دقت الساعة الثانية عشرة بعد منتصف الليل.. وسمع سكان العقار رقم 12 شارع ابن حنبل بمنطقة قسم الجمرك بالاسكندرية صوتا عاليا خلفه ارتطام هز العقار.. خرج السكان بملابس النوم للشارع فى حالة هلع فعثروا على جثة «أيمن .م» 40 عاما أمام العقار وسط بركة من الدماء. دقائق قليلة وكان العميد شريف عبدالحميد، مدير ادارة البحث الجنائى بالاسكندرية، على رأس فريق من ضباط المباحث فى موقع الحادث وتبين من المعاينة الأولية ان الجثة بها كسور مضاعفة وجروح باليد والصدر والوجه تؤكد ان صاحبها خاض مشاجرة أو معركة قبل سقوطه. تم إخطار اللواء محمد الشرقاوى مساعد وزير الداخلية لأمن الاسكندرية فقرر سرعة فحص شقة المتوفى وسؤال الجيران وتحريات المباحث حول الواقعة، انتشر فريق المباحث حول العقار لسؤال الجيران حول احتمال وجود دوافع للجريمة، فكانت إجابات الجيران بأنه رجل دائم الشك فى زوجته المحترمة ذات الخلق الحسن وأنه دائم الشجار معها وانه كان يغلق عليها الشقة عدة أسابيع ويرفض خروجها بحجة شكه فى سلوكها وأنها طلبت منه الطلاق أكثر من مرة ولكنه رفض بشدة معتقدا انها ستتزوج من آخر فضلته عليه، ورجح أحد الجيران أن يكون المجنى عليه ألقى بنفسه من الطابق السابع لعدم وجود خلافات بينه وأحد بالعقار. أسرع ضباط المباحث إلى شقة القتيل وكان بابها مفتوحا ويوجد عليه بقعه دماء وفور دخول الضباط الشقة اكتشفوا وجود جثة «أميرة. ع. م» 36 عاما، ربة منزل وزوجة القتيل، مسجاة على ظهرها وترتدى ملابسها كاملة ومصابة بجرح قطعى بالرقبة وطعنات غائرة بالصدر والبطن وعثر بجوار الجثة على تجمعات دموية كثيرة ولا يوجد بعثرة بمحتويات الشقة. وكشف أحد الجيران أنه سمع صوتا عاليا بالشقة وتكسيرا لمحتوياتها وعندما طرق الباب توقف الصوت وعندما رجع لشقته سمع صراخات وبعد ساعة تقريبا توقفت الحركة داخل الشقة. وتبين أيضا من تحريات رجال المباحث ان الزوج يعانى مرض نفسى وانه كان دائم الشك منذ صغره وأن تأثير مرضه استمر بعد الزواج مع زوجته وأنه حاد الطباع ومنطوى على نفسه فى العقار الذى يقطن فيه. انتقل مفتش الصحة وطبيب مصلحة الطب الشرعى إلى الشقة لمعاينة الجثتين وبيان سبب الوفاة وعثر بجوار الجثة على السكين المستخدمة فى الجريمة، وتبين من تحريات المباحث وقوع مشادة كلامية بين الزوج وزوجته تطورت إلى تشابك بالأيدى أسرع خلالها إلى المطبخ واستل سكينا كبيرا وانهال بها على الزوجة ومزق جسدها حتى لفظت أنفاسها الأخيرة ثم ترك باب الشقة مفتوحا وفكر فى الهرب لكنه عاد لشرفة الشقة بالطابق السابع وألقى نفسه ليتخلص من حياته. تم التحفظ على أداة الجريمة، وصرحت النيابة العامة بدفن الجثتين بعد تشريحهما.