اعتبر خبراء أمنيون وعسكريون إسرائيليون، أن مصر بدأت فى عهد الرئيس عبد الفتاح السيسى، التحرر من التبعية للولايات المتحدةالأمريكية، التى استمرت طيلة 40 عاما، وتتحول إلى قوة إقليمية مستقلة، محذرين القيادة الإسرائيلية من أن هذا التغيير سيكون له تأثير درامى على وضع إسرائيل الاستراتيجى. وخلال ورشة عمل أقامها «منتدى ألفريدو»، الذى يضم باحثين وعسكريين إسرائيليين سابقين حول عمليات الجيش المصرى فى سيناء، قال المسئول السابق فى الموساد، يارون زكاى: «انتهى عصر كون مصر تابعة لأمريكا، لأن الرئيس باراك أوباما ارتكب خطأ كبيرا حين حاول أن يفرض على مصر حكم الإخوان المسلمين، خلافا لرأى الجيش والتيارات الإسلامية المعتدلة فى مصر». وأضاف زكاى، أن مصر تحت قيادة السيسى، بدأت العودة إلى مرحلة العصر الفرعونى المستقل تماما، وإن من بين المؤشرات على تحرر مصر من النفوذ الأمريكى، التقارب الكبير مع المملكة العربية السعودية، وشراؤها طائرات فرنسية، وأنظمة صواريخ مضادة للطائرات من روسيا. ولفت زكاى إلى أن هذه التغييرات سيكون لها تأثير على وضع إسرائيل الاستراتيجى فى المنطقة، داعيا القيادة السياسية الإسرائيلية إلى الانتباه لها. من جانبه، نفى الجنرال المتقاعد بيساح ميلوفانى، الخبير فى الجيوش العربية، أن يكون الجيش المصرى يحصن سيناء تمهيدا لشن هجوم على إسرائيل. وقال: «إن السلطات المصرية حتى حرب أكتوبر عبأت الرأى العام ضد إسرائيل، أما الآن فإن الوضع مختلف تماما، لأن المصريين ينظرون أولا إلى أنفسهم، ولا يوجد مصرى يرغب فى أن يفقد حياته فى حرب لا هدف لها ضد إسرائيل». من جهته، قال الخبير فى الشئون الاستخباراتية المقدم المتقاعد، إيلى ديكيل، إن «العمليات التى يقوم بها الجيش المصرى فى سيناء هجومية وليست دفاعية، لأن اتفاقية السلام تسمح لمصر بأن تحتفظ فى سيناء بفرقة عسكرية واحدة فقط». وأضاف ديكيل، أن معاهدة السلام بالنسبة للمصريين مؤقتة طالما كانت إسرائيل قوية، وهم يحتفظون بالتأكيد بخيار الهجوم، إذا شعروا أنهم أقوى مما هم عليه الآن.