بات التحرش الجنسى فى مصر وسيلة للترويع والتنكيل بالمرأة، خاصة مع ازدياد نسبة مشاركتها فى الحياة السياسية، وأصبح أداة ممنهجة للخلاف السياسى وسلاحا موجها من كل الأطياف ضد المرأة، ورغم اختلاف الأسباب والدوافع سيظل التحرش انتهاكا جسيما لجسد المرأة. التحرش الجنسى مأساة تعيشها المجتمعات العربية التى طالما حافظت على رباط قيمها الأخلاقية فقد اختلفت التحليلات حول الأسباب والدوافع، إلا أنها لم تختلف على أن التحرش هو انتهاك جسيم لجسد المرأة . فالتحرش الجنسى الذى حدث بالتحرير خلال الاحتفال بفوزالرئيس «عبدالفتاح السيسى»، كان بداية لانتفاضة «إعلامية» كبيرة ضد التحرش، سرعان ما انقضت رغم اهتمام الرئيس السيسى بها وزيارته لإحدى الضحايا فى المستشفى فى مشهد لافت إعلاميًا حاملًا الورود ومصرحًا بقوله «حقك علينا». فهناك العديد من وقائع التحرش التى حدثت فى الفترة الأخيرة وأهمها واقعة التحرش بفتاة داخل جامعة القاهرة حيث تعرضت فتاة للتحرش داخل حرم الجامعة ولقيت اهتماما كبيرا من وسائل الاعلام تضامن البعض مع الفتاة وانتقض البعض الآخر بسبب الملابس التى كانت ترتديها والتى كانت من وجهة نظرهم ملفتة للنظر ولا تليق بطالبة الدخول بهذه الملابس داخل حرم الجامعة ، وانتقد رئيس الجامعة نفسه الفتاة وليس الجناة قال انها كانت ترتدى ملابس غير لائقة ، وحاورت «صوت الامة» من قبل الفتاة والتى اكدت انها ذهبت للجامعة بزى «عادى» ودخلت من باب كلية التجارة دون اعتراض من الامن وانتقدت تصريحات رئيس الجامعة بانها كانت ترتدى ملابس لافتة، نافية ذلك وقالت انها كانت ترتدى ملابس عادية ولو كانت غير ذلك كانت منعت من دخول الجامعة من قبل الامن، وقالت ان رئيس الجامعة اهانها بتصريحات غير حقيقية وغير لائقة. والواقعة الثانية هى واقعة فتاة ميدان التحرير التى تعرضت للتحرش وكادت يتم اغتصابها وتعاطفت ايضا وسائل الاعلام معها وانتقدت الواقعة والبعض طالب بإعدام المتحرش والبعض الآخر دعا لمعالجة المتحرش نفسيا ، فهذه الواقعة لقيت اهتماما من رئيس الجمهورية الذى توجه للمستشفى لتوجيه الدعم النفسى والمعنوى للسيدة المعتدى عليها اشاد الكثير بموقف الرئيس الداعم للمرأة وحقوقها الاجتماعية كما امر الرئيس بمنع فيديو التحرش بالسيدة من على موقع تويتر. أشهر الحالات كانت فى عيد الفطر فى العام 2006 فى منطقة وسط البلد فى القاهرة، يومها كانت الراقصة دينا تقوم بدعاية لأحد أفلامها الجديدة بطريقة مختلفة، إذ أقامت عرض رقص شرقى أمام دار السينما فى شارع طلعت حرب حيث يعرض الفيلم، كان المشهد غريباً، فاحتشد المئات يشاهدون، وانتهى الأمر بحالة من التحرش الجماعى بالفتيات والنساء فى وسط البلد.