجيش بل إن نوارة نجم استدعت لنا الشرطة العسكرية وبلال فضل قال عنا إننا خونة ورغم ظهور الحقيقة استكبروا ورفضوا الاعتذار، وهؤلاء لهم عذرهم لانهم لايعرفون شيئا عن المؤسسة العسكرية وكان من السهل أن ندبر لانقلاب عسكري لأن معظم الضباط «قرفانين» ولكننا كنا لانريد أن تراق الدماء ونلوث كلمة «سلمية» وهي الكلمة التي أبهرت العالم كله، لذلك فقد نزلنا الي التحرير حتي ننصح الناس ونقول لهم: «انتو ماشيين غلط» وكانت رسالتنا «يا شعب مصر العظيم انتم عملتم اعظم ثورة في التاريخ واحنا مش عايزين نشوف مينا دانيال في المستقبل تحت الدبابة ويا شعب مصر العظيم لانريد أن نري في المستقبل شبابا مثل «أحمد حرارة» عينه تتصفي أو بنت تتعري» وينتهك عرضها أو يكشف عن عذريتها، وأنتم مخدوعون في المجلس العسكري الذي هو جزء من النظام السابق وعليكم أن تطالبوا بمجلس رئاسي مدني وارتدينا الملابس الميري لأن اللواء إسماعيل عتمان مدير الشئون المعنوية حذر من اشخاص سوف ينتحلون صفة ضباط وينزلون الي ميدان التحرير مع أنهم كانوا عارفينا واحدا واحدا بالاسم وقالو لنا أثناء التحقيقات بعد إلقاء القبض علينا انهم كانوا مصورينا واحنا نازلين من بيوتنا ومتجهين الي الميدان ونحن فوق المنصات وقالوا إنهم كانوا متواجدين في وسطنا طوال الوقت وانهم مراقبين التليفونات ومسجلين كل المكالمات من 1 أبريل 2011 وهو شيء غريب فلو كانوا خايفين كما يقولون من الفتنة فلماذا لم يمنعونا من النزول أم أنهم استغلوا الازمة حتي يكشفوا عن وجههم الآخر، لذلك لبسنا ميري حتي يصدق الناس أننا ضباط جيش بالفعل وحجتهم ان الجيش قد ينقسم، مع أن هذا مستحيل لأننا لا نعرف زملاءنا كويس لأنهم أتربوا في الكلية الحربية ولو «أبوالهول» اتحرك كانوا هم تحركوا والدليل أنه حصلت تجاوزات كثيرة في شارعي محمد محمود وقصر العيني واعتصام مجلس الوزراء ومحدش اتحرك والبنات اتعرت ومحدش اتحرك فكيف كان ضباط الجيش سوف يتحركون عشان شافوا بضعة ضباط في الميدان فأنا عارفهم ومتربي معاهم وعايش معاهم ولو كنا عايزين نعمل «انقلاب عسكري» فالانقلاب ليس مكانه ميدان التحرير ولو كنا عايزين نقلب مصر مثل ليبيا ده كان بسهولة جدا ولكن عمرنا ما فكرنا نعمل كده احنا نزلنا ميدان التحرير حتي نوعي الناس ونقول يا جماعة خلوا بالكم أنتوا ماشيين غلط، الناس دي مش زي ما انتوا فاهمين وكنا نعرف ما يحدث في المستقبل وعندما حصلت احداث 9 مارس و8 أبريل وبدأ المجلس العسكري ينظر الي ميدان التحرير نظرة تانية وهما مش يهزروا في البداية كنت اقول إنهم بيطبطبوا عليكم ولسه مشفتوش حاجة منهم وبالفعل وقعت احداث ماسبيرو ونحن نزلنا لأن الساكت عن الحق شيطان أخرس ولانني بحب بلدي وشايف ناس ماتت عشان كرامتنا ترجع وعشان السرقة اللي كانت بتحصل تبطل وانا مش هكون فرحان لما مرتبي يزيد وشايف غيري مش لاقي ياكل والناس لم يكن عندها معرفه بالجيش الذي اصبح له كيان بعد الثورة فلماذا اضحي بمستقبلي أنا نزلت عشان أقول إن مطالبنا واحدة وأننا ليس لنا أي مطالب فئوية. وواصل الملازم أول محمد طارق الوديع «احنا عايزين مجلس رئاسي مدني.. عايزين حق الشهيد اللي راح ودولة مدنية، وخير رد علي أحد قيادات الاخوان الذي طالب بدفع الدية لاهالي الشهداء ما قالته سارة شامبونجو ان ذلك يشبه وعد بلفور حيث أعطي من لا يملك لمن لا يستحق فحتي لو جاء رئيس مجلس الشعب من الاخوان فهم مين عشان يتكلموا عن قهر أم مات ابنها واب شاف الويل عشان يربي ابنه وفي الآخر راح منه فالاخوان ابرموا صفقة مع المجلس العسكري وتاريخهم يؤكد أنهم دائما محترفو ابرام الصفقات مع النظام حتي ولو كان يدير البلد مثل المجلس العسكري ونحن نعترض علي قيادات الاخوان وليس شباب الاخوان الذين نزل بعضهم في اعتصام مجلس الوزراء فمكتب الارشاد مثله مثل المجلس العسكري وهناك ضباط منهم اللي عايز يربي العيال وشاف مرتبه زاد ومنهم من يريد أن يعمل شيئًا ومش عارف بعدما شاف اللي حصل لضباط 8 أبريل حتي القنوات الفضائية لا تستطيع أن تلقي الضوء علي قضيتنا رغم أنهم معليين السقف في نقد المجلس العسكري هذا الضابط عندما يشاهد زملاءه بيتلعب بهم الكرة الشراب ياخدوا عشر سنين ثم تنزل العقوبة الي ثلاث سنوات ثم يلفقوا لهم تهم داخل السجن الحربي و«صوت الأمة» هي الجريدة الوحيدة التي تتحدث عن ضباط 8 أبريل في مصر. وقال الملازم أول محمد طارق الوديع أقول لمن يقولوا إن الجيش خط أحمر يعني ايه خط أحمر لن يحدث انقسام في الجيش والمشير طنطاوي بارع في احتواء ضباط الجيش وده اللي خلاه يقعد في منصبه 20 سنة والمخلوع مبارك شاف الموت بعينه من ضباط جيش في حادث المنصة، لذلك هو طلب من طنطاوي ان يدخل الضباط الجحور ويعرف يسيطر عليهم فالرئيس المخلوع لم يكن يريد جيشا قويا ولكن جيشا تحت السيطرة وبسبب مشكلة ضباط شرطة وضباط جيش الدفعة 103 عندما اشعلوا النيران في قسم شرطة 15 مايو وعندما اجتمع مع الضباط صرخ المشير طنطاوي «أنا تخلوني أكلم وزير الداخلية.. أنا أكلم وزير الداخلية فكأنه كلم فراش مع أن العادلي عندما وقعت هذه الحادثة كان له في الخدمة 14 سنة ومين وزير الداخلية ده عشان يكلمه والحرس الشخصي لطنطاوي حكوا لنا ان أحد الوزراء أراد الدخول الي مجلس الشعب من الباب المخصص للمشير واشتكي الحرس لطنطاوي الذي احضر الوزير ونهره وقال له: اتفضل ابقي ادخل من باب الوزراء مش قالولك الباب ده مخصص للمشير وعندما كنا نلتقيه في اللقاءات كان يقول لنا أنا عمري ما هبقي الوزير السابق أنا هبقي الوزير الراحل فليس من المعقول أن أكون عارف كل ده والمتظاهرين فرحانين وبتنططوا فوق الدبابات ويتصوروا وهم يهتفون «الجيش والشعب ايد واحدة» ومينفعش أحد اللواء يقول في معهد المدرعات: «هو شوية العيال بتوع التحرير دول فاكرين انهم عملوا ثورة احنا لغينا الدستور لكن بنستمد شرعيتنا منه واحنا لما كنا في 28 يناير كنا نحمي الشرعية الدستورية متمثلة في رئيس الجمهورية وهنوريكم احنا هنعمل فيهم ايه، الايام اللي جاية»، ولواء آخر قال في لقاء مع ضباط المنطقة المركزية العسكرية احنا كنا فاكرين اننا بنحمي الثورة طلعنا بنحني لامؤاخذة يعني شوية بنات فاقدين العذرية وشوية عيال (......) واحنا غلطانين اننا مضربناهمش بس بعد كده هندوس عليهم، وهذا الكلام قيل قبل ماسبيرو وبعد ماسبيرو عضو المجلس العسكري اجتمع بضباط المنطقة المركزية من حوالي اسبوع وقال نحن لسنا خونة حتي نسلم السلطة الآن وده لو حصل يبقي احنا بنخون مصر واحنا مش هانخون مصر ودم الضباط غالي واحنا مش هنفرط في نقطة دم واحدة نزلت من ضباط وتابع الملازم أول محمد طارق الوديع: اعضاء المجلس العسكري بيمثلوا علي الشعب المصري بيقولوا كلام ومعانا احنا بيقلواكلام تاني خالص! وطبيعي أن ننفعل هو مش طبيعي لانه مات صاحبي أو قريبي في الثورة وعشان اقولك انا ضابط وتصدق انني ضابط نزلنا في عز الظهر باللبس الميري ومفيش بلطجي ولا شخص يقدر ينزل التحرير في عز الظهر ويقول أنا، فضلا عن أننا كنا مدركين عاقبة ما نفعله يعني كنا ينتكلم في التليفون وعارفين انه بيتسجل لينا، أنا كنت طالع من السجن عشان كتبت اغنية وكنت اكتب علي النت وكل شوية يبعتولي ويطلبوا مني أني مكتبش ولواءات كبار جلسوا معي وطلبوا مني تقديم استقالتي يعني أنا كنت عارف أني متراقب متراقب ومع ذلك كنا نتكلم في التليفون لأني مش أحسن من اللي راح شاب زي الورد مات عشان خاطر مصر مع أنه من المفروض أننا احنا اللي نموت عشان هذا الشاب يعيش مش العكس لأننا دخلنا كلية عسكرية وده طبيعة عملنا والمجلس العسكري يخدع الشعب ويضربه علي قفاه مع أنه يعرف جيدا هو بيعمل إيه وقال الملازم أول محمد طارق الوديع يعني لو اتكلمنا عن الكلية الحربية التي رأسها أحد اللواءات 12 سنة والمبني في الكلية الحربية بيترمم بملايين الجنيهات وهذا اللواء يمتلك مصنع رخام وسيراميك باسم زوجته وكانت تتغير حمامات الكلية كل 3 أشهر ياجماعة الحمامات لسه جديدة يقولك أوامر المدير تتكسر وتتغير والمصنع بتاعه وهو الذي يورد هذا السيراميك ويقول الملازم محمد طارق الوديع: تخيل إمكانيات الجيش الرهيبة عندما توجه لتشويه سمعة ميدان التحرير وافشال مهمة معينة ونحن امكانيات حرب كيف يواجه شباب التحرير لذلك 80% من الشعب المصري الآن يقول منهم لله شباب التحرير هما اللي خربوا البلد وأوقفوا عجلة الانتاج، وهذا مخطط عن طريق الاعلام ولو فيه أي مظاهرة في التحرير عددها 100 شخص بيكون فيه ألف ضابط وصف ضابط وعسكري من الجيش منتشرين وسط الناس والمجلس العسكري يريد اجهاض الثورة لانه متورط كما أن أحد اللواءات ابنه لديه عربية ثمنها 450 ألف جنيه مع أن مرتب هذا اللواء علي الورق 4200 جنيه فمن أين لابنه أن يركب سيارة بهذا الثمن كما أن مخططا لاجهاض الثورة المصرية علي غرار الثورة الرومانية ففي رومانيا اتوا بشخص حكم لمدة عشر سنين وهذا ما يريدونه بان يأتوا برئيس علي المقاس «متظبط» وفي المقابل هو أيضًا سيضمن لهم «الخروج الآمن» وسوف يحب الشعب هذا الرئيس لانه سيكون لديه الكثيرمن الصلاحيات وهذه هي صفقة واضحة مع الرئيس القادم والمجلس لن يضع رقبته تحت قدم الرئيس القادم وعندما كلف مبارك المجلس العسكري بإدارة شئون البلاد كان يعرف جيدا هما مين دول وعنده ما يدينهم ولاوي دراعهم ويواصل الملازم محمد طارق الوديع: وعندما حققوا معي أحضروني وأنا متغمي ومتكلبش وطلبت منهم اثبات ذلك وحضور محام ولكنهم تجاهلوا ذلك وتعرضنا للبهدلة والنوم علي الأرض وقالوا لنا إننا خونة وأنهم حبسونا لأن الشعب المصري لو عرف مكانا هيقتلونا حاولوا اقناعنا بأن المقدم ايمن أحمد سالم اصيب بالجنون وادخلوه مستشفي المجانين، وعلي فكرة هو والعقيد محمود الشهابي وأحمد شومان وكل الضباط الذين تضامنوا مع المتظاهرين اصبحوا رموزا لنا واعضاء المجلس العسكري عايشين في قصور ومتورطين وبعض ابنائهم مثل علاء وجمال مبارك وفي خطوبة بنت أحد اللواءات كل قطعة شيكولاته دخلت الفرح كان ملصق عليها جنيه دهب طب ازاي ؟ ويعني ايه فيه فائض 2 مليار جنية لدي الجيش الذي أصبح منتجاً وبيعمل مشاريع واستثمارات ومينفعش ننشر غسيلنا الوسخ عشان الاعداء المتربصيين بينا وهنكون احسن لما يرحل المجلس العسكري .