"أغيثوني .. أثابكم الله" هكذا يستغيث المصور المصري المستقل محمدو أبو زيد شوكان، الذي شعر أنه يقف وحيدًا بمهنته وجنسيته المصرية أمام الحبس الاحتياطي الممتد منذ اعتقاله أثناء فض اعتصام "رابعة" في 14 أغسطس 2013، فالقضية التي جمعته بمراسل الجزيرة "عبد الله الشامي" حبسته بينما تمكن "الشامي" من الخروج بمساعدة شبكة الجزيرة التي تبنت قضيته، وزملائه في المهنة "بيتر جريستي" و"محمد فهمي" قد وجدوا طريق الحرية "لأن الأول أسترالي والثاني تخلى عن الجنسية المصرية"، ويظل شاوكان محبوسًا في بلد احتلت المركز الرابع في اعتقال الصحفيين في آخر تقارير منظمة "مراسلون بلا حدود" لعام 2014. "بلا منطق" كلمة رددها شوكان كثيرًا في رسالته التي بعثها من خلف القضبان وجاء فيها:"في طريقي لليوم 550 في الحبس (الاحتياطي)، حبس ليس له لون أو طعم أو شكل ولا حتى رائحة. ولا منطق!!. بلا منطق، بلا محاكمة، بلا قانون. مجرد تهم على ورق تم قذفي بها دون تحقيق. وقت يمر ويمضي وعمر ضائع بين أربعة جدران" ولا يزال يبحث عن المنطق :"بلا منطق، كنا 900 متهم، وبلا منطق أصبحنا 300 متهم..بلا منطق خرج زميلي مراسل الجزيرة عبدالله الشامي، الذي كان معي في نفس القضية، بل وفي نفس الزنزانة أيضًا. .وبلا منطق مازلت محبوسًا، بينما هو حر طليق، ليس ذلك لعدالة القانون أو وجود تحقيق نزيه. بل لوجود مؤسسة إعلامية كبرى تقف بجانبه...بلا منطق أيضًا خرج مراسل الجزيرة بيتر جريستي الأسترالي الجنسية ومن ورائه محمد فهمي بعد تنازله عن جنسيته المصرية وإبقائه الجنسية الكندية، وبلا منطق سيظل باهر في السجن فقط لكونه مصريًا" مستدركًا: "ولكن لا تقلق يا "باهر" فهناك الجزيرة تقف بجانبك. أما عزائي فأقدمه لنفسي وزملائي الصحفيين المصريين اللذين لا يملكون جنسية أخرى أو مؤسسة كبرى تقف بجانبهم" وأثناء رحلة شوكان في البحث عن المنطق وراء الأحداث سالفة الذكر يعثر على " حلقة مفقودة" تشدد من معاناته، حيث يروي "في تحقيق إجراه معي أحد ضباط الأمن الوطني. سألني مندهشًا، كيف يتم إلقاء القبض عليك مع صحفيين أجانب ويتم الإفراج عنهم في نفس اليوم والإبقاء عليك في السجن طوال هذه الفتره، هناك حلقة مفقودة.؟! " وأضاف: "شعرت أنه يسخر مني، لأنه حتمًا يعرف الإجابة. فقلت إن هناك بالفعل حلقة مفقودة ولا أجدها. كنت حريصًا على أن أتجنب استفزازه، فأنا على يقين وعلى علم عن تلك الحلقة المفقودة، ولكن الكلام "مش هيودي ولا هيجيب". ويبدو أن "شوكان" وجد ضالته:"إذا هي الحلقة المفقودة، أني مصري. مشكلتي مع بلدي أني مصري، صحفي مصري فقط!!" مبدياً استعداده للاستغناء عن جنسيته المصرية لو كانت هي العائق الوحيد أمامه لنيل حريته:"فلو لم يكن خيار أمامي سوى أن أتبرأ من جنسيتي نظير نيل حريتي لفعلت!!" ويتساءل "شوكان مستنكرًا "لا أعلم ما هو سبب إقحامي في صراع سياسي، لا أنتمي له ولا لأي جماعة أو فصيل سياسي؟؟ لا أعلم ما هو سبب بقائي في السجن طوال هذه المدة؟؟" وشدد: "أنا لا أنتمي لشيء سوى مهنتي (مصور صحفي)، مصور صحفي ففط!!!"