خلصت دراسة جرت على مدى يوم أجراها قسم المتابعة الإعلامية في بي بي سي إلى أن الاعتقاد بأن الإعلام مهنة منصفة للمرأة يخفي وراءه حقيقة أن تأثير المرأة محدود في مجال الأخبار. فعلى سبيل المثال، عادة ما يبدو الإعلام الروسي للوهلة الأولى مجالا يعطي فرصة متكافئة للمرأة، مع وجود عدد كبير من المذيعات اللاتي يتمتعن بالذكاء والأناقة. ولكن عدد المراسلات والخبراء المستضافين من النساء كن في الواقع أقل من الرجال وليسوا بنفس الدرجة من الأهمية كالرجال في وسائل الإعلام الرئيسية المقروءة والمرئية، وفقا لما خلصت إليه بي بي سي من المتابعة في اليوم الذي أجري فيه البحث. ولم يقتصر الأمر على روسيا، إذ خلصت الدراسة إلى أنه في دول متعددة شملت إيطاليا وإيران وأوزبكستان وبريطانيا لم تكن الأخبار تهيمن عليها فقط أنباء عن رجال، مما يعكس مكانتهم في الحياة العامة، ولكن الرجال كانوا عادة من يغطون الأخبار "الجادة" التي يمكنها أن تجلب الشهرة لمقدميها وكتابها. وتتفق النتائج مع بعض ما خلص إليه مشروع المتابعة الإعلامية الدولية، وهي منظمة غير حكومية كانت قد توصلت إلى أن النساء يمثلن 24 في المئة فقط مما نسمع عنه في الأخبار على الرغم من أنهن يشكلن نصف عدد السكان. التنوع بين الجنسين على التلفزيون وشملت الدراسة المسحية التي أجريت يوم 29 سبتمبر/أيلول 12 دولة. وبحثت بي بي سي القصص الإخبارية الرئيسية في قنوات التلفزيون الرئيسية والصفحات الأولى للصحف الرئيسية والقصص ذات الذيوع على وسائل الاتصال الاجتماعي في كل دولة. وكانت بعض النتائج غير مثيرة للدهشة. إذ كانت جميع المقالات والاخبار الرئيسية في صحيفة عكاظ السعودية بأقلام رجال. وكانت الشخصية الرئيسية التي تدور حولها الأخبار في صحيفة ناروديني سلوفو، الصحيفة الحكومية الرئيسية في أوزبكستان، هو الرئيس إسلام كريموف. وكشفت الدراسة المزيد من التنوع بين الجنسين في مقدمي النشرات والمذيعين والضيوف، كما أن بعض الدول ذات الثقافة المحافظة مثل السعودية كان في تلفزيونها عدد من المذيعات. ولكن قسم المتابعة الإعلامية في بي بي سي لاحظ أن النساء يمثلن بصورة أفضل في الأنباء التي تنقلها شبكات التواصل الاجتماعي، كما كان الكثير من المساهمات والكاتبات على شبكات التواصل الاجتماعي من النساء. كشفت الدراسة المزيد من التنوع بين الجنسن في مقدمي النشرات والمذيعين والضيوف وكشفت متابعة بي بي سي أن غالبية المشاركين في برامج الحوار والخبراء المستضافين في البرامج من الرجال. ولكن ذلك لم يكن قاصرا على الدول الأقل ليبرالية إعلاميا. وعلى سبيل المثال، فإن برنامجا حواريا في قناة إيطالية مملوكة لرئيس الوزراء الإيطالي السابق سلفيو برلسكوني استضاف 11 شخصا لم يكن من بينهم سوى امراتين وكانتا تتحدثان عن عرض للأزياء في ميلانو. وفي كينيا كانت القصة الرئيسية على وسائل التواصل الاجتماعي انتحار فتاة بسبب علاقة مع رجل التقته على فيسبوك. وكانت القصة في صدارة الصحف الرئيسية أيضا. وغطى قسم المتابعة الإعلامية في بي بي سي في الدراسة المسحية أفغانستان وأذربيجان ومصر وإندونيسيا والهند وإيران وإيطالياوكينيا والسعودية وبريطانيا وأزبكستان. ولوحظ في كثير من الحالات، أن وسائل الإعلام تبرز مكانة الرجل أكثر من المرأة وتقدم ما يعطي شرعية لهيمنتهم المجتمعية على النساء.