بداية اسمحوا لي ياسادة أن أقول لكم: أننا نوشك أن نكون مثل ذلك الرجل الذي كان يعافر وهو يمشي في الصحراء لا زاد ولا ماء، الشمس تحرق رأسه، وتكوي قدميه الرمضاءِ، يبتلع الثرى لعله يبلل فمه برطوبته إن و جدت! أو يُجري ريقه ، وجن جنونه عندما رأى السراب فاندفع إليه متهالكاً شهيقه العناء، وزفيره الإعياء، وعندما وجد الماء، اندفع يعب منه بلا روية وبشراهة، يريد بأي ثمن الارتواء، فكان الثمن حياته، أنهكة العطش وقتله الارتواء. نحن نوشك أن نكون مثله، فبعد أن كنا نلهث بحثاً عن نسمة حرية، ولما وجدناها انفلت العيار فأصبحنا لا نفرق بين الفوضى والحرية!. فقدأحزنني وأبكاني وأدمى قلبي ما قرأته على بعض المواقع الرياضية من أن جمهوراً كروياً من بيننا ومن لحمنا ودمنا كتب على الفيس بوك كلاماً معيبا في حق الرئيس ويطالبه بتعيين مدرب للفريق!! وصل بنا الأمر أن نطالب الرئيس بتعيين مدرب للفريق؟!!، ايه الحكاية؟!، نحن شعب أدمن أن يهين نفسه، وما إهانة رئيسه إلا إهانة له، لن اقول ما كتبه الجمهور في حق الرئيس رغم علمي بأن ناقل الكفر ليس بكافر، لكن على رأي المثل: ما شتمك إلا اللي بلغك، ولابد من القول إنني بحمد الله وفضله لست ملوثاً بالانتماء لأي حزب أواتجاه، أو فكر، أو تيار، أنا أنتمى فقط لمصر بلادي بلادي لها حبي وفؤادي. إن ما كتبه الجمهور فيه امتهان للرئيس، وزمان كان هناك شعار: الذات الملكية ذات مصونة لا تمس، ليتنا نطبقه الآن، بأن الذات الرئاسية أياً كان اتجاهها وتيارها هي ذات مصونة لا تمس، ولا سامح الله وزير الإعلام السابق الذي ترك الحبل على الغارب لإحدى المصارف الفضاية تبث سمومها يومياً في عروق وفكر الشعب المصري، لقد ترك وزير الإعلام السابق قناة الفراعين تنهش لحم الشعب المصري كله بتحريضاتها، حتى بلغ بها الأمر أن صاحبها حرض إسرائيل على الشرعية المصرية، وما أكثر ما قيل على هذه القناة وغيرها، وعلى رأي المثل، يافراعين ايه فرعنك؟!!، قالت: ملقتش حد يلمني، إنني وكثيرون مثلي ننتظر اعتذاراً من تلك الجماهير واعتذاراً رسمياً من ناديها، وأتمنى أن نعمل جميعا على أن تستعيد مؤسسات الدولة كلها هيبتها من خلال رئيسها حتى تعود مصر "تاج العلا في مفرق الشرق". هكذا كانوا يقولون عنها زمان، وقارنوا ذلك مع ما يقوله بعضنا اليوم.