مينا دانيال المصري هكذا لقبه أصدقاؤه المسلمون والمسيحيون فهو لم يكن يعبر سوي عن ضمير مصر والثورة عاش في اكناف المتطرفين في اسيوط وناضل ضدهم سلميا فلم يستسلم ولم يلزم داره مثل كثير من المسيحيين كان يجالسهم ويذهب ليلعب كرة معهم ضمن فريق قريته صنبو بديروط الشريف برغم اعتراضهم علي وجوده ضمن الفريق الا أنه كان يصمم علي اللعب ثم جاء الي القاهرة مع اشقائه السبعة والتحق بمعهد النظم والحاسبات بالمقطم ومع انطلاق الثورة كان في الميدان ولم يلتزم بتعليمات الكنيسة بعدم الخروج ظل يناضل من اجل مصر وحقوق المصريين في الحرية والديمقراطية واصيب في جمعة الغضب الا انه ظل يطالب بحقه حتي اصيب بطلق ناري في احداث ماسبيرو نتج عنه تهتك في الرئة والكبد واستشهد مينا من عرف مينا لاينساه لانه كان يناضل كمن يطلب الشهادة لا يخشي الموت ولا القتل ولا الضرب اصدقاؤه يقولون اذا تم القبض علي احدنا يظل يقاتل مع الشرطة حتي تطلق سراحه يقضي معظم الليل في اعتصامات ميدان التحرير يغني ويقول الشعر حتي انه طلب من اصدقائه طلبا ظنوه غريبا وقتها قال لهم عندما استشهد ارجو منكم ان تخرج جنازتي من الميدان تقول والدته «نادية فلتس» انه كان مع الثورة منذ اليوم الاول و كان محبوبا من الجميع مسلمين ومسيحيين وتري أنه صغير علي أن يموت بهذه الطريقة فعمره عشرون عاما وهو اصغر ابنائي وكان احبهم إلي قلبي وكانت تتمني أن تدفنه في اسيوط حتي يكون قريب منها وتزروه باستمرار لكنهم دفنوه مع باقي شهداء ماسبيرو بمدينة اكتوبر اما شقيقته ماري فقالت إنه اصيب في جمعة الغضب بجرح في وجهه ورش في كل جسده، ولكنني قلت الحمد لله ان الاصابة كانت خفيفة أما في احداث ماسبيرو فذهبت معه أنا وشقيقتي الأخري وكان اليوم عاديا فكان هناك الأطفال والشيوخ وبعض الشباب يركب الدراجات لم نتوقع أن يحدث شيء.. اتصلت به لحظة الضرب لأنه كان في المقدمة فقال لا تخافي أنا بعيدوكانت آخر مرة أسمع فيها صوته وبعدها اطلقت عليه رصاصة في اعلي صدره خرجت من اسفل كان نفسه يستشهد وكان كاتب اسمه من ضمن كتاب الشهداء منذ ثورة 25 يناير اما شقيقته شيري فقالت: ان الحكومة لم تعط والديها تعويضا او معاشا ولم يعامل مينا كشهيد في احداث الثورة وكل ما نسمعه تصريحات فقط بضم ضحايا ماسبيرو لقائمة شهداء الثورة وصرف تعويضلا ومعاش لذويهم كلها فرقعات اعلامية فقط