رغم اعلان نتيجة الثانوية العامة، إلا أن الجدل لم ينته حول الغش الالكترونى الذى كان السمة الرئيسية المسيطرة على الامتحانات، وخاصة بعد أن أوضحت النتيجة فوز طالبين متجاورين فى احدى اللجان على المركز الخامس مكرر على مستوى الجمهورية. وفى الوقت الذى أكد فيه وزير التربية والتعليم محب الرافعى أن الغش لم يؤثر على النتيجة، نفى الخبراء ذلك مؤكدين أن الغش ساهم فى ارتفاع نسبة النجاح للثانوية العامة، الأمر الذى سيقابله مشكلة فى التنسيق وارتفاع الحد الأدنى للقبول بالجامعات. وأكد وزير التربية والتعليم محب الرافعى أن الغش لم يؤثر على النتيجة، لأن الطلاب الذين تم ضبطهم ومعهم هواتف محمولة داخل اللجان أو أى وسيلة أخرى للغش، لم يتمكنوا من استخدامها، لأنه تم مصادرتها منهم وتحرير محاضر غش لهم. فيما قال الباحث التربوى كمال مغيث: إن ارتفاع نسب النجاح ترجع إلى الغش الالكترونى، حيث يتداول الطلاب الأسئلة والاجابات عقب دقائق من بدء اللجان، بالاضافة إلى الغش بالطرق التقليدية فى المناطق الفقيرة فى الصعيد والمناطق الريفية، موضحا أن ارتفاع نسبة النجاح لا تعبر عن أى دلالات تربوية، نظرا لإنها غير حقيقية ولا تعبر عن مستوى الطلاب الحقيقى، طبقا لوصفه. وأكد المنسق العام لجبهة تحرير نقابة المعلمين أيمن البيلى أن عملية الغش ساهمت فى ارتفاع النتيجة، ليس فقط الغش الالكترونى ولكن الغش الذى كان سائدا فى معظم لجان الجمهورية، وأرجع ذلك إلى ضغوط أولياء الأمور على المعلمين، وخوف المعلمين من الاعتداء عليهم كما حدث فى أعوام سابقة، مشيرا إلى غرفة العمليات التى شكلتها الجبهة لتلقى شكاوى خاصة بالامتحانات، تلقت شكاوى عديدة بوجود تسيب فى اللجان. ودلل البيلى على رأيه، قائلا «طالبان من أوائل الثانوية العامة متجاوران فى لجنة واحدة وحصلا على مجموع 409.5، وباقى طلاب اللجنة حصلوا على مجاميع تراوحت بين 95% و98.17%»، مشيرا إلى أن ذلك الأمر سيؤدى إلى مشكلة فى التنسيق وارتفاع الحد الأدنى للقبول بالجامعات. وأوضح عميد تربية الاسكندرية شبل بدران أن الغش كان سائدا فى جميع الامتحانات، وبالتالى لن نستطيع أن نؤكد إنه لم يؤثر على النتيجة، فالنتيجة مرتفعة فى جميع المواد، والدليل على ذلك ارتفاع نسب النجاح فى كل مادة، وأضاف أن الوزارة فشلت فى التصدى للغش للعام الرابع على التوالى. ورأى أن الوسيلة الوحيدة للتغلب على الغش هو تغيير نظام الامتحانات وتغيير المناهج لتواكب المناهج المطورة العالمية، وارجاع دور المدرسة مرة أخرى بأن تكون عامل جذب للطلاب.