«بلاك ستار».. هدية الفراق لأسطورة الروك ديفيد بوى أصدقاء المطرب الراحل: أخفى آلامه وتعامل مع المرض بشجاعة مايك جاجر: مصدر إلهام لى.. وتونى فيسكونتى: حياته مثل أغانيه ملحمة درامية استقبل العالم الأسبوع الماضى آخر ألبوم لنجم الروك البريطانى الراحل ديفيد بوى وهو «بلاك ستار» ليتزامن مع عيد ميلاده التاسع والستين وهو ما وصف بأنه «هدية الفراق» من قبل اصدقائه والمتعاونين معه بعد اعلان رحيله المفاجئ يوم الأحد الماضى، ذلك بحسب ما نشره موقع صحيفة الجارديان. فقد كتب تونى فيسكونتى الذى انتج لديفيد بوى سلسلة من الألبومات وشارك فى إنتاج آخر ألبوماته بلاك ستار على الفيسبوك «كان دائما يفعل ما يريد ان يفعله، بطريقته وبأفضل طريقة، ولم يختلف موته عن حياته التى تشبه الملحمة الدرامية». ويعد البوم بلاك ستار هو اول البوم لبوى يصدر ولا يحمل صورته على الغلاف، واضاف فيسكونتى «ان البوم بلاك ستار هو لنا، هدية فراق، كنت اعرف لمدة عام ان هذا سيحدث، ومع ذلك لم اكن مستعدا له، فقد كان رجلا غير عادى ملىء بالحب والحياة، سيكون دائما معنا، اما الوقت الراهن فهو الوقت المناسب لأبكى». وقد اخفى بوى انه مريض بالسرطان عن الجميع عدا عدد قليل من المقربين منه وتحققت رغبته فى الخصوصية من خلال دائرة داخلية صغيرة تضم زوجته وأولاده. يذكر ان نبأ وفاة بوى الذى كان له تأثير كبير على عالمى الموسيقى والأزياء فى حياته التى امتدت اكثر من نصف قرن تأكد على صفحته الرسمية على الفيسبوك فى وقت مبكر يوم الاثنين حيث كتب «توفى ديفيد بوى فى سلام محاط بأفراد عائلته بعد معركة شجاعة مع السرطان ل 18 شهرا، ورغم ان الكثيرين منكم سيشاطروننا فى هذه الخسارة، فإننا نرجو منكم احترام خصوصية العائلة خلال فترة الحداد». وصرح المخرج المسرحى البلجيكى ايفو فان هوف الذى عمل مع بوى بأنه كان يعانى من سرطان الكبد، واكد ايفو إلى الراديو الهولندى «لقد عشت فترة طويلة وانا اعرف ان هذا سيحدث، لقد حكى لى منذ نحو سنة وثلاثة اشهر فى وقت قريب بعد ان اكتشف انه يعانى من سرطان الكبد لثقته بى وانا لم اكسر هذه الثقة». وتحدث المنتج بريان اينو الذى عرف بوى لأربعين عاما كيف ان موت بوى كان مفاجأة كبيرة وكشف انه تلقى رسالة منه بالبريد الإلكترونى منذ سبعة ايام «كانت مضحكة كما هو الحال دائما، بها تلميحات وكل الأشياء المعتادة التى نفعلها، وانتهت الرسالة بهذه الجملة: شكرا لك على اوقاتنا الجيدة بريان.. وادركت الآن انه كان يقول وداعا». واشتهر لبوى من الخمسة والعشرين البوما الذى قدمها العديد من الأغنيات منها «التغيرات»، الحياة على المريخ» وغيرها من الأغانى، وعرف عنه انه يحب تجربة الأنواع الموسيقية المتنوعة. وقد كتب مايك جاجر الذى تعاون مع بوى فى اغنية الرقص فى الشارع على تويتر ان بوى كان دائما مصدر الهام له وصديقا لن ينساه «كان لا يخجل فى عمله، كانت لدينا اوقات عديدة جيدة معا، فهو صديقى ولن انساه ابدا»، اما اسطورة الروك البريطانى بيت تونشيند فكتب «كان شخصا مرحا، ذكيا ومولعا بالفنون »، وكتب بروس سبرينجستين عنه على تويتر «نحن نشعر بالخسارة الكبيرة لديفيد بوى ». وكتب الممثل الكوميدى ريكى جيرفيه الذى اقنع بوى بتجسيد نفسه فى احدى حلقات مسلسل «extras» فى عام 2006 «لقد فقدت للتو بطلا»، ومغنى الراب كانى ويست كتب «ديفيد بوى كان احد اهم إلهاماتى، لا يعرف الخوف، مبدعا، فقد اعطانا السحر لمدى الحياة». وبعد اعلان خبر وفاته بدا معجبوه فى التجمع قرب شقته فى شارع لافاييت فى نيويورك، كما وضعت الورود ايضا على جدار فى بريكستون بجنوب لندن حيث ولد، ووضعت شمعة خارج عقار فى ستانسفيلد يعتقد انه منزل الطفولة. وابتعد بوى عن الأنظار لمدة عشر سنوات بعد اصابته بأزمة قلبية بينما كان يقوم بجولة فى عام 2004، ولم يكن هناك سوى عدد قليل من العروض المباشرة اخرها كان فى حفل خيرى فى نيويورك فى عام 2006 مع اليسيا كيز، ومثل فى فيلم برستيج فى نفس العام. ويقال انه كان يجلس فى شقته بهدوء أو فى منزل فى ولاية نيويورك قرب وودستوك الذى اشتراه مع عارضة الأزياء ايمان التى تزوجها فى عام 1992 ولديهما ابنة تدعى اليكسندريا 15 عاما. ويذكر ان ديفيد بوى ولد باسم ديفيد روبرت جونز فى 8 يناير 1947 فى بريكستون بجنوب لندن، واطلق على نفسه ديفى جونز ولكنه غيره بعد ذلك إلى ديفيد بوى لتجنب الخلط بينه وبين ديفى جونز من المونكيس، وبجانب عشقه للغناء وكتابة الأغانى ادى العديد من الأدوار فى عالم التمثيل فى السينما والمسرح والتليفزيون، وحقق بوى نجاحا وجماهيرية كبيرة، وفى عام 1970 تزوج انجى بوى ورزقا بابنهما زوى وهو الآن المخرج السينمائى دنكان جونز وانفصلا فى عام 1980 واستقر فى نيويورك وتزوج من ايمان. واستمر بوى فى تسجيل الألبومات والقيام بالجولات حتى عام 2003 عندما اصدر البومه «Reality» الثالث والعشرين والذى افترض الكثيرون انه الأخير صرح بوى فى حوار نادر فى عام 2002 «انا لا استمتع بالأداء الغنائى ولم اكن ابدا كذلك، استطيع ان افعله ولكن بعد خمس أو ست عروض ارغب فى العودة بشدة إلى الاستديو، وفى كل اعمالى عملت فقط على مع نفس الموضوعات، فالكلمات والموضوعات التى اختار كتابتها دائما لها علاقة بالعزلة، الهجر، الخوفو القلق وكلها من النقاط العالية فى حياة أى شخص».
