أثارت واقعة تحرش جنسي جماعي بطالبة في كلية الحقوق بجامعة القاهرة، ضجة كبيرة في مصر، بعد أن انتقد رئيس الجامعة الملابس "غير اللائقة" التي كانت ترتديها الفتاة. وفي شريط فيديو عرضته معظم البرامج التلفزيونية الحوارية تظهر الضحية وهي ترتدي بنطلون ضيقا أسود اللون وبلوزة وردية طويلة الأكمام وهي تسير يوم الأحد في حراسة من أفراد أمن الكلية. وكانت الفتاة لجأت إلى دورات المياه فرارا من جموع الطلبة الذين اعتدوا عليها لفظيا بعبارات نابية قبل أن ينقضوا عليها محاولين تجريدها من ملابسها كما قال فتحي فريد أحد مؤسسي حملة "شفت تحرش". وقال فريد "إن الطالبات يشكون بانتظام من تعرضهن لمضايقات وتحرشات" في ظاهرة أصبحت تشكل "كارثة" وطنية حقيقية". ويضيف فريد أن الأسوأ هو أن الكل يجد تبريرا للتحرش ويحمل الضحية المسئولية. وفي واقعة طالبة كلية الحقوق التي جرت يوم 16 مارس الذي صادف يوم المراة المصرية، أدت التصريحات الأولى لرئيس جامعة القاهرة جابر نصار، إلى تفاعل القضية وزيادة حالة الاستنكار. فقد صرح نصار في مداخلة هاتفية مع برنامج حواري على قناة أون تي في الفضائية أن "واقعة التحرش فريدة من نوعها، ولم تحدث من قبل داخل جامعة القاهرة". وأضاف نصار أن "الفتاة التي تم التحرش بها، تبين أنها دخلت من أبواب الجامعة وهي ترتدي عباءه ثم خلعتها، وظهرت بملابس غير لائقه" مؤكداً أن "الجامعة لا تسمح بدخول الطلاب بملابس خارجة على المالوف ومتنافية مع الأعراف والتقاليد". وأضاف رئيس الجامعة أن "خطأ هذه الفتاة لا يبرر ما فعله الطلاب" قبل أن يعود لاحقا في تصريحاته مؤكدا أن الطلبة مرتكبي الواقعة سيحالون إلى المحاكمة وأن الفتاة غير مسئولة. ولم يكشف عن هوية الفتاة التي لم تتحدث علنا منذ الواقعة. لكن على موقع تويتر انهالت التعليقات وتصاعدت حدة الجدل. ودعت الناشطة النسائية مريم كيرولوس إلى "استجواب وإقالة" نصار وطالبت ب"تحقيق فوري" وب"اعتذار علني من نصار للطالبة" المعتدى عليها. ومساء الإثنين تناولت العديد من البرامج التليفزيونية هذه المسألة مثل برنامج القاهرة اليوم على قناة أوربت حيث تساءل الإعلامي عمرو أديب "حتى لو كانت عارية، فهل هذا يعني أنه يجب الاعتداء عليها؟". وفي هذا الإطار تضاعفت التعليقات على الإنترنت وكتبت فتاة تسمى شهر زاد على تويتر "رغم أنني طالبة محجبة في جامعة الإسكندرية، فإنني أتعرض يوميا للتحرش والتهديدات".