• اللجنة أجرت أبحاثا على 4 أدوية وثبتت فاعليتها وفى النهاية عممت دواءين آخرين دون دراسات • الإعلام والأطباء صورا «سوفالدى» ك«طوق نجاة».. وأقول للمرضى «اصبروا فات الكثير» • «محلب» استدعانى لحضور اجتماع مع اللجنة أغسطس الماضى.. ولا أعرف سبب استبعادى بعدها أو حتى دعوتى • أطالب وزارة الصحة بالإعلان عن النتائج الحقيقية ل«سوفالدى».. وألا نكرر أزمة «إنترفيرون» أكد د. إبراهيم مصطفى، أستاذ الجهاز الهضمى والكبد ونائب رئيس الجمعية الأوروبية لمناظير الجهاز الهضمى، أن اللجنة القومية للفيروسات الكبدية تسرعت فى علاج مرضى فيروس «سى» بعقار «سوفالدى» لأنه حصل على موافقة منظمة الأغذية والأدوية الأمريكية عقب تجربته على 27 حالة فقط، وبالتالى لم تجر عليه الدراسات الكافية التى تحدد بدقة نسب قدرته على الشفاء، مشيرا إلى أن الوزارة رفعت سقف توقعات المرضى تجاه هذا العقار بعد أحاديثها على قدرتها العالية على تحقيق الشفاء. وشدد د. مصطفى فى حواره مع «الشروق» على أن اللجنة القومية للفيروسات الكبدية أطلعت على الدراسات الأجنبية وقامت بدراسات مصرية على 4 أدوية أظهرت نسب شفاء مرتفعة، وفى النهاية قررت تعميم دواءين آخرين، رغم أن الجمعية الأمريكية رفضت استخدام «دكلانزا» على النوع الجينى الرابع، ولم تجر عليه أى دراسات مصرية، وأطالب اللجنة للمرة الثانية بالتريث وإجراء مزيد من التجارب، ويجب أن نتذكر أننا لسنا فى صراع، نحن أمام بحث علمى، فإذا أعطينا دواء ونتائجه جاءت سيئة كما يرى بعض الأطباء فى سوفالدى سيهدر مبالغ مالية كبيرة دون فائدة. وطالب بأن تكون اللجنة القومية للفيروسات الكبدية «طبية» و«غير سياسية»، مهمتها وضع التوصيات الطبية فقط، فى حين تعمل وزارة الصحة والحكومة والمجتمع المدنى ورجال الأعمال لتوفير العلاجات، فلا يمكن أن تكون نفس اللجنة التى تجرى التجارب على الأدوية هى نفس اللجنة التى توافق على دخول الدواء من عدمه. وفيما يلى نص الحوار: هل يوجد حاليا دواء نستطيع أن نقول إنه الأنسب للنوع الجينى الرابع من فيروس سى؟ حسب الدلائل الواردة من الجمعيات الأوروبية والأمريكية لأمراض الكبد والدراسات المصرية، فإن هناك دواءين أثبتا فاعلية عالية تصل إلى 98%، وهما «كيوريفو» الذى تم تجربته على 500 مريض، من بينهم أكثر من 100 مريض داخل مصر والباقون فى الخارج على نفس النوع الجينى الموجود فى مصر، وعقار «هارفونى» الذى تم تجربته فى الخارج على 100 مريض، ومازال تحت الدراسة المصرية على 200 مريض حاليا. وأيضا العلاج الثنائى ب«أوليسيو» و«سوفالدى»، الذى لم تجر عليه دراسة فى الخارج، وتم الدراسة عليه فى مصر على 65 مريضا ونتائجه عالية للغاية تقارب ال100%. هل هذه الأدوية مناسبة لكل الحالات والأعمار؟ نعم.. لا يوجد مريض ليس له علاج، والدلائل الاسترشادية وضعت لجميع المراحل سواء حصل على علاج مسبقا أم لا، والمجال مازال مفتوحا لجميع الأدوية دون استثناء، لكن لا داعى للتسرع، فمعظم مرضى فيروس «سى» يمكنهم أن ينتظروا نتائج التجارب السريرية 6 أشهر، وأقول لهم اصبروا.. انتظرتم سنوات، وفات الكثير، واطمئنوا فيروس «سى» ضعيف جدا، ولا يتطور بسرعة، باستثناء حالات قليلة جدا مثل التى أجرت زراعة للكبد حتى لا تتدهور حالته مرة أخرى. ما سبب الانتكاسات من علاج «سوفالدى»؟ الانتكاسات لها سببان وهما الدواء، وطبيعة الحالة التى حصلت على العلاج، وللأسف الأطباء والإعلام جعلا «سوفالدى» طوق نجاة للمرضى، رغم أن بعض الحالات كان الأفضل أن تنتظر، خاصة الذين حصلوا على علاج مسبقا مثل «إنترفيرون» ولم يستجيبوا له. اللجنة القومية لمكافحة الفيروسات الكبدية قالت إن نتائج العلاج ب«سوفالدى» تتجاوز 95%، فى نفس الوقت الدراسة التى قدمها د.مجدى الصيرفى فى المعهد القومى للكبد القومى أعلنت فى أن النتائج نحو 50%.. فما هى نسبة الانتكاسات الحقيقية؟ لا أستطيع القول إنى مطمئن أو مع أى من الرأيين، ولا أستطيع الجزم بأن أيا منهما أصح من الآخر، لكن يمكننى القول فقط ما قاله العالم عن كل علاج، والأمر لا بد أن يتم حسمه فى أقرب وقت، وأطالب وزارة الصحة بالإعلان عن النتائج الحقيقية، دون الاعتماد على الآراء الشخصية، لأن الرأى الخاص لطبيب لا يهمنى إطلاقا، فالرأى أقل دلائل اليقين. وما هو الحل من وجهة نظرك؟ يجب عدم الكلام إلا فى مؤتمرات علمية بحضور جميع الجمعيات العاملة فى مجال الكبد للوصول إلى بروتوكول واحد، وأقول للمريض انتظر حتى انتهاء الدراسات، وأعلن للمجتمع ككل أن هذا هو الدواء المضبوط، وأترك السياسة والإعلام يبحثان عن توفيره. هل ترى أن اللجنة تعجلت حينما أدخلت «سوفالدى» مصر؟ طبعا، وقلت ذلك فى إحدى الصحف فى يناير 2014، ولم أتحدث من وقتها، وقلت إن عقار فيروس سى الجديد «سوفالدى» حصل على موافقة منظمة الأغذية والأدوية الأمريكية عقب تجربته على 27 حالة فقط، وطالبت وزارة الصحة بالتريث فى التعامل مع مرضى «سى» وعدم منحهم أملا كبيرا دون التأكد من قدرة هذا الدواء على التعامل مع كل الحالات، وأن يتم إجراء دراسات أكثر، لأنه ستتوافر علاجات أفضل وهذا ما حدث بالفعل. ما رأيك فى البروتوكول الذى وضعته اللجنة أخيرا من خلال عقارى (سوفالدى ودكلاتسفير) هل كان من الأفضل تعميم كيوريفو أو هارفونى؟ اللجنة أطلعت على الدراسات الأجنبية وقامت بدراسات مصرية على 4 أدوية وأظهرت نسب شفاء مرتفعة، وفى النهاية قررت تعميم دواءين آخرين، رغم أن الجمعية الأمريكية رفضت استخدام «دكلانزا» على النوع الجينى الرابع، ولم تجر عليه أى دراسات مصرية، وأطالب اللجنة للمرة الثانية بالتريث وإجراء مزيد من التجارب، ويجب أن نتذكر أننا لسنا فى صراع، نحن أمام بحث علمى، فإذا أعطينا دواء ونتائجه جاءت سيئة كما يرى بعض الأطباء فى سوفالدى سيهدر مبالغ مالية كبيرة دون فائدة. كيف ترى الخلاف حول «سوفالدى» المحلى والمستورد؟ بداية أنا لست ضد الدواء المصرى، ولو عدنا 10 سنوات إلى الوراء، نتذكر الصراع حول «إنترفيرون» المحلى والمستورد، هل أعلنت نتائجه؟ وهل حسم الجدل؟، أنا كطبيب لم أكتب لمريض «انترفيرون» المصرى، وحينما عرضت إحدى الشركات المحلية علينا فى معهد تيودوربلهارس استخدامه طلبنا إجراء بحث على 50 إلى 100 مريض، وانتهت الفترة دون معرفة النتيجة الحقيقية للدواء المصرى. هل ترى ضرورة فصل اللجنة عن وزارة الصحة؟ نعم، اللجنة يجب أن تكون طبية وليست سياسية وعليها وضع التوصيات الطبية فقط، والوزارة تعمل مع الحكومة والمجتمع المدنى ورجال الأعمال لتوفير العلاجات، فلا يمكن أن تكون نفس اللجنة التى تجرى التجارب على الأدوية هى نفس اللجنة التى توافق على دخول الدواء من عدمه. هل عرض عليك عضوية اللجنة القومية لمكافحة الفيروسات الكبدية؟ فوجئت بدعوة من المهندس إبراهيم محلب مجلس الوزراء السابق فى أغسطس الماضى، للاجتماع مع اللجنة، وعرفت وقتها أنه أصدر قرارا بإضافتى إلى اللجنة أنا والدكتور عمر هيكل، وحضرنا مرة واحدة، وقلت رأيى بأن يتم إجراء مسح للمرضى، وأنه لا داعى لإنشاء مراكز لعلاج الكبد، والأفضل أن يتم تخصيص أقسام لها داخل المستشفيات المركزية، وانتهى الاجتماع لكن لا أعرف سبب استبعادى أو حتى سبب دعوتى. وفى النهاية أنا باحث ولست إعلاميا أو أسعى للشهرة أو الحصول على أى منصب حكومى، وظهرت فى الإعلام منذ عامين ورفضت الظهور بعدها، لكن أخيرا شعرت أن واجبا على كمصرى أن أدق جرس الإنذار لأن الوضع الحالى به 3 عوامل خطورة وهى تعميم أدوية دون دراسات فى الخارج أو فى الداخل وإعطاء الجنيس (المثيل) المصرى الذى لم يبت فى فاعليته. هل تتفق مع من يتحدثون عن استخدام المرضى المصريين كفئران تجارب؟ ليست تجارب فهى دراسات علمية، ولا بد من القيام بدراستين للعلاج المصرى والأجنبى على عدد من المرضى، وإذا اثبتت النتائج فاعلية المصرى أو أنه أعطى نفس النتائج استغنى عن المستورد تماما، وكل بحث له شروط تضم تأمينا على المريض، وسبق أن قمت من سنتين بدراسة بناء على طلبى مع شركة أجنبية قمت بالتأمين على المرضى وكتبوا موافقتهم وحصلنا على موافقة لجنة القيم بوزارة البحث العلمى، وشملت الدراسة تكلفة الدواء والتحاليل الطبية والتأمين على حياة المرضى، وراتب للأطباء والمساعدين. أعلنت وزارة الصحة منذ سنوات أن نسبة الإصابة بفيروس «سى» نحو 10% وقالت بعض الجمعيات الطبية 25%.. والآن الوزارة تعلن أن هناك 4.5 مليون مريض.. فما هو الرقم الحقيقى؟ النسبتان حقيقيتان وسبب هذا الانخفاض يرجع إلى 3 عوامل، الأول الوعى بالمرض وتقليل العدوى، والثانى هو وفاة بعض المرضى، وأرى أن الفائدة الوحيدة من وجهة نظرى حالة الذعر التى كونها الأطباء والإعلام أنهما جعلا الناس تخاف من العدوى بالفيروس، وبالتالى انخفضت معدلات الإصابة فى السن الصغيرة، المشكلة ليست فى صحة النسب لكن أننا لا نعرف اين يوجد هؤلاء المرضى، فالمسح العشوائى وضع نسبا بفئات عمرية فقط لكنها لم تعرف مكان المرضى. كيف يمكن معرفة عدد المرضى الحقيقى؟ إذا سلمنا بنتائج المسح الأخير، فلا بد من إجراء مسح شامل لجميع المرضى فى الفئات التى أظهر المسح ارتفاع معدلات الإصابة بينها، للوصول إلى المرضى غير المكتشفين لأنه إذا لم أصل إليهم سيكونون السبب فى عدوى آخرين بالفيروس. هل من الممكن القضاء على فيروس «سى» من مصر؟ نعم، التهاب الكبد الوبائى «سى» سينتهى من مصر خلال 10 سنوات نتيجة تسجيل عشرات من الأدوية الجديدة التى تقضى على المرض بنسبة تتعدى 95%، لكن يجب اختيار العلاج الأنسب للحالة بعض إجراء الدراسات الكافية. هل تؤيد ما قاله البعض إن الأدوية التى لم يستجب لها المريض قد تتسبب فى إصابته بسرطان الكبد؟ وما هى نسبة انتشاره بين المرضى؟ لا.. أستبعد ذلك تماما، سرطان الكبد تطور طبيعى للمرض، ونحو 5% من المرضى يصابون به مع طول مدة المرض، والنسبة ترتفع مع زيادة نسبة التليف. وما هى نسبة نجاح زراعة الكبد؟ مرتفعة جدا، وتصل نسب نجاحها إلى 90%، وأجرينا 3 آلاف جراحة فى مصر، أغلبها لحالات متقدمة، لكن الجراحة ليست بديلا عن الدواء، المريض لا بد أن يحصل على العلاج سواء قبل أو بعد إجراء الجراحة، وفى الغالب يكون من الأفضل إعطاؤه بعدها مباشرة حتى لا تتدهور حالة الكبد. هل من الممكن أن يرجع المرض مرة أخرى بعد الزرع؟ الفيروس يظل موجودا فى الجسم لكن نسبة عودة المرض أول 3 سنوات نحو 33%، لذلك لا بد من حصول المريض على الأدوية. أقرأ أيضاً: وحيد دوس: سوفالدى أفضل علاج فى العالم لمرضى فيروس «سى».. ونسبة الانتكاسة لا تتجاوز 30%