على الرغم من أن الاحتفال باليوم العالمى للصحافة، فرصة لتجديد مطالبات الجماعة الصحفية فى أغلب دول العالم بمزيد من الحرية فى مجال الإفصاح عن المعلومات أو تسهيل مهمة العاملين بالمهنة، فإن أوضاع الصحفيين فى مصر تبدو بعيدة عن تلك المطالب، إذ لايزال صحفيون رهن الاحتجاز على ذمة قضايا تتعلق بعملهم.. «الشروق» تواصلت مع عدد من عائلات صحفيين لايزالون رهن الحبس فى محاولة لفتح ورقة من ملف قضية الحرية. أحمد فؤاد: يتذكر كثير من المتابعين التراشق السياسى الذى صاحب فترة وجود الرئيس المعزول محمد مرسى فى سدة الحكم، تلك المشكلات التى كان يتسبب فيها أبناء الرئيس، ولعل أبرزها الرد الذى قاله نجل مرسى الأصغر، «اسمه سيادة الرئيس يا...» ردا على أحد المعلقين الذى تنبأ بنهاية سيئة لحكم والده إذا استمر الإخوان على طريقتهم.. هذا المعلق الذى تحققت نبوءته وطالته شتائم نجل المعزول، هو نفسه الصحفى الشاب أحمد فؤاد، المحبوس منذ يناير 2014، بتهمة الانتماء لجماعة الإخوان التى تعمل على تعطيل العمل بالقانون، إلى جانب تهم أخرى بإتلاف ممتلكات عامة. فؤاد يبلغ من العمر 18 عاما، ولم تمنعه دراسته بكلية العلوم بجامعة الإسكندرية، من العمل بمهنة الصحافة التى يحبها، وبدأ مشواره المهنى فى موقع كرموز الإخبارى المحلى بالإسكندرية، منذ نهاية العام 2013. وبحسب زملائه، فإن فؤاد كان يشارك فى تغطية أحداث ذكرى ثورة يناير 2014، والتى شهدت اشتباكات بين قوات الشرطة وعناصر جماعة الإخوان، فى منطقة سيدى بشر. لم تشفع الكاميرا أو كارنيه العمل فى إقناع من ألقوا القبض عليه بأنه يعمل صحفيا، وأدرج اسمه فى القضية التى حملت رقم 1416 لسنة 2014 المنتزه أول. بحسب والدة فؤاد، فإن ابنها محبوس على ذمة القضية فى سجن برج العرب، وتحتاج أسرته، المقيمة بسيدى بشر إلى ساعتين تقريبا للوصول لمقر احتجازه، مؤكدة أنه أحيل للمحاكمة بعد نحو 8 شهور من القبض عليه، ومنذ إحالته للمحاكمة أصبح التأجيل هو سمة القضية. تحفظ الأم عن ظهر قلب موعد جلسات التأجيل التى طالت نجلها، فى 14 ديسمبر 2014، و8 فبراير و12 أبريل، ثم قرار بتأجيل القضية إلى جلسة 7 يونيو، دون أن يتمكن المحامون الذين يتولون الدفاع عن فؤاد من النطق بكلمة دفاع واحدة. تقول الأم: فى آخر جلسة لنظر القضية، أصدر القاضى قرار التأجيل فى العاشرة صباحا قبل وصول المتهمين إلى قاعة المحكمة، مضيفة حضر ولدى وباقى المتهمين بصحبة قوات الأمن فى الساعة الثانية ظهرا، مطالبة وزارة الداخلية بإحضار المتهمين مبكرا ولو قبل موعد المحاكمة بيوم واحد إلى مديرية أمن الإسكندرية، حتى لا يؤجل القاضى نظر القضية لتأخرهم، ويستطيع المحامون الدفاع عن موكلهم. محمود شوكان فى خضم مشهد فض اعتصامى رابعة والنهضة (أغسطس 2013)، كان محمود أبوزيد شوكان، يمارس عمله فى مهنة التصوير التى بدأها فى 2010، وهو ما أوقعه ضحية لاعتقال عشوائى نفذته أجهزة الأمن تجاه عدد من الموجودين فى محيط الأحداث المشتعلة، وعلى الرغم من الإفراج عن عدد من الأشخاص الذين تم إلقاء القبض عليهم فإن شوكان لايزال حبيسا منذ نحو 600 يوم. أغلب من مروا بجوار شوكان فى السجن وكانت ظروفهم مشابهة له من حيث ظروف الاعتقال أو المهنة، تم إطلاق سراحهم. يقول الصحفى الشاب فى خطاب أرسله لأسرته وزملائه فى فبراير الماضى «بلا منطق، كنا 900 متهم، وبلا منطق أصبحنا 300 متهم، وبلا منطق خرج زميلى مراسل الجزيرة عبدالله الشامى، الذى كان معى فى نفس القضية، بل فى نفس الزنزانة أيضا، وبلا منطق مازلت محبوسا، بينما هو حر طليق، ليس ذلك لعدالة القانون أو وجود تحقيق نزيه. بل لوجود مؤسسة إعلامية كبرى تقف بجانبه» وينفى محمد شوكان، شقيق الصحفى المحبوس، أن يكون هناك تغير فى موقف حبس شقيقه رغم كل المطالبات بالإفراج عنه، مضيفا: «حاليا كل الذى يتكرر هو تجديد الحبس 45 يوما إلى ما لا نهاية، مؤكدا أنه لا يعرف إلى أين ستنتهى قضية شقيقه ومعاناته التى تقارب العامين، لكنه يحث جميع المعنيين من زملاء ببذل مزيد من الجهد والضغط حتى يتم الإفراج عن شوكان. عبدالرحمن ياقوت يعتبر عبدالرحمن عبدالسلام ياقوت، أحدث الصحفيين الذين تم القبض عليهم فى أثناء ممارسة عملهم، إذ قبض عليه فى مارس الماضى، فى أثناء تغطية حادث محاولة إحراق نقطة شرطة فوزى معاذ بمنطقة الهانوفيل بالإسكندرية بتكليف من موقع كرموز الإخبارى. منذ القبض عليه تواصل النيابة إصدار قرارات تجديد حبسه 15 يوما على ذمة التحقيقات، فى تهم الانضمام إلى جماعة الإخوان، والاشتراك فى محاولة إحراق نقطة الشرطة التى ذهب لمتابعة خبر حرقها بعد رسالة وصلته من مسئولى الموقع. وعلى الرغم من أن محضر القبض على الصحفى الشاب، والذى حمل رقم 8558 لسنة 2015، تضمن ضبط «شنطة سوداء اللون، كاميرا نيكون، هاتف محمول سامسونج أبيض اللون، 6 حجارة كاميرا»، لكن الاتهامات التى طالته تضمنت استخدام أسلحة ومفرقعات والتظاهر بدون ترخيص. وبحسب عبدالسلام ياقوت، والد الصحفى المحبوس، فإن نجله محبوس فى قسم الدخيلة، فيما تقيم أسرته بمنطقة العجمى، القريبة ما يجعل زيارته بشكل دورى أمر سهل، لكنه يشكو أن مدة اللقاء لا تتجاوز الدقيقتين. ويلفت ياقوت إلى أن المتهمة الرئيسية فى القضية والتى اعترفت بمشاركتها مع آخرين فى محاولة التظاهر بالقرب من القسم والمشاركة فى أعمال الشغب، لم تذكر اسم نجله ضمن اعترافاتها. ويناشد والد الصحفى الشاب، القضاء بالإفراج عن نجله البرىء، أو تحديد موعد لجلسة تنظر قضيته، لافتا إلى أن وجود نجله ضمن مجموعة من المسجونين جنائيا يضعه فى ظروف صعبة.