أكد شيخ الأزهر أحمد الطيب أن قَصر الجهاد علي حمل السلاح اختزال للدِّين في جزئيةٍ معينة، وأن الحركات المسلحة أيًّا كان اسمُها لا تعبر عن روح الإسلام وصحيح الدِّين. جاء ذلك خلال لقاء الطيب في حديثه الأسبوعي الذي يذاع غدا الجمعة، على الفضائيَّة المصرية. وأضاف الطيب، أن طريق الدعوة إلى الله لم يحدده النبيُّ ولا العلماء، وإنما حدَّده القرآن الكريم في نصٍّ صريحٍ يقول فيه المولى سبحانه: ﴿ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ﴾ النحل: 125 وأشار الطيب إلى أن الإسلام لم يضع في أذهان المسلمين في يومٍ ما أن ينشروا دينهم بقوة السلاح؛ لافتا إلى أن الإسلام يؤمن بأن العقائد لا تُفرض، وإنما الاقتناع بالحجة والبرهان، مضيفا "كما أن الإسلام حرم ترويع الناس أيًّا كانت معتقداتهم". وأضاف الطيب أن الحركات المسلحة الآن أيًّا كان اسمُها وأيًّا كانتْ اللافتةُ التي ترفعها، لا تعبر عن روح الإسلام وصحيح الدين، مؤكدًا أن الجهاد في الإسلام كلمةٌ مطلقةٌ تعني بذل المجهود في سبيل الله، وحذر من قصرُ الجهاد علي حمل السلاح يعتبر اختزال للدِّين في جزئيةٍ معينة؛ وأنه لا يجوز مقاتلة الأعداء إلا إذا رفعوا السلاح". مشيرا إلى أن قتال المخالف للعقيدة موجودًا في كتب مقدسة أخرى، و لا أحد يتحدَّث عن هذه الكتبِ، وإنما هم متفرِّغون فقط لنقدِ الإسلام بعد تأويل آيات القرآن تأويلاً فاسدا . واختتم الطيب حديثه بأن إعلان الجهادِ وترتيب أموره خاص بولي الأمر ومَن يُنيبه، مضيفا "وبمصطلحاتنا الحديثة هو حق الحاكم علي وزارة الدفاع، ولا يمكن في عصرنا هذا إعلان الحرب خارج وزارة الدفاع أو خارج دائرة الحكم، ولا يجوز لأيِّ شخصٍ أو أيِّ جماعة حركيَّة أنْ تُجيِّش جيشًا وتخرج عن هذا النطاق". يذكر أن حديث شيخ الأزهر يذاع على الفضائية المصرية عقب نشرة أخبار الساعة الثانية ظهراً من كل يوم جمعة.