«أين سيقيم الرئيس مبارك بواشنطن؟» ..لم يكن هذا السؤال مطروحا فى الزيارات السابقة إلى الولاياتالمتحدة، لكن الأمر مختلف هذه المرة. فبينما جرت العادة على أن ينزل الرئيس مبارك فى مبنى «بلير هاوس» مقر الضيافة الرسمى لزعماء الدول، هناك تكهنات بأن ينزل الرئيس فى مكان آخر بعد اعتزام «معارضون مصريون» تنظيم مظاهرة أمام المقر الرسمى. ويقع بلير هاوس فى مواجهة البيت الأبيض من ناحية الشمال، ويفصل بين بوابته وبين سور البيت الأبيض شارع بنسلفانيا. وهذا الجزء من الشارع مغلق أمام مرور السيارات منذ 11 سبتمبر، وهو شارع مفتوح للمشاة من مواطنين وسياح وسياسيين ومعارضين ومتظاهرين أيضا. ولا توجد أى قيود على إقامة أى وقفات احتجاجية أمام بلير هاوس، ولا حتى أمام البيت الأبيض إذا كان عدد المتظاهرين أقل من 50 شخصا، إما إذا كان العدد أكبر من 50 شخصا، فتحتاج المجموعة إلى تصريح سهل الحصول عليه من مكتب تابع للبيت الأبيض. وفى هذا السياق، يعتزم ناشطون مصريون تنظيم مظاهرة أمام البيت الأبيض خلال لقاء مبارك بالرئيس الأمريكى باراك أوباما. وقالت مصادر ل«الشروق» إن المعارض الليبرالى سعد الدين إبراهيم سيقود مظاهرات «قبطية إسلامية علمانية»، حيث سيشارك فيها جميع أطياف المعارضة وذلك من الساعة الحادية عشرة إلى الساعة الرابعة أمام الجانب الغربى من البيت الأبيض، بين شارع ماديسون وشارع 15. ومن جهة أخرى، ستنظم مظاهرة مؤيدة لمبارك على بعد أمتار من مظاهرة المعارضة. وتتوقع مصادر هنا فى واشنطن أن تمتد المظاهرات المعارضة إلى مقر «بلير هاوس». ويقع بلير هاوس فى البنايات رقم 16511653 من شارع بنسلفانيا بالقرب من شارع 17. وتم بناء بلير هاوس عام 1824، وفى عام 1836 اشترى البيت فرانسيس بلير، وكان ناشر صحفيا مهما فى ذلك الوقت، إضافة لكونه مستشارا مهما للرئيس أندرو جاكسون. وفى عام 1942 اشترت الحكومة الأمريكية بلير هاوس، وأصبح مقرا لإقامة رؤساء وملوك الدول أثناء زياراتهم للبيت الأبيض وللرئيس الأمريكى. وتصميم البيت فى غاية البساطة ولا وجود لأى مظاهر فخامة عليه من الخارج، وربما الإجراءات الأمنية هى ما تميزه عن غيره من المبانى العادية فى واشنطن. وإذا صدقت توقعات البعض فى واشنطن من أن الرئيس المصرى لن يتخذ من بلير هاوس مقرا لإقامته، بسبب قربه من الشارع، وسهولة التظاهر أمامه، فسيكون الاختيار محصورا بين ثلاثة من أهم وأعرق فنادق العاصمة وهى: فندق ويلارد (إنتركونتننتال) الذى يقع أيضا فى 1401 شارع بنسلفانيا على بعد ناصيتين من البيت الأبيض. وهو معروف بأن كلمة «لوبى» قد انشقت من صالة الفندق الرئيسية به، إذ كان يتجمع الكثير من المواطنين للحصول على توقيع الرئيس الأمريكى الثامن عشر «يوليس جرانت» بين عامى 18691877، والذى كان يدخن فيه السيجار يوميا. أما الخيار الثانى فهو فندق فور سيزون الذى يقع فى مدخل منطقة جورجتاون الراقية، وعلى بعد ناصيتين فقط من مكتب وزارة الدفاع، ومقر الملحق العسكرى المصرى. ويقع الفندق أيضا فى شارع بنسلفانيا رقم 2800. والخيار الثالث هو فندق ريتز كارلتون، الذى يقع فى تقاطع شارع إم M وشارع 22، على بعد ناصيتين فقط (أربع بنايات من مكتب «الشروق» فى واشنطن). وتبلغ تكلفة الغرف والأجنحة فى هذه الفنادق بين 400 و4000 دولارا لليلة، إذا ما توافرت الغرف بسبب الإقبال الشديد عليه.