• نيويورك تايمز: الغموض يحيط بحالة بوتفليقة الصحية.. مقربون من الرئيس لم يروه منذ عام.. وحديث عن «انقلاب ناعم» داخل أروقة الرئاسة تضرب «ثورة الشك» الجزائر، وتحيط التكهنات مستقبل الحكم فيها، فبعد نحو ثلاثة أشهر من إقالة رئيس المخابرات الجزائرية، وهى الخطوة التى رُبطت بصراع على السلطة، يخرج البعض للعلن متحدثا عن «انقلاب ناعم» نُفذ داخل أروقة مؤسسة الرئاسة فى ظل غموض يلف الحالة الصحية للرئيس عبدالعزيز بوتفليقة. وقالت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية إن صراع السلطة داخل الدائرة المغلقة التى حكمت الجزائر لعقود تسرب إلى العلن فى الأسابيع الأخيرة، مع خروج اتهامات للبعض بتنفيذ انقلاب ناعم، فى ظل تساؤلات حول الحالة الصحية لبوتفليقة. وأشارت الصحيفة إلى غموض حالة بوتفليقة، الذى أصيب بسكتة دماغية مرتين فى الأعوام الأخيرة، للدرجة التى دفعت مجموعة شهيرة من المقربين إليه لطلب رؤيته للتأكد من أنه لايزال هو المتحكم بالأمور، لاسيما مع بقاء الرئيس معزولا بشكل كبير عن المحيطين به، إذ لم يقابله أحدهم منذ أكثر من عام. ومع عدم إجابة مطالب بعض المقربين من الرئيس، صاحب ال78 عاما، تصاعدت الشكوك بأن مجموعة داخل المجموعة الحاكمة، يقودها شقيق الرئيس، سعيد بوتفليقة، نفذت انقلابا داخليا، وتقوم حاليا بحكم البلاد باسم الرئيس. وبينما تخرج تقارير شبه يومية فى هذ الشأن، تتصاعد مخاوف الجزائريين، كما تنتشر حتى خارج الجزائر، نظرا للأهمية التى يتمتع بها هذا البلد، متمثلا فى الاحتياطى النفطى الكبير والاستقرار النسبى الذى جعلها حائطا مهما فى وجه الحركات الإرهابية المنتشرة فى المنطقة. أحد من طلبوا رؤية بوتفليقة، الأخضر بورقعة، قائد الولاية الرابعة خلال الثورة التحررية الجزائرية، قال لصحيفة «الوطن» الجزائرية المستقلة، إن لديه شعورا بأن الرئيس بوتفليقة يوجد حاليا تحت الإقامة الجبرية، مضيفا أنه يعتبره «رهينة بين أيدى المحيطين به مباشرة من المقربين». وأضاف بورقعة، الذى وقع أخيرا ما يعرف برسالة مجموعة ال19، المطالبة بلقاء الرئيس لمعرفة قدرته على إدارة الحكم، أن المجموعة وضعت نفسها بمثابة فرقة استطلاع فى محاولة معرفة وضع الرئيس، موضحا أن ما دفعهم لذلك هو الفراغ السيئ الذى يشعرون به فى الرئاسة. فى الوقت نفسه، فإن الصراع المزعوم بين مؤسسة الرئاسة والمخابرات الجزائرية، قد خرج إلى العلن فى الأشهر الأخيرة، لاسيما بعد إقالة رئيسها محمد مدين بعد 25 عاما فى المنصب، تزامنا مع حركة تطهير للجهاز، وحبس لكبار جنرالات الجيش، وسن قوانين التى تضمن عقوبات جديدة وقاسية للصحفيين، ما تقول «نيويورك تايمز» إنه تحضير لانتقال السلطة.