نحتاج إلى قرارات حاسمة لدعم التعليم الفنى.. ومناهج الكليات النظرية أشبه ب«الكُتّاب».. وخريجوها حمل ثقيل على سوق العمل.. افتتاح قناة السويس الجديدة ليس نهاية المشوار ولابد من تنفيذ مشاريع عملاقة.. نفتتح فرعًا جديدًا للأكاديمية فى قبرص أكتوبر المقبل أكد رئيس الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا الدكتور إسماعيل عبدالغفار، أن الأكاديمية بدأت منذ العام الماضى، وبالتنسيق مع كل من وزارة الصناعة ومركز تحديث الصناعة ومؤسسة مصر الخير، فى تأهيل وتدريب الكوادر البشرية من الشباب، باعتبارهم كنز مصر وثروتها، موضحا أن مشروع قناة السويس الجديدة يحتاج خلال الفترة المقبلة إلى عمالة فنية مدربة، مشيرا إلى الدور التركى لإخراج مصر من المجلس التنفيذى للمنظمة الدولية البحرية فى 2013. ووصف عبدالغفار فى حواره ل«الشروق» مناهج الكليات النظرية ب«الكُتاب» قائلا: «يجب ألا تكون مناهج الجامعات منبرا للتلقين كالكُتاب، وفى الفترة المقبلة يجب أن تكون السياسة التعليمية فى مصر موجهة نحو دعم التعليم الفنى»، مضيفا: «هناك 90 مليون مصرى بمثابة كنز بشرى لابد من استثماره للمساهمة فى زيادة الدخل القومى، حتى لا يكونوا عبئا ثقيلا على كاهل الدولة». وأوضح أن الأكاديمية العربية بدأت الفترة الماضية بالتركيز على التعليم الفنى من خلال معهد الدراسات التقنية بالأكاديمية، والذى سيعقد مؤتمرا مهما فى الفترة من 9 إلى 10 سبتمبر المقبل، برعاية كل من رئيس الوزراء ووزير التعليم الفنى، وبحضور جميع الجهات المعنية بالتعليم الفنى، وسيتم من خلاله طرح تجارب عدد من الدول التى اعتمدت على التعليم الفنى واستطاعت النهوض بمجتمعاتها واقتصادياتها. وشدد عبدالغفار على أن الأكاديمية العربية ليست بمعزل عن جموع الشعب المصرى، عبر حرصها الدائم على تبنى المتفوقين دراسيا، مشيرا إلى أن السياسة التى تتبعها الأكاديمية تركز على ضمان الجودة التعليمية، من خلال اختيار الكوادر العلمية الجيدة من أبناء المصريين، وأبناء الدول العربية أيضا. وتابع: «لا يهمنى أن يكون الطالب من عائلة مين ولا أبوه مين، فجميع الطلاب أبناء الشعب المصرى، المهم بالنسبة لنا أن يكون الطالب من المتفوقين»، مشيرا فى هذا الإطار إلى أن الأكاديمية العربية قدمت 14 منحة كاملة بلا أى مصاريف للطلاب المتفوقين، كما تم إنشاء مقر للأكاديمية فى أسوان، فضلا عن تخفيض الرسوم الدراسية بنسبة 50% للطلاب المتفوقين كل عام بالتعاون مع وزارة التعليم. وكشف عبدالغفار عن مساع كبيرة تقوم بها القيادة السياسية والأكاديمية العربية لعودة مصر للمجلس التنفيذى للمنظمة الدولية البحرية، والتى ستعقد اجتماعا لها فى نوفمبر القادم، مؤكدا أن تركيا لعبت دورا كبيرا فى الضغط لإخراج مصر من المجلس وقت أن كانت تترأس اجتماع المجلس التنفيذى فى عام 2013. وقال: «الرئيس عبدالفتاح السيسى استطاع منذ توليه مسئولية البلاد تحقيق مكاسب كبيرة فى التعامل مع الملف الخارجى، واستطاع أن يعيد لمصر قوتها ومكانتها الدولية التى تم استهدافها بسبب الأحداث السياسية التى مرت بها»، مؤكدا أن الموقف التركى لن يكون له أى تأثير خلال الفترة المقبلة، فالجميع يدعم مصر لأنها «رمانة الميزان فى المنطقة»، بحسب تعبيره. وحول دور الأكاديمية العربية فى تنمية محور قناة السويس، قال الدكتور إسماعيل عبدالغفار إن هناك تنسيقاَ دائما وعلى أعلى مستوى، مع الفريق مهاب مميش رئيس هيئة قناة السويس، عبر تجهيز وإعداد وتدريب الكوادر البشرية المصرية التى سوف تحتاج إليها المشاريع العملاقة بمحور القناة، مشيرا إلى إنشاء الأكاديمية فرعا لها بمدينة بورسعيد سوف يساهم فى تقديم الدعم اللوجيستى لمحور قناة السويس الجديد. وأكد عبدالغفار أن مشروع القناة الجديدة يعد أحد أهم المشروعات القومية التى ستساهم فى تحقيق التنمية الاقتصادية والعدالة الاجتماعية، لأن حفر القناة الجديدة أعاد لمصر أهميتها الاستراتيجية كممر دولى بحرى، مشيرا إلى أن قوة ونجاح هذا المشروع يكمنان فى استمرار دعم المصريين له، لأن عائده سيكون لأجيال المستقبل. وأضاف: «الأكاديمية العربية مستمرة فى تقديم جميع خبرتها وخدماتها لمصر فى جميع المجالات، ووزارة النقل أسندت وضع المخطط العام لمشروع تطوير منظومة النقل النهرى فى مصر إلى الأكاديمية، فضلا عن تخصيص وزير النقل قطعة بحرية نهرية عائمة لتطبيق منظومة المجرى الملاحى الآمن، لتجنب الصدام، بعد نجاح فريق بحثى من الأكاديمية فى حل تلك المشكلة، إلى جانب إسهام الأكاديمية فى مشروع إقامة منظومة الربط الإلكترونى فى الموانئ المصرية، من خلال شركة الحلول المتكاملة التى تنازلت الأكاديمية عن أسهم كبيرة منها للحكومة المصرية لتلبية احتياجات الموانئ المصرية». وعن إنشاء فرع جديد للأكاديمة العربية بدولة قبرص قال عبدالغفار إنه بعد مفاوضات استمرت إلى ما يقرب من سنة ونصف بين الأكاديمية العربية والجهات المعنية بصناعة النقل البحرى بدولة قبرص، تم توقيع مذكرة تفاهم تنص على إنشاء فرع جديد للأكاديمية بمدينة لارنكا، من المقرر افتتاحها خلال أكتوبر المقبل، وسيتم تدريس النقل البحرى بكل أنواعه للطلاب فى سبتمبر 2016. وعن الاتفاقيات الجديدة التى وقعتها الأكاديمية العربية أخيرا، أوضح عبدالغفار أن الأكاديمية وقعت اتفاقية ثلاثية بين اتحاد الجامعات العربية وجامعة كارديف متربوليتان والأكاديمية العربية، تهدف إلى دعم وتطوير أداء الجامعات والمعاهد والارتقاء بالمهارات القيادية لكوادر التعليم العالى، من خلال إقامة المعهد العربى لتنمية القيادات، حيث تم اختيار دولة مصر كمقر، وهو ما يؤكد عودة مصر لمكانتها القيادية فى الوطن العربى.