في تصريحات له أمام غرفة التجارة الأمريكية.. البنك المركزى هو اللاعب الوحيد فى مصر ولكنه لا يمتلك الأدوات الكافية للخروج من الأزمة حان الوقت لتعبئة الأجيال الصاعدة لاستغلال الأفكار والتقنيات الجديدة التى تمتلكها
مصر تعرضت إلى العديد من الصدمات الاقتصادية مما كان له أثر سلبى على الأداء الاقتصادى، ولكن المطمئن أن ما تعانيه مصر حاليا لا يزال لا يقارن بما تتعرض له بعض الدول الأخرى فى المنطقة، وهذا مؤشر جيد على قدرتها على الخروج من الأزمة فى حالة اتخاذ القرارات السليمة، هذا ما أكد عليه محمد العريان الخبير الاقتصادى العالمى، والمستشار الاقتصادى لمجموعة إليانز، وعضو المجلس التنسيقى للبنك المركزى، فى ندوة لغرفة التجارة الأمريكية، أمس، وهى الندوة «الأكبر فى تاريخها»، بحسب قول أنيس اكليمندوس، رئيس الغرفة. ويضيف: «مصر لم تصل بعد إلى مرحلة الكساد الاقتصادى، فهى على الرغم مما مرت به من سلبيات اقتصادية، حققت نموا للسنة الثانية على التوالى، كما أنها تمتلك مزايا عديدة تمكنها من الخروج من الأزمة من سوق كبيرة، وعمالة شابة متميزة، وموقع جغرافى متميز.. مصر تشهد بالفعل تحركا ولكن الأمور يجب أن تحدث بصورة أسرع». البنك المركزى حاليا هو اللاعب الوحيد فى الملعب فى مصر مثل بقية دول العالم كله ولكنه للأسف لا يمتلك الأدوات اللازمة لتحقيق النمو الاقتصادى والخروج من الأزمة، يقول العريان، فى أثناء تحليله للوضع الاقتصاد العالمى أمام الحاضرين فى الندوة، مضيفا أن البنوك المركزىة، كونها الكيان الاقتصادى الوحيد المستقل فى دول العالم، فهو الوحيد الذى قام خلال الفترة السابقة باتخاذ قرارات للحد من الأزمة الاقتصادية التى يتعرض لها العالم. و«لكنه ليس المسئول الأوحد عن حل الأزمة». ف«قيام المركزى بدور كبير لفترة طويلة أسفر عن اتخاذه لقرارات جارحة، لم يعد يتحملها الاقتصاد أو المواطن. فالمركزى لا يمتلك الأدوات اللازمة لحل الأزمة، وكل ما يستطيع القيام به هو إعطاء مسكنات وقتية لا تحل المشكلة من جذورها». الاقتصاد العالمى، بحسب الخبير الاقتصادى، يمر بمنعطف هام فى العالم كله، فجميع الدول الكبرى بدأت تتخذ خلال الفترة الأخيرة قرارات اقتصادية متخبطة تضر بالاقتصاد العالمى، حتى الصين، والتى طالما تميزت بأداء اقتصادى وقرارات جيدة قادرة على تحقيق النمو. و«لا نستطيع عزل مصر من العالم الخارجى، ولذلك فإن خروج مصر من هذا المنحنى الاقتصادى لا يرتبط فقط بالأداء الداخلى للدولة، وإنما أيضا بالأداء العالمى»، بحسب قوله. ويتوقع العريان انتهاء هذه الفترة من التخبط الاقتصادى «قريبا» ولكن «هل ستنجح الدول فى الخروج من الأزمة أم لا، فهذا مرتبط، بقرارات كل دولة خلال الفترة القادمة؟». فى هذا الإطار، يرى العريان أن هناك سيناريوهين للفترة القادمة، الأول هو قدرة الدولة على الخروج من الأزمة، وتحقيق نمو قادر على استغلال الشباب، ومن ثم تحقيق النموذج الأمثل للنمو، والعدالة الاجتماعية. أما السيناريو الثانى، فيتمثل فى استمرار التخبط الاقتصادى، وزيادة البطالة، وتحقيق أى سيناريو من الاثنين مرتبط بقدرة الحكومة السياسية والاقتصادية وقدرتها على اتخاذ القرار السليم للخروج من الأزمة.