«المياه» تعطل مصانع برج العرب.. والمستثمرون: الإهمال أكثر ضررا من «الإرهاب»

الخسائر تصل ل300 مليون جنيه يوميًا لزيادة عدد المصانع المغلقة

تواصلت شكاوي مستثمري المنطقة الصناعية ببرج العرب، من عدم صلاحية المياه التي تم تشغيلها بالمنطقة بعد أن انقطاعها ل7 أيام، الأمر الذي أدى إلى خسائر تقدر بالملايين بسبب توقف بعض المصانع، فيما لجأ الآخرين لشراء تانكات مياه بأسعار مضاعفة.
قال محسن بطيشة، رئيس جمعية رجال الأعمال، إن الحكومة ما زالت تتجاهل أزمة عدم صلاحية المياه، فضلا عن إنقطاعها، حيث تم تشغيلها بنسبة تتعدى ال1200 جزء بالمليون، في الوقت الذي تستخدم فيه المياه لصناعة المواد الغذائية بنسبة لا تتعدى الملوحة بها عن 400 جزء بحد أقصى.
وأضاف أن الحكومة تتجاهل واحدة من أكبر المناطق الصناعية بمصر؛ حيث تمثل 40% من حجم الصناعة، مؤكدًا أن مئات المصانع أعلنت إغلاقها.
وتابع: أن هناك مصانع لم تتوقف عن العمل بسبب التعاقدات والشروط الجزائية، لافتًا إلى أن تلك المصانع تشتري تانكات مياه من الشركات بأسعار بلغت 3000 جنيه للتانك، وطالب بضرورة محاكمة المسؤولين عن الأزمة، وتعويض أصحاب المصانع.
فيما قال فرج عامر، صاحب مصانع «فرجللو» ونائب البرلمان، إنه نسبة الخسارة اليومية لجميع المصانع بلغ 300 مليون جنيه بفارق 100 مليون جنيه عن الأسبوع الماضي، وذلك للجوء مصانع أخرى للغلق، مضيفًا أنه توجه الأسبوع الماضي بشكاوى لوزيرا الصناعة، والتنمية المحلية، ولكن دون استجابة.
ولفت إلى أن المياه لا تصلح للاستخدام الآدمي ولا للمصانع الغذائية، مشيرا إلى أن المنطقة الصناعية يوجد بها أكثر من 2000 مصنع و70 ألف عامل بحجم استثمارات 18 مليار جنيه، مما يعد المساس بهم كارثة في حق الاقتصاد المصري.
وحمل «عامر»، الأجهزة التنفيذية بالمحافظة مسؤولية تلك الخسائر، واتهمها بطرد الاستثمارات عن المنطقة بسبب سوء إدارة الأزمات، لافتًا إلى أن إهمال المسؤولين أكثر ضررًا على البلد من أعمال الإرهاب والتخريب.
فيما أدان حمدي النجار، مدير إحدى مصانعه اللحوم بالمنطقة الصناعية، تجاهل المسؤولين بالأزمة، لافتا إلى أن مصنعه يضم 1200 عامل، وأن جميع خطوط الإنتاج متوقفة تمامًا عن العمل مما يجعله يتحمل الخسائر إلى جانب رواتب العمال، مؤكدا أن المياه التي تم ضخها تخالف المعايير القياسية.
وقال صلاح فراج، أحد مستثمري المنطقة الصناعية، إن تنفيذ مشروع 100 مصنع بمنطقة برج العرب الذي كان قد أقترحه الرئيس عبد الفتاح السيسي، من الصعب أن يتم تنفيذه في ظل الظروف الحالية التي تعاني منها المنطقة، لافتًا إلى أنه لا يستطيع وقف خط الإنتاج مثلما فعلت عشرات المصانع؛ لأنه محكم بتعاقدات للتصدير، قائلًا: «الإهمال يضرب أكبر منطقة صناعية بمصر بحجم».