مازالت الوفود الشعبية والدينية من مريدى العارف بالله السيد البدوى، صوب مدنية طنطا حيق مرقده، ومنذ مئات السنين ومدينة طنطا تزخر بالوفود من جميع محافظات مصر للاحتفال بمولده الذى يبدأ من منتصف هذا الشهر وعلى مدار أسبوع كامل، فقد أشتهر«البدوى» منذ زمن طويل بكرماته وسمعته الطيبة، وتأتى الأهالى من مختلف المحافظات للتبرك به وحضور حلقات الذكر والتصوف. وماتزال النساء تقصدن ضريح العارف بالله السيد البدوى للتبرك به فى قضاء حاجاتهم من زواج أو حمل، ومن أغرب المواقف أن إحداى السيدات كانت تطوف بطفلها المريض حول مقام السيد البدوى ثم أعطته لأحد الشيوخ هناك حتى يقرأ عليه ليتم شفائه، فاصبح السيد البدوى ملاذ للسائل والمهموم. من هو البدوي؟ السيد أحمد البدوى هو أحمد بن على بن يحيى، وثالث أقطاب الولاية الأربعة لدى المتصوفين، ينتهى نسبه إلى الحسين بن على رضى الله عنهما، أجداده رحلوا من الحجاز فى أيام الحجاج بن يوسف الثقفى سنة 73 و، إلى بلاد المغرب، ولد بفاس سنة 96 5ه وذهب مع أبيه وأمه فاطمة بنت محمد بن أحمد واخوته سنة 603 ه للحج، فحج وعمره إحدى عشرة سنة عام 607 ه وأقام بمكة. وعرف بالبدوى لكثرة ما كان يتلثم، عرض عليه أخوه الزواج فامتنع وأقبل على القرآن، واشتهر بمكة بالشجاعة وسمى العطاب والغضبان، ثم أعتزل الناس، ورأى فى المنام من يأمره بالسفر إلى طنطا فسار هو وأخوه حسن إلى العراق وقابل عبد القادر الجيلانى وأحمد الرفاعى ثم عادا إلى مكة ولزم الصيام والقيام، ثم سار من مكة سنة 634 ه وأخيرا وصل مصر فنزل طنطا فى 14 من ربيع الأول سنة 637 ه وحل بمنزل أحد مشايخ البلد واسمه « ابن شحيط » ساهرا على السطح، وكان من تلاميذه عبد العال ولازم السطح 12 سنة، وكان الظاهر بيبرس يزوره. لما حفظ القراَن بمكة اشتغل بالعلم مدة على مذهب الإمام الشافعى قبل أن يتصوف، زاره فى طنطا تقى الدين بن دقيق العيد قاضى قضاة مصر واعترض على عدم صلاته مع الناس، ويقال إنه أطاره إلى مكان بعيد قابله فيه الخضر وأرشده إلى الاعتذار لأحمد البدوى الذى يصلى بالناس فى قبة معينة، ففعل فأعاده إلى بيته. كرامات البدوي؟ ذكر الشعرانى كرامات أخرى للبدوي انه جاء بالأسير من بلاد الفرنجة مقيدا مغلولا سنة 645 توفى أحمد البدوى عن عمر 70 عاما وقد اشاد به الشيخ محمد الشعراوى حين قال " صدقت بشارة سيدى البدوى ".