مشادات بين المواطنين على أسبقية الحصول على المياه.. وسعر زجاجة المياه المعدنية الصغيرة وصل 10 جنيهات رئيس شركة المياه لا يرد على الهاتف.. والشركة تعلن عبر موقعها على الإنترنت: «جار حل الأزمة» تعانى مدينة برج العرب من أزمة انقطاع المياه لليوم السادس على التوالى منذ انتهاء نوة الأمطار الماضية التى نتج عنها انهيار جسر الصرف على المياه المغذية لمحطة الكيلو 40 نتيجة الأمطار التي أغرقت الأراضى الزراعية وأدت إلى زيادة الأملاح فى ترعتى النوبارية والنصر المغذية لمحطات مياه الشرب بالمنطقة. الأزمة يواجهها قطاع كبير من سكان مدينة برج العرب، والأزمة الأكبر تشهدها المدينة الصناعية، حيث أغلقت عدة مصانع أدوية وأغذية، نتيجة اعتمادها بشكل أساسى على المياه، الأمر الذى جعل مجلس إدارة جمعية مستثمرى برج العرب الجديدة يقرر إقامة دعوى قضائية للمطالبة بتعويض من وزير الرى ومحافظ الإسكندرية ورئيس شركة المياه لتسببهم فى خسائر فادحة للمصانع. وقال محسن بطيشة، رئيس مجلس الأمناء بجمعية مستثمرى برج العرب، إن ما تتعرض له المدينة كارثة كبيرة؛ حيث إنه لا يوجد مياه للسكان، والمصانع جميعها تصرخ من الخسائر التى تلحق بها كل ساعة يتوقف فيها الانتاج، معربا عن استيائه من عدم رد رئيس شركة المياه على تليفوناته التى يستغيث فيها المتضررون لمعرفة موعد أو آليات لحل الأزمة. وأضاف «بطيشة»، أن الشركات والأفران التى تعتمد على المياه لحقت بها خسائر تقدر بالملايين، لافتا إلى أن المنطقة الصناعية يوجد بها أكبر مجمع فى مصر لمنتجات الأغذية والتى تعتمد بشكل أساسى على المياه، لافتا إلى أن شركات المياه تستغل الموقف ببيع «صهاريج» المياه للمصانع بأسعار مضاعفة. وقدر فرج عامر، عضو مجلس النواب، وصاحب مصانع فرجللو المتوقفة بسبب الأزمة، حجم الخسائر بمصانع برج العرب بنحو 100 مليون جنيه يوميا، لافتا إلى أن جميع المصانع متوقفة عن الإنتاج منذ الأربعاء الماضى، مؤكدا أن شركة المياه ومحافظة الإسكندرية لم تستجب حتى الآن لنداءات التدخل لحل الأزمة. وقال رزق راغب ضيف الله، نائب دائرة العامرية بالإسكندرية، إن الحياة تكاد تكون منقطعة عن أهالى برج العرب الجديدة والقديمة، لافتا إلى توقف المستشفى الجامعى ببرج العرب عن العمل بسبب الأزمة، وأضاف أنه حاول التواصل مع سعاد الخولى القائم بأعمال محافظ الإسكندرية ورئيس شركة المياه دون جدوى، مع وعود أن المياه ستعود خلال ساعات. من جانبه، طالب اللواء أحمد متولي، رئيس مركز ومدينة برج العرب الجديدة، شركة المياه بضرورة توفير بديل لانقطاع المياه عن طريق الدفع بسيارات للقرى والمصانع كحل مؤقت للأزمة. واتهم العشرات من أصحاب المصانع، شركات المياه باستغلال الأزمة ومضاعفة أسعار «صهاريج» المياه، بحيث تبيع ال 5 كيلومترات مربع من المياه بمبلغ وصل 2700 جنيه، بزيادة 300 % من السعر الأصلى، وقال أحد العاملين بأحد المصانع بالمنطقة إن حركة الانتاج توقفت والعديد من المصانع منحت عمالها إجازات غير مدفوعة الأجر. وشهدت المنطقة العديد من المشاحنات بين الأهالى حول أولوية الحصول على المياه التى أرسلتها شركة المياه والمتبرعين من المستثمرين، كما أنهت المدارس يومها الدراسى عند الحادية عشرة صباحا، وقال أحد المواطنين إن سعر زجاجة المياه المعدنية الصغيره بلغ 10 جنيهات. وحاولت «الشروق» التواصل مع رئيس شركة المياه، أكثر من مرة، لسؤاله بشأن الأزمة، إلا أنه لم يجب الهاتف، واكتفت الشركة بإصدار بيان على موقعها الالكترونى يعلن توقف المياه بعدد من المناطق نتيجة زيادة الأملاح فى ترعتى النوبارية والنصر المغذية لهذه المحطات «محطة النوبارية الجديدة محطة ك 40 محطة بنجر السكر»، الأمر الذى ترتب عليه انقطاع المياه، وأنه جار العمل على حل المشكلة.