• يديعوت أحرونوت: عباس ألقى قنبلة ولم يشعل فتيلها بعد.. وإلغاء اتفاق أوسلو أحد خياراته.. هاآرتس: سينتظر حتى يرى مفعول كلامه وصفت الصحف الإسرائيلية الخطاب الذى ألقاه الرئيس الفلسطينى محمود عباس أمام اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة بالقنبلة المدوية، بعد تهديده بإلغاء الاتفاقيات الموقعة مع إسرائيل، محذرة من أن إقدام عباس على هذه الخطوة سيعيد الحكم العسكرى الإسرائيلى إلى الضفة الغربيةالمحتلة. وكتبت صحيفة يديعوت أحرونوت أن عباس كان يرغب بشدة فى الإعلان عن عدم التزام الفلسطينيين بالاتفاقيات والإعلان عن تاريخ محدد لذلك، لكنه تعرض خلال الأسبوع الماضى لضغوط من الرباعية الدولية والاتحاد الأوروبى والولايات المتحدة الذين طلبوا منه الاكتفاء بالتهديد، وتعهدوا له بالضغط على إسرائيل للعودة إلى المفاوضات ووقف بناء المستوطنات. وأضافت الصحيفة أن عباس قرر بعد دراسة الموقف أن يلقى قنبلة على الطاولة دون أن يشعل فتيلها. ولفتت إلى أن أمام الرئيس الفلسطينى العديد من الخيارات منها وقف التنسيق الأمنى مع إسرائيل أو تخفيضه بشكل كبير، ووقف التزامه بالاتفاقيات العامة مثل بروتوكول باريس، وإلغاء اللجان المشتركة مع إسرائيل مثل لجنة المياه، ويبقى أمامه فى النهاية التهديد الكبير بإلغاء اتفاقية أوسلو. وقال أورى سافير مدير عام الخارجية الإسرائيلية السابق وأحد مهندسى اتفاقية أوسلو للصحيفة إن خطاب عباس يعنى أن البنود الأمنية فى اتفاق أوسلو فى خطر، وذلك لأن إسرائيل لم تدفع فى اتجاه تسوية دائمة، لافتا إلى أن إلغاء اتفاقية أوسلو ستخلق حالة من الفوضى، وأن اليمين الإسرائيلى سيشعر بالحنين إلى أيام أوسلو. واعتبر سافير أن خطاب أبو مازن نقل الكرة إلى المجتمع الدولى من أجل ممارسة الضغط على إسرائيل، وهذه أمر سيستغرق شهورا عدة، لأن عدم التزامهم بالاتفاقيات سيخلق مشكلة من ناحية العنف. وفى الاتجاه نفسه كتب باراك رافيد المحلل السياسى لصخيفة هاآرتس إن إسرائيل لم تفهم بعد المعنى الحقيقى لخطاب عباس، وإن التحليل الأولى للخطاب يقول إن عباس ألقى قنبلة لكنه لم ينزع فتيلها، وسينتظر حتى يرى تأثير كلامه، فإذا حدث تغيير كبير فسوف يبطل مفعول القنبلة، وإن لم يحدث تغيير فسوف يحدث الانفجار. ولفت رافيد إلى أن سيناريو عودة الحكم العسكرى الإسرائيلى للضفة الغربية أصبح يلوح بقوة فى ظل عدم وجود استراتيجية واضحة لدى الحكومة الإسرائيلية فى هذه المرحلة فى الشأن الفلسطينى سوى محاولة التمسك بالوضع الراهن، وأن خطاب عباس الذى أعلن فيه أن إسرائيل قوة احتلال للمناطق المحتلة يقرب من لحظة حدوث هذا السيناريو.