استعاد المنتخب الفرنسي قواه حين حقق فوزا كبيرا على كوريا الشمالية 5-0 في ختام لقاءات الجولة الثانية ضمن منافسات المجموعة السابعة لمسابقة كرة قدم السيدات في أولمبياد لندن 2012. اللقاء الذي جرى على ملعب هامبدن بارك في جلاسكو الاسكتلندية، شهد سيطرة كاملة للفرنسيات، اللواتي توجن جهودهن بخماسية كاملة عبر رينار (44) توميس (69) ديلي (70) جورج (80) كاتالا (87)، لتفتتح الفرنسيات رصيدهن بأول 3 نقاط ليتساوين مع الكوريات بنفس الرصيد. أرست نتائج المباراتين الأوليين لكلا الفريقين بظلالها على بداية اللقاء، فالمنتخب الكوري الشمالي الفائز في الجولة الأولى على كولومبيا لم يتعجل التقدم للهجوم وبدا أنه يريد تجنب الخسارة، فيما كان المنتخب الفرنسي الخاسر أمام الولاياتالمتحدة متحفظا غير متعجل خوفا من التعرض لأي مفاجأة. ولذلك فقد احتاجا للكثير من الوقت لتجاوز فترة جس النبض، حيث غابت الفرص الحقيقة عن كلا المرميين حتى ما بعد انتصاف الشوط الأول، ولكن خلال الدقائق السابقة كانت الفرنسيات يبدين رغبة في التقدم طلبا للتهديد والتسجيل، وقد لاحت أمامهن الفرصة الأولى والأخطر، عندما رفعت القائدة سوبيران ركينة من الجهة اليمنى ارتقت لها عملاقة الدفاع لورا جورج وسددتها قوية بعيدا عن الحارسة، لكن أو جو كانت تقف في المكان المناسب على خط المرمى لتبعدها عن الخط (24). دقت الكرة ناقوس الخطر في أوصال الكوريات اللواتي تقدمن للهجوم، وكدن أن يفتتحن باب التسجيل، حيث انطلقت يي جيونج خلف كرة طويلة عبر خط الدفاع، ورغم أن الحارسة بوهادي خرجت إلا أنها كادت تفقد الكرة في المرة الأولى، قبل أن تسيطر عليها وتمنع منافستها من هز الشباك (25). وقبل أن تطلق الصافرة على إيقاع البياض، عادت الفرنسيات لاستغلال طول القامة، فعكست سوبيران كرة ركينة على القائم البعيد، فتجاوزت الجميع لتنقض عليها المدافعة رينار وتدكها في الشباك الكورية مفتتحة التسجيل لفرنسا (45). منح التقدم المتأخر قبل العودة لغرف تبديل الملابس، منح الفرنسيات جرعة مضاعفة من الثقة فعدن للشوط الثاني بشخصية الفريق الخبير، وبالتالي فقد فرضن نفوذهن على فترات الشوط الثاني، وكدن أن يعززن التقدم بسرعة، حيث تلقت نيسيب كرة مثالية داخل منطقة الجزاء، لكنها آثرت التمرير بالعرض بدلا من التسديد، فلم يكن هناك متابع أينما أرادت (48). وبعد أن أجرى المدرب الفرنسي برونو بيني تعديلا مهما بإشراك توميس في الرواق الأيمن، تضاعفت السرعة الهجومية وتعددت الخيارات معها، وبعد أن تخلت الكوريات عن الحذر الدفاعي، كان طبيعيا أن تظهر العديد من الفراغات خصوصا في البوابة الأمامية، فتلقت رأس الحربة ديلي كرة مثالية داخل المنطقة المحرمة، ولكنها سددت بتسرع لتذهب "طائشة" عن الهدف المنشود (67). وتوالت الهجمات الفرنسية التي تميزت بالسرعة الفائقة، فتقدمت توميس ومررت إلى نيسيب ثم انطلقت نحو منطقة الجزاء لتتلقى الكرة وتسددها بقوة مرت عن يسار الحارسة يون ماي، الهدف الفرنسي الثاني (69). وبعد دقيقة واحدة فقط، تكرر المشهد، وكانت توميس صاحب الكلمة الحاسمة، حيث اخترقت بسرعتها الكبيرة من الجهة اليمنى ومررت الكرة أرضية إلى ديلي التي لم تتوانى عن تحويلها للشباك الهدف الثالث (70). لم تكتف الفرنسيات بهذا التقدم، بل واصلن الضغط طالما أنهن يجدن المساحات في خط الدفاع الكوري، ولذلك فقد توغلت ثايني في منطقة الجزاء وواجهت الحارسة التي تصدت لكرتها القريبة وأبعدتها للركنية، رفعت الكرة منها وارتقت لها عملاق الدفاع جورج وأطلقتها برأسها قوية في سقف المرمى الهدف الرابع (80). وعادت نجمة الشوط الثاني توميس لتتوغل من الجهة اليمنى وتعكس كرة عرضية مثالية قابلتها البديلة كاتالا بمهارة وسددتها رأسية قوية هزت بها الشباك للمرة الخامسة (87). لتخرج الفرنسيات بفوز كبير وبأول ثلاث نقاط.